أيام عيد، تتعطل فيها الدوائر الرسمية، لكن حركة الصراع لا تتوقف، وتواصل دورانها على رؤوس الأشهاد، وما جاءت به رياح الغرب من اعتراف بخطأ الحرب على العراق لا يعيد عقارب الساعة إلى الوراء، ولا يبني البصرة بعد خرابها، وندم توني بلير لا يبرئ لندن وواشنطن من جرائمها بحق شعوب المنطقة والإنسانية جمعاء، ولكنها اعترافات تؤكد للحاضر والمستقبل أن التدخلات الخارجية لا تسبب إلا كوارث، فهل لمملكة آل سعود أن تستوعب مثل تلك العبرة السياسية، وتدرك أن عدوانها المباشر على اليمن والغير مباشر على سوريا إنما هو انخراط في سيناريو مجرب لم يكن منه إلا سفك الدماء والدمار والخراب. وأهم من ذلك هو أنه إذا كانت بريطانيا بكل إمكاناتها وأمريكا إلى جانبها أيضا قد فشلوا باعترافهم هم في إنجاز المهمة، وتحقيق الديمقراطية كما يزعمون، فمن هي مملكة آل سعود حتى تظن أنها فريدة زمانها؟ أما آن لتلك المملكة أن تدرك أن زمن الخوارق ولى، وأنها إنما تعاند القدر، وليس في نطحها جبال اليمن إلا أن يتحطم قرنها، وسيبقى اليمن بشعبه وجباله سدا منيعا أمام هذه الغزوة الأمريكية السعودية، وسينجلي غبار المعركة يوما على مملكة تندب حظها، مكررة ندم توني بلير، ولكن بعد فوات الآوان. قناة المسيرة