ظهرت أدلة جديدة تشير إلى تهاون الإدارة الإسرائيلية بخصوص التحذيرات التي جاءت إليهم عن حرب أكتوبر المجيدة، وقد قامت لجنة أجرانات بكشف الغطاء عن شهادات سرية قام بها عدد من القيادات العسكرية الإسرائيلية. وقامت صحيفة " إسرائيل اليوم " بنشر معلومات جديدة تتضمن شهادات لكل من أبا إيبان وزير الخارجية و اللواء شموئيل جونين قائد المنطقة الوسطى و اللواء اسحق حوفي قائد المنطقة الشمالية ، و تسيفي زامير مدير الموساد ومساعده أفريد عيني ويسرائيل ليئور المساعد العسكري لجولدا مائير رئيسة الوزراء في ذلك الوقت.
ويظهر التقرير أن أشرف مروان عميل الموساد – حسب وصف الصحيفة – قام بإرسال رسالة تحذيرية إليهم يوم 1 أكتوبر بأن مصر ستشن حرباً على إسرائيل ، ويؤكد زامير أن هذه المعلومات لم تصل إلى رئيسة الوزراء وذلك لاعتقادهم أن جهاز الاستخبارات العسكرية قام بإبلاغها فعلاً ، ولكن ليئور أوضح أن هذه المعلومة لم تذهب إلى رئيسة الوزراء لأن الأمر لم يكن بارزاً في التقارير الخاصة بالاستخبارات العسكرية.
وقام مروان بإرسال رسالة عاجلة إلى الموساد في ليلة 4 و 5 أكتوبر يؤكد فيها أنه لديه معلومات مهمة حول تهديدات بالحرب وأنه يرغب في مقابلة مدير الموساد فوراً في لندن لمناقشة الأمر ، يقول عيني " لقد كانت معلومات مهمة جداً في هذا الوقت ، شعرت أنها تحذير بحرب وشيكة " ، مؤكداً أنه قام بالاتصال بمدير الموساد فوراً إلا أنه قال له وهو نائم " حسناً ، سأنظر في الأمر غداً ".
وبسؤال "عيني " إذا ما كان قد أبلغ جولدا مائير بهذه المعلومات قال أن البرتوكول كان أن يتم نقل المعلومات إليها من خلال " عميل كبير " ، وفي النهاية قرر عيني الاتصال ب ليئور لإبلاغه بالأمر إلا أنه كان في اجتماع فترك له رسالة لمعاودة الاتصال به ، الذي أكد له بعد ذلك وجود مباحثات في الحكومة وأن مائير سمعت من وزير الدفاع أن مدير الموساد مسافر للخارج ، وأخبره بأنه كان يجب عليه الإصرارعلى التحدث معه بدلاً من ترك رسالة.
في هذا الوقت كان زامير مع مروان في لندن ، وقام بعد ذلك بالحديث مع عيني فجر 6 أكتوبر وأبلغه رسالة هامة وهي : إن الحرب ستندلع " اليوم ". وبالفعل قامت القوات العسكرية المصرية و السورية بهجوم مفاجئ على إسرائيل في الثانية ظهراً.
شارون لم يتبع الأوامر خلال الحرب : كشف جنين عن الفجوات والأخطاء الاستخباراتية التي حدثت خلال الحرب والتي أدت إلى صعوبة الحفاظ على كل من آريال شارون و ابراهام أدان قائدان الكتائب تحت السيطرة.
كما أظهر جنين نقداً لاذعاً إلى شارون قائلاً " في رأيي ، لم يتبع آريال شارون التعليمات خلال الحرب " ، مقدماً تسجيل يكشف رفض شارون إتباع أوامر بإرسال كتيبة مشاة لمساعدة كتيبة أبراهام أدان.
