تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" قد في تصريحاته للقناة الثانية للتليفزيون الإسرائيلي بأنه لن تكون هناك انتفاضة ثالثة ما دام رئيسا للسلطة الفلسطينية وأنه ليس له حق في المطالبة بالعودة إلى البلدة التي طرد منها خلال نكبة عام 1948 وأن فلسطين هي في حدود 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها الآن وإلى الأبد. تصريحات الرئيس الفلسطيني اثارت انتقادات وردود افعال غاضبة ..حيث انتقد حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس"أبومازن" للقناة الثانية للتليفزيون الإسرائيلي . وقال "إنها تشكل إهانة للشعب العربي الفلسطيني ونضاله وتضحياته على مدار العقود والسنوات التي تلت النكبة التي حلت به نتيجة للغزوة الصهيونية". وأكد الحزب في بيان أصدره السبت 3 نوفمبر رفضه لهذه التصريحات التي قال "إنها تشكل خروجا عن الثوابت الوطنية الفلسطينية، وفي مقدمتها حق عودة الشعب الفلسطيني إلى دياره وممتلكاته التي أجبر على الخروج منها". وقال الحزب إن هذا الحق الفردي والجماعي مكفول بالقرار الدولي رقم 194 من الجمعية العامة للأمم المتحدة ويقضي بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض، وأكد عليه المجتمع الدولي منذ عام 1948 أكثر من 135 مرة، وينبع من حرمة الملكية الخاصة التي لا تزول بالاحتلال أو بتغيير السيادة على البلاد، وهو حق لا يسقط بالتقادم، مهما طالت المدة التي حرم فيها الفلسطينيون من العودة إلى ديارهم. وأشار الحزب إلى أن الموقف الذي عبر عنه "أبومازن" خلال المقابلة وتعهده بأنه لن تكون هناك انتفاضة ثالثة ضد الكيان الصهيوني، يعبر عن موقفه الشخصي ولا يلزم الشعب العربي الفلسطيني الذي اختبر هذه المواقف على مدار العقدين الماضيين، منذ توقيع اتفاقية أوسلو. وشدد الحزب على أن أولوية الشعب الفلسطيني الآن هي استعادة وحدته وإنهاء الانقسام وتعزيز صموده وبناء مؤسساته على أسس ديمقراطية، وتوحد كافة فصائل العمل الوطني من خلال إستراتيجية موحدة لمواجهة الاحتلال، وليس العودة للمفاوضات والوقوع مجددا في مستنقع التسوية التي أضرت بالمشروع الوطني الفلسطيني والقضية الفلسطينية. كما استنكرت دائرة اللاجئين "عودة" في حزب "حشد" الأردني في بيان تصريحات "أبومازن" بتنازله عن حقه في العودة إلى فلسطين ووصفتها بال"مثيرة للاشمئزاز"، مشيرة إلى أن التصريحات جاءت متوافقة زمنيا مع "وعد بلفور" الذي منح ما لا يملك لمن لا يستحق" عندما منح فلسطين وطنا قوميا لليهود . وأشارت إلى أنه خلال مسيرة الشعب الفلسطيني سقط الكثيرون وتكشفت مجموعات إلا أن الشعب يبقى صامدا حازما في استمرار كفاحه حتى تحقيق أهدافه الوطنية المشروعة وفي مقدمتها حق العودة للاجئين. من جهته قال عبد الباري عطوان وهو كاتب ومحلل سياسي فلسطيني ورئيس تحرير جريدة القدس العربية في مقال كتبه تحت عنوان " ارجوك لا تتحدث باسمنا " : عندما يعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس انه لا يريد العودة الى مسقط رأسه صفد في الجليل، ويختصر فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة، فإنه يقدم تنازلات مجانية ويفرّط بالثوابت الفلسطينية من اجل ارضاء الاسرائيليين، في ازدراء واضح للشعب الفلسطيني ولمشاعره الوطنية. فإذا كان الرئيس عباس لا يريد العودة الى صفد، والبقاء في رام الله، او العيش في بيته في عمان فهذا قراره الشخصي، ولكنه في هذه الحالة لا يجب ان يتحدث، او يدعي تمثيل ستة ملايين لاجئ فلسطيني ينتشرون في مختلف بقاع الارض، علاوة على الاراضي المحتلة في الضفة والقطاع ودول الجوار.