تجري الإدارة القانونية باتحاد الإذاعة والتليفزيون تحقيقات موسعة مع الإعلاميتين بثينة كامل المذيعة بالقناة الأولى والمذيعة هالة فهمي بالقناة الثانية. ووجهت الإدارة القانونية برئاسة تامر عبد الحميد تهم الخروج على المقتضى الوظيفي للمذيعتين، حيث وتواجهان عقوبة الإيقاف عن العمل، وذلك بعد أن قامت هالة فهمي ببرنامج الضمير الذي يذاع على القناة الثانية بإحضار كفنها وقالت إنها تلاقى تهديدات من التيار الإسلامي. وتم وقف البث المباشر للحلقة لخروجها على النص الإعلامي .. بينما أنهت بثينة كامل نشرة الأخبار قائلة انتهى موجز أخبار "الإخوان المسلمين" .. في ثاني تجاوز لها التي تم توجيه لها لفت نظر من قبل. وكانت انتقدت الإعلامية المصرية هالة فهمي تغطية التلفزيون المحلي لما يجري من أحداث سياسية على الساحة المصرية، ووصفت الإعلام بالمتواطئ، وظهرت وهي تحمل "كفنها" على الهواء. أكدت فهمى، الذي قطع التليفزيون المصري الإرسال عن برنامجها، بسبب انتقادها للرئيس محمد مرسي، أنها دأبت على تقديم عدة بلاغات توضح فيها الاستبداد الإعلامي الذي تعيشه البلاد في الفترة الراهنة، بحسب ما ذكرت صحيفة "اليوم السابع". وكانت فهمي قد هاجمت الرئيس مرسي من خلال برنامج ''الضمير'' على "القناة الثانية" بالتلفزيون المصري، حاملةً "كفنها"، كما انتقدت وزير الإعلام لقطع الإرسال عنها، حيث أمر بضم إرسال القناة الأولى للقناة الثانية، وفقاً لما قالته. كما أكدت أنها مستعدة لبذل حياتها حفاظا على الحرية التي كفلتها ثورة 25 يناير، قبل أن يتم قطع الإرسال عنها فوراً. «الرجل العادي» الذي أهدر نيّات مصر الحسنة ! فاينانشال تايمز : رولا خلف وهبة صالح من لندن في اليوم الذي انتخبت فيه مصر أول رئيس منتخب بشكل ديمقراطي في حزيران (يونيو)، ظهر محمد مرسي على مسرح في ميدان التحرير في القاهرة لمواجهة الحشود البهيجة. فاتحاً سترته ليكشف عن أنه لم يكن يرتدي سترة مضادة للرصاص، وصاح قائلاً من خلال تصفيق يصم الآذان: "أشعر بالأمان بفضل الله وبفضلكم". و مضى سريعاً إلى الأمام حتى الجمعة 23 تشرين الثاني (نوفمبر)، بعد ما أصدر مرسي قراراً مثيرا للجدل بوضع قراراته بشكل مؤقت فوق التحدي القضائي مما أثار غضب القضاة والمعارضة. هذه المرة، ألقى خطابا مشوشا ودفاعيا من منصة صوت تم وضعها خارج أسوار القصر الرئاسي، حيث كان محاطاً بأنصاره من الإسلاميين في حين اجتمعت حشود من المعارضين في ميدان التحرير، واصفينه بأنه ديكتاتور. وبقانون واحد كاسح، قام زعيم الإسلاميين الذي وعد بأن يكون رئيساً لكل المصريين وليس فقط لأحد الفصائل السياسية في مجتمع ممزق خارج من عقود من الحكم الاستبدادي، بإتلاف المصداقية التي بناها بعناية. الرئيس المشهود له من قِبَل قادة العالم بعد أن ساعد على تأمين وقف إطلاق النار في غزة الشهر الماضي، وأشاد به سكان بلده في فصل الصيف عندما دفع بشكل حاذق بالجنرالات الذين سيطروا على مصر بعد الثورة، يتعرض الآن للسخرية على أنه أحمق على مواقع الشبكات الاجتماعية. وقد أعطى قراره ذلك وقودا كافيا للمشككين الذين اتهموه بأن خلفيته تميل أكثر نحو الحكم الاستبدادي من الديمقراطية. ويقول منتقدون إن جماعة الإخوان المسلمين، المنظمة الإسلامية التي أتت به إلى السلطة، ترى الديمقراطية على أنها مسألة الفوز في الانتخابات وتأمين الأغلبية - مع إيلاء الحد الأدنى من الاهتمام إلى الضمانات الأخرى التي تأتي معها. ولكن في حين أن هناك بعض الحقيقة في هذا، فإن سلوك مرسي هو أيضا نتيجة لعدم القدرة على مواجهة الضغوط الساحقة والمتنازعة في بعض الأحيان للتحول السياسي. إن نشأته السياسية في جماعة الإخوان غرست فيه الذرائعية التي كانت واضحة في التوسط لوقف إطلاق النار في غزة وموافقته على المساعدة من صندوق النقد الدولي، ولكن أيضا تقليد العمل