نت ..تفاعل الكثير من النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي مع تسجيل فيديو انتشر سريعاً في الشبكة العنكبوتية، يبدو فيه عضو مجلس أمناء الثورة صفوت حجازي وهو يقبل يد الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، أثناء توجه الأخير الى الحشود المجتمعة في ميدان التحرير لإلقاء القسم الرمزي أمامها. وقد عبر الكثير ممن رأوا المشهد عن استيائهم إزاء ما قام به صفوت حجازي مستشهداً بجزء من "فتوى" للشيخ محمد صالح المنجد في تقبيل اليد جاء فيها ان "بعض أهل العلم حرم ذلك إذا كان معتاداً دائماً عند اللقاء"، فيما اقتبس مؤيدو حجازي ما جاء في الفتوى ذاتها قول الشيخ المنجد "أما تقبيل اليد فذهب جمهور من أهل العلم إلى كراهته ولاسيما إذا كان عادة، أما اذا فعل بعض الأحيان عند بعض اللقاءات فلا حرج من ذلك مع الرجل الصالح، مع الأمير الصالح، مع الوالد أو شبه ذلك فلا حرج فى ذلك، لكن اعتياده يكره".
وذهب فريق الى ما هو أبعد من ذلك في محاولة لتحليل الأمر، اذ رأى في تقبيل يد مرسي رمزية الى فشل الثورة في تغيير عقلية الحاشية والمقربين من الحاكم، محملين هؤلاء مسؤولية عزله عن الشعب مما يسفر عن خلل في الانطباع لدى الرئيس الذي سيقع ضحية التبجيل المبالغ به وقد يصل الى حد "التأليه" وفقاً لوصف البعض، الأمر الذي يؤدي الى اتخاذ قرارات غير صائبة تصب في مصالح فئة ضيقة فقط.
وهذه ليست المرة الأولى التي يكون فيها صفوت حجازي "بطل" واقعة تقبيل اليد، اذ سبق وان انتشرت صورة للمرشح الرئاسي السابق حازم صلاح أبو اسماعيل وهو قبل يد حجازي، مما أثار جدلاً كبيراً في فضاء الانترنت وخارجه. وقد عبر كثيرون في حينه عن دهشتهم حيال شعار ابو اسماعيل "نحيا كراماً" بالتساؤل "ومن أين ستأتي الكرامة اذا كنا ننتظر بوس الأيادي ؟".
وقد استدعى الأمر تدخل صفوت حجازي في أحد البرامج التلفزيونية اذ شرح الموقف بالقول "هذه هي أخلاقنا اننا نقبل رؤوس وأيادي بعضنا البعض ولو أذن لي الشيخ أبو اسماعيل لقبلت قدمه وليس فقط يده، لأن هذه هي مكانته عندي لعلمه وإكراماً لوالده ..هكذا نحن نحب ونقبل أيادي بعضنا البعض لعلمنا وليس لأشخاصنا". وأضاف صفوت حجازي في التسجيل ان "الناس الذين ينتقدون ذلك لا يعرفون قيمة العلم ومعنى الحب في الله، فنحن نعذرهم لجهلهم".
وقد دفع هذا التسجيل بعض من شاهد حجازي وهو يقبل يد الرئيس المصري الى التساؤل "طالما الأمر كذلك وصفوت حجازي عالم جليل عبر أبو اسماعيل عن احترامه لعلمه بتقبيل يده .. لماذا لم يفعل ذلك محمد مرسي أيضاً ؟".
يُشار الى ان مشاهد تقبيل أيادي شخصيات رسمية في مصر أصبحت محط اهتمام وسائل الإعلام ومواقع إلكترونية عديدة قبل "ثورة 25 يناير". فقد تحول تسجيل يظهر فيه الإعلامي توفيق عُكاشة وهو يقبل يد صفوت الشريف الى مادة دسمة لانتقاد الأول، تماماً كما تعرضت عائشة عبد الهادي وزيرة القوى العاملة لتقبيلها يد سيدة البلاد الأولى في حينه سوزان (ثابت) مبارك.
الجدير بالذكر ان الأمر لم يقتصر على السياسيين والشخصيات العامة في مصر، اذ كان له امتداد عالمي تجلى بتقبيل يد رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني يد العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، فيما طبع سيد البيت الأبيض باراك أوباما على يد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن العزيز قبلة لا تزال تثير جدلاً بين المهتمين.