بزيارة الرئيس محمد مرسي لطهران، شهدت العلاقات المصرية الايرانية امس التطور الاكبر منذ قطعها قبل 28 عاما، ولكن في اي اتجاه؟. يرى مراقبون ان الايرانيين الذين وقف اعلامهم الرسمي وموقفهم السياسي بقوة في صف الاخوان المسلمين في مصر والرئيس محمد مرسي ضد منافسه في الانتخابات الرئاسية احمد شفيق ، كما بذلوا جهودا كبيرة لاقناع مرسي بالحضور شخصيا الى طهران بدلا من ايفاد وزير الخارجية محمد كامل عمرو كما كان مقررا في البداية، ربما اصيبوا بخبة امل على مستويات عديدة. اولا: بدا دعاء مرسي بالرضى عن الخلفاء ابي بكر وعمر وعثمان وعلي بأسمائهم، وهو غير معتاد في خطاباته السابقة، كنوع من التحرش الطائفي بمضيفيه، بتذكيرهم بأن بعض غلاة الشيعة يسبون بعض كبار الصحابة. في حين كان المتوقع ان يتبنى مرسي خطابا توافقيا من الناحية الطائفية، ما يتفق مع دور مصر الاقليمي التاريخي الذي طالما ترفع عن الاختلافات الدينية او الطائفية. وسيبدو هذا الخطاب متسقا مع الخطاب الطائفي الذي تتبناه بعض الدول الخليجية في معارضتها لسياسات ايران، ويكرس اللهجة الاعتذارية التي اعتمدتها الرئاسة المصرية عن الزيارة في محاولة لاحتواء الانزعاج السعودي بشكل خاص من امكانية ان تؤدي الى التطبيع بين القاهرةوطهران. ثانيا: فشلت زيارة مرسي في الفصل بين الخلافات السياسية الاساسية بين القاهرةوطهران، وابرزها الملف السوري، والاستحقاقات البراغماتية في اهمية تعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والعلمية بين البلدين، وهو ما تفعله دول الخليج نفسها رغم ان التوتر السياسي يبقى العامل الحكم في علاقاتها مع طهران. ثالثا - يبدو ان طغيان هاجس تأثير الزيارة على التحالف مع الولاياتالمتحدة ودول الخليج بشكل خاص، ادى الى ان العلاقات المصرية الايرانية باتت اكثر تعقيدا، واقرب الى المواجهة منها الى التقارب، وهو ما بدا واضحا في مشاعر الصدمة والارتباك لدى الايرانيين، حتى ان المترجم الايراني قام بتحريف خطاب مرسي فلم يذكر الدعاء للخلفاء، كما اقحم اسم البحرين وثورتها، التي لم يرد ذكرها على لسان الرئيس المصري. لندن 'القدس العربي' من خالد الشامي