نيويورك- (ا ف ب): أقر تاجر السيارات السابق منصور اربابسيار بضلوعه مع عسكريين ايرانيين في التخطيط لقتل السفير السعودي في واشنطن في مؤامرة أقرب إلى حبكة روائية. وعند مثوله أمام المحكمة الفدرالية في نيويورك حيث من المفترض أن تبدأ محاكمته في كانون الثاني/ يناير، اثار المتهم وهو مواطن أمريكي من اصل إيراني المفاجاة عندما اقر بذنبه. ويواجه حكما بالسجن لمدة 25 عاما في حال ادانته اثناء جلسة النطق بالحكم المقررة في 23 كانون الثاني/ يناير. وسال القاضي جون كينان اربابسيار "هل صحيح انك بين ربيع 2001 تقريبا وحتى خريف 2011 اتفقت مع المتامرين معك .. وهم مسؤولون في القوات الايراني، على اغتيال السفير السعودي في الولاياتالمتحدة؟" فاجاب اربابسيار "نعم"، معترفا بذنبه في ثلاث تهم. واوقف اربابسيار في ايلول/ سبتمبر العام الماضي في مطار جون كينيدي الدولي مما اثار خلافا دبلوماسيا وقضائيا كبيرا بين واشنطن وطهران وسط علاقات متوترة اصلا بين البلدين. ووجهت التهم الى اربابسيار ومتهم اخر هو غلام شاكوري، العضو البارز في فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني، الذي لا يزال فارا. وقال اربابسيار انهما حاولا الاستعانة بمهرب مخدرات مكسيكي كلفاه لقاء 1,5 مليون دولار لاختطاف السفير السعودي في بادئ الامر، ثم بعد تغيير الخطة، لقتله في تفجير داخل مطعم يقصده في واشنطن. وقام اربابسيار بترتيب تحويل مئة الف دولار إلى الولاياتالمتحدة كدفعة اولى بدون ان يدرك ان القاتل المفترض الذي جنده يعمل في الواقع لصالح السلطات الامريكية. وقال اربابسيار امام المحكمة "لقد جندنا في المكسيك رجلا يدعى (جونيور) تبين انه عميل لمكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي)"، مع ان المسؤولين يقولون ان "جونيور" هو في الواقع مخبر لهيئة مكافحة المخدرات وليس الاف بي آي. وتم اصطحاب اربابسيار الذي بدا نحيلا بلحيته الرمادية وندبة كبيرة على احد خديه، الى داخل المحكمة وخارجها ويداه موثوقتان بينما احاط به الحراس خلال جلوسه الى طاولة مع محاميه. وبدا اربابسيار الذي ارتدى زي السجن الرمادي الداكن وقميصا برتقاليا، متوترا وتلعثم مرات عدة عند اجابته خلال الجلسة. ولدى سؤاله عن عمره، بدا عليه الارتباك وقال "58 عاما على ما اظن". وعندما اصر كينان عليه ليؤكد بوضوح ما اذا كان يعتزم اغتيال السفير السعودي اجاب اربابسيار اخيرا "لا، نعم، نعم". وطيلة الجلسة، كان اربابسيار ينظر احيانا بقلق عبر القاعة او يبتسم مرارا حتى للعملاء الجالسين الى جانب الادعاء. وخلال الاعداد للمحاكمة، اخضع المتهم لتقييم نفسي. الا ان محامية الدفاع سابرينا شروف قالت امام المحكمة الاربعاء انه لا يوجد ما يدعم الاتهام. وقالت "لا علم لنا باي شيء يمكن ان يشكل ملفا". الا ان وزير العدل اريك هولدر اعتبر ان "افشال هذا المخطط سيشكل تذكيرا بالجهود الملفتة التي تبذلها وكالاتنا الاستخباراتية من اجل حماية الولاياتالمتحدة من الهجمات الارهابية". وقالت مساعدة مدير ال اف بي آي ماري غاليغان ان المخطط في العاصمة الاميركية لم يكن يهدد السفير السعودي فقط، بل "ايضا ارواحا بريئة كما يمكن ان يضر بالشعور الوطني". واضافت غاليغان "الذين يعتقدون ان بوسعهم تنفيذ او حتى محاولة التخطيط لمثل هذه المؤامرات الجريئة عليهم ان يعلموا ان الاف بي آي يظل متيقظا ضد اي اعمال ارهاب سواء هنا او في الخارج". ونفت ايران بقوة اي ضلوع لها في محاولة الاغتيال التي تقول واشنطن ان وراءها فيلق القدس لقتل السفير السعودي. وكانت الجمعية العامة للامم المتحدة طلبت من ايران في تصويت رمزي في تشرين الثاني/ نوفمبر ان تتعاون مع الولاياتالمتحدة في التحقيق حول المخطط.