في سرية وفي عالم من المؤامرات. المهندس البالغ من العمر 60 عاماً الذي أقيل قبل انتخابات شهر حزيران (يونيو) باعتباره البديل الجاهز للرجل الأكثر دهاء، خيرت الشاطر، الرجل القوي لجماعة الإخوان، فقد كان مرسي يواجه تحدياً مزدوجا تمثل في إثبات أنه يمكن أن يكون الرجل نفسه، في حين محاولة رفع مصر من مستنقع مرحلة ما بعد ثورتها. وقد ورث اقتصادا في حالة من الخراب مع حرب مع "الدولة العميقة" التي تركها المخلوع حسني مبارك وتوقعات المصريين التي تصل إلى عنان السماء. في حين من المعروف أن الشاطر هو الاستراتيجي للإخوان، فإن مرسي هو المنفذ العملي للأحكام، وهو رجل من دون رؤية محددة بشكل أوسع ولكن مع المهارة التي أكسبته قيادة الحزب السياسي الذي أنشأه الإخوان بعد الثورة في العام الماضي. منير علي، مساعد الرئيس مرسي في حملته الإنتخابية، يقول إن الرئيس لا ينام أكثر من أربع ساعات في الليلة، وهو المدير الذي "يقوم بأعمال أخرى". وكانت هذه من القيم التي تعلمها في طفولته. فهو ابن مزارع الأرز والقطن، ونشأ مرسي في دلتا النيل الخصبة، وتلقى التشجيع من عائلته لمتابعة دراسته. وحصل في نهاية المطاف على شهادة الدكتوراة في الهندسة من جامعة جنوب كاليفورنيا، وهي تجربة من شأنها أن تجذبه إلى الإنجازات العلمية في الغرب ولكن لم يحدث ذلك بسبب الأعراف الاجتماعية والحرية الثقافية غير المحدودة التي يعتبرها منحلة. فهو لا يزال يرتاب بشدة من الغرب. ويتساءل ما إذا كان متطرفو السّنة هم المسؤولون عن هجمات 11 أيلول (سبتمبر)، مرجحاً للمتحاورين أن هناك انفجارا واقعا داخل البرجين. مرسي هو رجل الدين الذي يسافر عميقا في جميع أنحاء البلاد كل يوم جمعة، مشاركاً في الصلاة تحت أعين كاميرات التلفزيون. من خلال جماعة الإخوان، الحزب الذي انضم إليه عندما كان طالبا والذي من أجله كان واقفاً في البرلمان للمرة الأولى في عام 2000، وهو يعتبر من بين القادة الأكثر محافظة. فهو لم يخف حقيقة تصويته عام 2007 في البرنامج (المسحوب في وقت لاحق) الذي يقول إن المرأة والنصارى لا يمكنهم أن يقوموا بدور الرئيس، رغم أنه يقول إن هذا هو رأيه الشخصي، وليس سياسته كرئيس للبلاد. على الرغم من هواجس الكثير من المصريين حول خلفيته الإسلامية، وحتى وقت قريب كانوا على استعداد لمنحه ميزة الشك، على وجه الخصوص منذ حواره الذي ركّز على التضمين وتوافق الآراء. كما ساعدت توقعات الرئيس حول صورة الزعيم الحيوية في الاتصال مع مخاوف الناس، كما فعلت رحلاته في الخارج للتأكيد على دور القاهرة الإقليمي التقليدي. أما عن زوجته ذات المظهر الشخصي المنخفض والملابس النمطية للمرأة المسلمة التقية قد سخرت منها النخبة الليبرالية، بينما في الواقع نجلاء علي محمود تبدو أكثر بكثير مثل المرأة المصرية العادية من سيدات مصر المتبرجات في السابق. ويقول سياسي ليبرالي: "إنه من الطبقة المتوسطة وزوجته أيضاً كذلك وكان لذلك تأثير في مصر". ويضيف: "يُنظَر إليه على أنه رجل عادي". ومع ذلك فقد تم قصف صورته الآن، وربما لا يمكن حتى إصلاحها. يقول مسؤولو الإخوان المسلمين إن مرسي شن ضربة وقائية لإحباط مؤامرة ضده تلوح في الأفق، والتي اشتملت على حكم المحكمة الدستورية بحل لجنة كتابة الدستور. ولكن هناك حاجة إلى إصلاح اللجنة المكتظة بالإسلاميين وليس حمايتها. وتقول المعارضة إن الحديث عن وجود مؤامرة ما هو إلا خيال. وعلاوة على ذلك فإن مرسي لم يفعل شيئا لتحقيق التوافق في الآراء قبل إصدار قراره - حتى مستشاريه ووزير العدل ظهرت عليهم الدهشة. كما أنه أخطأ في قراءة قوة المعارضة وعمق التمسك بسيادة القانون. وأشد إدانة له – وهي خطيرة بالنسبة لمصر – أن الإسلامي الذي تحول إلى زعيم وطني أصبح شخصية حزبية مثيرة للجدل، مما أضاع الكثير من النية الحسنة التي فاز بها في الأشهر الأخيرة.