ربط المنتخب السعودي لكرة القدم مصير تأهله إلى نهائيات كأس العالم المزمع إقامتها في جنوب إفريقيا عام 2010، بمباراته الأخيرة المرتقبة أمام منافسه المباشر الكوري الشمالي في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية ضمن الدور الحاسم للتصفيات الآسيوية. وخرج "الأخضر" من اللقاء الذي جمعه بكوريا الجنوبية في سيول الأربعاء 10-6-2009 متعادلاً دون أهداف، فتعادل نقاطاً مع كوريا الشمالية برصيد 11 نقطة لكل منهما، على أن يكون الفصل في لقائهما الحاسم في الجولة الأخيرة في الرياض في ال 17 من الشهر الجاري. ركلة حرة للمنتخب الكوري من جانبها، رفعت كوريا الجنوبية التي كانت ضامنة تأهلها إلى النهائيات من الجولة الماضية رصيدها إلى 15 نقطة. وسيكون المنتخب السعودي بحاجة إلى الفوز في الجولة الأخيرة لضمان تأهله مباشرة إلى النهائيات للمرة الخامسة على التوالي، لأن كوريا الشمالية كانت فازت في لقاء الذهاب في بيونغ يانغ 1-صفر مطلع فبراير/شباط الماضي، كما أن فارق الأهداف يصب في مصلحتها (سجلت 7 أهداف واهتزت شباكها 5 مرات)، في حين سجل المنتخب السعودي 8 أهداف وتلقت شباكه عددا مماثلا. المباراة كانت الثالثة للمنتخب السعودي تحت إشراف مدربه البرتغالي خوسيه بيسيرو على الصعيد الرسمي، حيث كان قاده إلى الفوز في المباراتين الأوليين على إيران في طهران 2-1، وعلى الإمارات في الرياض 3-2. يذكر أنها المواجهة العاشرة بين المنتخبين السعودي والكوري الجنوبي حتى الآن، حيث فازت السعودية 4 مرات وخسرت مرتين، وكان التعادل سيد الموقف 4 مرات أيضاً. ولم يقدم المنتخب السعودي مستوى جيداً على مدار دقائق المباراة فتفاوت إصرار لاعبيه على الفوز، رغم كونه الأفضل في الدقائق الاولى ثم في ربع الساعة الأخير، في حين كان أصحاب الأرض الأخطر في معظم الفترات الأخرى. وكانت الأفضلية والسيطرة الميدانية في الدقائق الأولى سعودية مع تصميم واضح على اختراق المنطقة الكورية والتسجيل مبكرا، فكانت تحركات مدروسة بين محمد نور وناصر الشمراني وياسر القحطاني. وجاءت الفرصة الأولى من ركلة حرة سددها لي كيون هو مرت كرته على قريبة من القائم الأيمن لمرمى السعودية (10)، قبل أن يتلقى ناصر الشمراني كرة من الجهة اليمنى عند نقطة الجزاء تماما ويستدير ويسددها قوية أبعدها الحارس لي وونغ جاي لتتهيأ أمام ياسر القحطاني على مقربة من القائم الأيمن فحضرها أمام المرمى دون أن تجد من يتابعها (14). وكانت انطلاقات منتخب كوريا الجنوبية من الهجمات المرتدة خطيرة على مرمى وليد عبد الله خصوصا عبر المتألق بارك جي سونغ، لكن الفرص الحقيقية غابت لدقائق إلى ان أطلق أحمد عطيف كرة قوية بيسراه على يمين المرمى (26). بعدها، فرض أصحاب الأرض سيطرتهم في الدقائق العشرين الأخيرة وحصلوا على أكثر من فرصة للتسجيل لكن الحارس وليد عبد الله والمدافعين تكفلوا بابعاد الخطر. في المقابل، عاب المنتخب السعودي البطء وسوء الانتشار في الملعب ما سمح للكوريين بقطع تمريراته وإفشال خطورته باستثناء بعض المحاولات ككرة قوية لمحمد نور مرت على يمين المرمى (38). وتدخل وليد عبد الله لإبعاد كرة قوية من لي كيون هو (40)، ثم أبعد كرة هدف أكيد لكيون هو نفسه بعد ثوان إثر معمعة في منطقة الدفاع. وفي الشوط الثاني، عمد بيسيرو إلى إحداث توازن أكبر في خط الوسط خصوصا بعد إصابة عبد عطيف فأدخل عبد الرحمن القحطاني بدلا منه املا في ان يتمكن من مد ياسر القحطاني وناصر الشمراني بالكرات المتقنة لترجمتها إلى أهداف. وسنحت فرصة لكوريا الجنوبية لافتتاح التسجيل حين تلقى بارك شو يونغ كرة من الجهة اليسرى ارتقى لها وأكملها برأسه فوق العارضة (56)، ثم سدد بارك شو يونغ نفسه كرة من ركلة حرة من نحو 20 مترا فأبطل وليد عبد الله مفعولها على دفعتين (60). وانطلق المنتخب السعودي بهجمة مرتدة بعد ثوان قليلة مرر على إثرها عبد الرحمن القحطاني كرة أمامية رائعة إلى ناصر الشمراني الذي وجد نفسه في مواجهة الحارس فحاول إيداعها المرمى لحظة خروج الأخير، لكنها ارتطمت به وتابعت طريقها بعيدا عن الخشبات. وتحرك هجوم "الأخضر" في الدقائق العشرين الأخيرة بعد ان زج بيسيرو بنايف هزازي بدلاً لناصر الشمراني، فحصل السعوديون على بعض الفرص أبرزها لياسر القحطاني الذي تلقى كرة داخل المنطقة فتخلص من مدافعين وسددها قوية قريبة جدا من القائم الأيسر (73). واستبسل وليد عبد الله بعد لحظات قليلة في إبعاد كرة هدف كوري اكيد على 3 دفاعات إثر ركلة ركنية. وأكملت السعودية المباراة في الدقائق العشر الأخيرة ب 10 لاعبين بعد طرد أحمد عطيف لنيله إنذارين من قبل الحكم الأسترالي بنجامين وليامس، لكن "الأخضر" كاد يخطف هدفا قاتلا في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع حين مرر عبد الرحمن القحطاني كرة من الجهة اليسرى ارتقى لها هزازي وتابعها برأسه علت العارضة بقليل. الإمارات تسقط أمام إيران علي كريمي سجل هدف المباراة الوحيد من جانبه أنعش المنتخب الايراني اماله في التأهل إلى النهائيات بعد تغلبه على ضيفه الاماراتي 1-صفر في طهران. ورفعت إيران رصيدها إلى 10 نقاط لتحافظ على مركزها الرابع بفارق نقطة عن كوريا الشمالية الثانية والسعودية الثالثة، في حين بقيت الإمارات أخيرة برصيد نقطة واحدة. وتلعب ايران في الجولة الأخيرة مع كوريا الجنوبية في سيول، والسعودية مع كوريا الشمالية في الرياض في 17 يونيو/حزيران الحالي. وتملك إيران فرصة التأهل إلى النهائيات مباشرة في حال فوزها على كوريا الجنوبية وتعادل السعودية مع كوريا الشمالية. أما في حال فوز السعودية على كوريا الشمالية، فإن إيران يكفيها التعادل مع كوريا الجنوبية لاحتلال المركز الثالث الذي يضمن لها خوض مباراة ملحق مع ثالث المجموعة الأولى والفائز منهما يخوض ملحق ثان مع نيوزيلندا بطلة أوقيانيا.