حالة من الخشوع يشعر بها من يستمع إليه، وهو يتلو القرآن بمهارة عالية رغم حداثة سنة، وهذا ما جعله نجم التراويح في المغرب لهذا العام 2012. فمن صلى ورائه شعر بقيمة الصبي الذي لم يتعدى ال12 عاما، لأنه يضفي جوا من الخشوع والراحة والسكينة والطمأنينة على قلوب المصلين الذين يتبعونه في الصلاة، لذا كان حديث الساعة في المغرب، وتسابقت وسائل الإعلام هناك لإجراء الأحاديث الصحفية معه.
إنه الطفل محمد بسينتي الحافظ والحامل لكتاب الله تعالى، والذي بدأ حفظه منذ أن كان في السادسة من عمره، وأكمل حفظه وهو ابن التاسعة، و يعتبره أهله في الناظور ظاهرة جيدة ويتمنوا أن يكون أحد أبنائهم مثله وينال شرف حفظ القرآن، وإمامة المصلين الصائمين في صلاة التراويح.
ويقول محمد إنه شارك في عدد كبير من المسابقات، ويتوسع في قراءة الفقه والتفسير والعلوم الشرعية، ويتمنى أن يكون مثل كبار قراء القرآن الكريم العالميين والمعروفين.
وتشهد صلاة التراويح بإمامة الشيخ الصغير محمد بسينتي بمسجد محمد عبد الكريم الخطاب بالناظور إقبالا كبيرا من جانب المصلين الذين يحرصون على أداء مناسكهم الرمضانية ليشعروا بالخشوع والسكينة، التي عرفت قلوبهم بعد صلاتهم خلف محمد.
وبسينتي من مواليد مدينة زايّو القصيّة عن مركز إقليم النّاظور بقرابة ال40 كيلومترا جهة الجنوب الشرقي، وقد شرع في حفظ القرآن الكريم عند وصوله سنّ السّادسة، بتشجيع من والده، وختمه بعد مرور 3 سنوات أي عندما بلغ التاسعة.
وبسبب عدم قدرته على التوفيق بين برنامج حفظ القرآن الكريم وبين التعليم النظامي قرر الوالد أن يترك الابن التعليم الابتدائي، ليتفرغ لحفظ القرآن الكريم ويكتفي بتحصيل العلوم الشرعية بمدرسة الإمام مالك التابعة للمجلس العلمي المحلي بالناظور.
ويجتهد محمد بسينتي في الاستمرار في إمامة المصلين ومراجعة القرآن الكريم يوميا، بالإضافة إلى التعمّق في الفقه وإتقان القراءات القرآنية، ويتمنى أن يصبح من المقرئين المشهورين والمتميّزين على مستوى العالم الإسلامي.
ورغم أنه أول عام يؤم المصلين في صلاة التراويح هذا العام، فإنه قد نال إعجابهم، وباتوا يفضّلون الصلاة وراءه، ولم يشعر محمد بأي حالة من الخوف أو الارتباك لحظة إمامته للمصلين في صلاة التراويح كما يقول.
وشارك محمد في مسابقات كثيرة لحفظ القرآن الكريم، ونال جوائز كثيرة أيضا منها جائزة محمّد السادس للقرآن الكريم.
