صرح مسؤولون أميركيون يوم الثلاثاء بأن وزارة الدفاع الأميركية ستعزز المساعدات العسكرية لقوات العمليات الخاصة باليمن لقيادة حملة تستهدف تنظيم القاعدة هناك. وفي سياق متصل ألقت أجهزة الأمن اليمنية القبض على ثلاثة مشتبه بهم قدموا على أنهم من أنصار تنظيم القاعدة، وذلك بتهمة قتل جنديين وتنفيذ هجوم بالمتفجرات، على ما أعلن الموقع الالكتروني لوزارة الدفاع اليمنية.
ونقل موقع "26 سبتمبر.نت" عن مصدر أمني قوله انه تم إلقاء القبض على مجيب محمد عبده حفصة ومحمد عبد الله البكوي ومحمد عبد الله إسماعيل في محافظة عدن (جنوب) وهم متهمون بقتل عنصرين من قوات الأمن في محافظة أبين المجاورة وبتفجير سيارة مدير مكتب أراضي وعقارات الدولة في محافظة أبين في 19 نيسان/ابريل الجاري.
وأضاف المصدر انه "من خلال التحقيق مع المتهمين أفادوا بأنهم كلفوا من قبل المدعو خالد عبد النبي، احد عناصر القاعدة بمحافظة أبين"، دون المزيد من توضيح دور عبد النبي أو موقعه في التنظيم المتطرف. وخالد عبد النبي القيادي الإسلامي المعروف كان قائد "جيش عدن/أبين الإسلامي"، وهو مجموعة شبه عسكرية كانت ناشطة في جنوب اليمن قبل أن تتوارى عن الأنظار.
وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس قد أقر في فبراير/ شباط الماضي مساعدات أمنية بقيمة 150 مليون دولار لليمن خلال العام المالي 2010 بعد أن كانت 67 مليون دولار العام الماضي، لكن البنتاغون لم يعلن تفاصيل كثيرة بشأن هذا البرنامج الذي يتسم بحساسية بالغة، حسب ما ذكرت وكالة أنباء رويترز.
وقال المسؤولون المطلعون على هذا الموضوع إن البنتاغون أبلغ الكونغرس بأنه سيقدم 34 مليون دولار في شكل "مساعدة تكتيكية" لقوات العمليات الخاصة باليمن.
وقال أحد المسؤولين في وزارة الدفاع عن التمويل إن "قوات العمليات الخاصة مؤهلة على نحو فريد للقيام بمهام مكافحة الإرهاب."وأضاف أن "الولاياتالمتحدة تريد العمل مع شركاء في المنطقة للتصدي للمخاطر الإرهابية."
وقال المسؤولون إنه بالإضافة إلى ذلك سيقدم مبلغ 38 مليون دولار لتزويد اليمن بطائرة نقل عسكرية. ويعد البنتاغون خطط إنفاق تفصيلية لبقية البرنامج الذي يتوقع أن يركز على تعزيز قدرات النقل الجوي لدى اليمن.
هذا وقد سعى الجيش الأميركي ووكالات الاستخبارات إلى المحافظة على الهدوء الذي يحيط بمهامهم التي تتوسع في اليمن لأسباب منها تجنب أي انتقادات من جانب الرأي العام ضد الحكومة.
وأشارت منظمات حقوقية دولية ووزارة الخارجية الأميركية إلى العديد من أجهزة الإستخبارات والأمن الداخلي على أنها تنتهك حقوق الإنسان.
وقال مسؤولون إن المساعدات التي قدمها الجيش الأميركي وأجهزة الاستخبارات خلال الأشهر الأخيرة شملت صورا التقطتها الأقمار الصناعية ومعلومات تم الحصول عليها من مهام استطلاع واتصالات تم اعتراضها لمساعدة القوات اليمنية في تنفيذ غارات جوية ضد أهداف القاعدة.
ويقول النقاد إن مخاطر التورط العسكري الأميركي المتنامية تذكي المشاعر المعادية للولايات المتحدة وتعزز مكانة القاعدة.
وفي مقال بمجلة الشؤون الخارجية نشر يوم الاثنين قال غيتس إن العمليات ضد المنظمات المتشددة في اليمن "أظهرت كيف يمكن للجهود المتكاملة في التدريب والمساعدات أن تحقق نجاحا حقيقيا."
وكتب غيتس يقول "بناء قدرات الحكم والأمن لدول أخرى يجب أن يكون عنصرا حيويا في إستراتيجية الأمن القومي الأميركي."
مما يذكر أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الذي يتخذ من اليمن مقرا له كان قد أعلن مسؤوليته عن مؤامرة فاشلة لتفجير طائرة ركاب أميركية وهي تستعد للهبوط في ديترويت عشية عيد الميلاد.