بغداد ا ف ب: اعتبر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الخميس ان النموذج الذي اعتمد في اليمن لانتقال السلطة لن ينجح في سوريه لان الرئيس بشار الاسد ونظامه لن يتخليا عن السلطة ببساطة. وقال زيباري خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الوزارة في بغداد ردا على سؤال عن فرص نجاح النموذج اليمني في سورية "انا شخصيا لا اعتقد ان النموذج اليمني سينجح في سورية، خصوصا لانه في قضية اليمن كان هناك راعون، لكن في سورية لا يوجد راعون لمثل ذلك". وقال زيباري "لا اعتقد ان الرئيس السوري او النظام سوف يسلم السلطة ببساطة"، مشيرا في الوقت نفسه الى ان دمشق "تتعرض الى ضغوطات كبيرة من قبل الجميع". وقتل في سورية اكثر من 16500 شخص منذ انطلاق الاحتجاجات ضد النظام السوري في منتصف آذار (مارس) 2011، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. ويتعذر الحصول على حصيلة للضحايا من مصدر مستقل منذ توقف الاممالمتحدة عن احصاء الضحايا في اواخر العام 2011، كما يصعب التأكد ميدانيا من الحقائق الامنية بسبب القيود المفروضة على الاعلام. من جهة اخرى، اكد الوزير العراقي حدوث "هجرة عكسية" لتنظيم القاعدة من العراق الى سوريا لتنفيذ عمليات ارهابية هناك. وقال في هذا الصدد "لدينا معلومات استخباراتية مؤكدة بان عددا من اعضاء القاعدة ذهبوا بالاتجاه الاخر نحو سورية، لتنفيذ عمليات ارهابية". واضاف ان "لقد حذرنا النظام السوري من هذا الامر قبل سنوات، حينما كانت القاعدة تعبر من سورياة الى العراق"، مضيفا ان "القاعدة الان بدأت بهجرة عكسية". وتابع "هذه هي الحقيقة، ان الجماعات المتطرفة لها دور مهم في مستوى اعمال العنف الحاصل في سورية الان". وهذه ليست المرة الاولى التي يشير فيها العراق الى هذه المعلومات، فقد سبق وان اكدها الوكيل الاسبق لوزارة الداخلية عدنان الاسدي في مقابلة مع وكالة فرانس برس في شباط (فبراير) الماضي، بقوله ان مجموعات "ارهابية" بدات تغادر العراق باتجاه سورية، وان اسلحة تهرب الى هذا البلد. كما قال رئيس الوزراء نوري المالكي في اذار (مارس) في مقابلة مع صحيفة عكاظ السعودية ان تنظيم القاعدة "بدا يهاجر" من العراق الى سوريا التي اصبحت بحسب قوله "في قلب المشكلة الارهابية". وكان العراق اتهم مرارا سورية التي تشاركه بحدود بطول 600 كلم، بتسهيل عبور مسلحين عبر حدودها. واقر زيباري بان تصاعد الهجمات الارهابية في العراق خلال الفترة الاخيرة والتي تستهدف المدنيين وقوات الامن يشكل انعكاسا للخلافات السياسية التي تشهدها البلاد. وقال "نحن الان نواجه ازمة سياسية، وهذه الخلافات تنعكس بالتاكيد على الوضع الامني"، مضيفا ان "هذه الجماعات ستجد الطريق للعمل وضرب وتوسيع الفجوة بين القادة السياسيين".