شخص يصر على عدم أداء صلاته إلا في المسجد رغم عدم تمكنه من تنظيف نفسه أو على الأقل إزالة الروائح التي تنبعث من جسمه،اصراره هذا رغبة في أن تكون صلاته كاملة وفي سبيل ذلك لا مانع من تنقيص صلاة الآخرين وتنغيصها،إذ أن المصلي بجواره لا يتمكن من استحضار الخشوع ،والتمكن من روحانية الأداء وهو يقف بجوار شخص قد لا يكون مجنوناً،ولكنه تطبع على أن يتزيأ بزي المجانين. . أحياناً حين تقف للصلاة بجوار شخص على هذه الشاكلة وأنت مصاب بالزكام وحاسة الشم معطلة ولم تنتبه إلى ركام الأوساخ على ملابسه بسبب دخولك في لحظة انقطاع الكهرباء ستظن انك ستؤدي صلاتك بشكل جيد ،وفجأة يأتيك صوت غريب من فم جارك هذا وهو يحرك لسانه باحثاً عن بقايا القات واستطعامها،وقد "يتجشأ" ولو فعلها بصوت منخفض لما أزعجتك ،ولكنه يفاخر بها ويسمع الملائكة اياها. . الفتوى بوجوب أداء جميع الفرائض في جماعة ، يتم الترويج لها بشكل واسع وكأنها من ضروريات الدين أو من الأمور المجمع عليها،وبالمقابل لا يتم نشر أحاديث مفادها إعفاء أصحاب الروائح الكريهة من حضور الجماعات وإذا كانت هذه الأحاديث تشمل من تناول الثوم أو البصل فهي تشمل بالضرورة أصحاب الروائح الناتجة عن تراكم الأوساخ من قبل مدمني العفن. . كثيرون يصلون في بيوتهم ،لإحساسهم بخشوع قد لا يتوافر في كثير من المساجد ولهم في ذلك الحق ، إذ أن الصلاة عمل روحاني واقتراب من سمو المعنى التعبدي وليست أداء لعقوبة عسكرية. . إذا دخل المرء لأداء صلاته وكان محظوظاً بمحيط نظيف واستبشر بلحظات تعبدية خالصة ،ولم يجد شخصاً ذا رائحة أو ذوق مختل ، فقد يواجه مشكلة أخرى إذ ينتهي من تكبيرة الإحرام ليحس مباشرة أنه وقع في إصلاحية للأحداث الجانحين فتتزاحم عليه أجساد الأطفال وهم يمارسون لعبة مؤذية يسمونها صلاة ،فالطفل المجاور يبصق على صديقه في الصف المتقدم ،ثم يتلقى صفعة من هنا وركضة من هناك ، ثم يبدأ بعضهم بالبكاء والعويل ، وحين تسأل عن سبب تواجد الأطفال في هذا المكان ما داموا لا يصلون "تصفعك" الإجابة بأنهم هنا لحفظ القرآن الكريم. . حفظ القرآن الكريم مهمة مقدسة تحتاج إلى إعداد نفسي وخلقي لمن سيتصدى لها وبالتأكيد ليس كل الأطفال مهيئين لهذه المهمة ، التي يتركون لأجلها واجبات المدرسة ، ويغيبون بسببها عن رقابة الأهل ، فتنقضي أوقاتهم هنا وهناك تحت مبرر حفظ القرآن الكريم. . إهمال القرآن الكريم وهجره مشكلة ،ولكن ليس حلها أن نحشر هذه المجاميع الكبيرة من الأطفال،ليحتلوا ثلثي مساحة المسجد ويفسدوا صلاة الناس فهذه مشكلة أخرى وليست حلاً. . سيتحدث بعض أولياء الأمور عن أن أطفالهم ما لم يلتحقوا بحلقات التحفيظ سيضيعون في الشارع ويتخلقون بأخلاق الشارع ولكن يا عباد الله ابناؤكم يمارسون في المسجد ما يمارسه غيرهم في الشارع فاتقوا الله. . سيتحدث القائمون على حلقات التحفيظ بأنهم يؤمنّون سلامة الجيل القادم ..أتمنى أن لا يكون قصدهم سلامة الجماعة ومصلحتها. كيف للماء أن يتجول في سبل النار؟ كيف يمكن فسفرة الورد ؟ كيف ينسى مودتنا جيرة الدار؟ والمواثيق سؤال بلا رد كيف يمكن أن نشتري أمننا؟ هل نسير إلى جانب الرعب إن سار هل نغني لإطلالة الجلنار لا تجيبوا فما حولنا غير بعض الدمار لا تجيبوا فقد ذاب في الليل معنى النهار