قابلية خروج الشخص للمعاش يختلف من شخص الى آخر كما يتوقف على مختلف الظروف الصحية منها وغيرها حيث ان نهاية خدمة الانسان من وظيفة معينة او عمل ما لا يعني بالضرورة توقف ونهاية مشوار الحياة كما يعتقد ويشعر بذلك بعض من يصلون الى سن التقاعد فعطاء الانسان لا يتوقف وليس له حدود فقد يصل الشخص الى سن التقاعد وينتقل من حال الى حال،لكن المجتمع ما زال بحاجه اليه لأن بعض المهن تحتاج الى قدر من النضج،والتعقل ،ولا سن ما بعد الستين يعتبر مناسباً في الاعمال التي تتطلب فكراً ومجهوداً ذهنياً. وانتهاء العمل والدخول في التقاعد لا شك انه يغير من مفهوم الفرد للحياة ويؤثر في نفسيته حيث يعاني بعض المتقاعدين من اضطرابات عضوية ونفسية فلماذا الشعور بالفراغ والخوف من هذا التغير؟ فنلاحظ بعضاً ممن وصل الى سن الستين او السبعين كله حيوية ونشاط وهناك من يتقوقع على ذاته فنسمع منه دائماً"كبرت ولم يعد لي أي لزوم في الحياة" لكن من الذي حدد هذا؟ ومتى يصبح الانسان كهلاً او شيخا؟، فهناك الكثير ممن تعدوا سن الستين والسبعين لكنهم يبدون بزهو الشباب كما نجد اشخاصاً آخرين شيوخاً وهم في سن العشرين او الثلاثين ،فليست الشيخوخة عمر محدد،فالعمر هو السنوات التي ينتج فيها الانسان.. والشخص الذي قضى كل عمره في انتاج وعمل لا ينقطع شبابه ولا تهاجمه الشيخوخة ابداً، فمثلاً من كان يعمل عملاً عضلياً كأن يكون عاملاً ووصل الى سن التقاعد عليه التفكير بالاعمال الحرة او التجارة او عمل مشروع صغير يتناسب وعمره،كلاً حسب ظروفه ،عليه ان يبدأ حياته من جديد كما لو كان شاباً في مقتبل العمر فيكون دائم الحركة والنشاط لان الحياة عمل،فلا طعم لها من دون عمل،فقد تصادف صغيراً منعدم الهمّة قليل النشاط وهذا يعتبر فرداً غير منتج ،قليل الفائدة لنفسه ولمجتمعه فيشيخ ويكبر قبل أوانه. والمتمثل قول الشاعر يقول: من طلب العلا من غير كدٍ أضاع العمر في طلب المحالِ اخيراً عزيزي القارئ: سن الاحالة الى المعاش او التقاعد يحدد عندما يتوقف الفرد عن العطاء وفي أي صورة من صوره لا يعني بلوغ هذا السن توقف الحركة والنشاط والحياة والانجاز، بل هي مرحلة انتهاء ضوابط والتزامات وقيود العمل اليومي وضغوطه وبداية حياة جديدة دون قيود ومواعيد العمل وخلافه فلا نجعل لليأس طريقاً الينا وللاحباط منفذاُ الى نفوسنا.. فلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة الصبر مثل اسمه في كل نائبةٍ لكن عواقبه أحلى من العسلِ