جاءوا منتصف الليل معلنين عاصفة حمقاء ظانين أنها ستكون ريح صرصر عاتية ؛ وبالفعل كانت كذلك ، ولكن ليس كما أرادو وإنما كما أرادها الله أن تكون عاصفة عليهم تقتلع كل خططهم وأهدافهم الهوجاء ، فحولوها إلى أمل فانقلبت باليأس عليهم . فكيف نقنع أولئك بأن المسميات تتلاشى أمام الأفعال وأن اليمن ليست كتجاربهم السابقة وأن الأمة اليمنية ليست كبقية الأمم ؟ تتوالى الرسائل والإنذارات لأولئك المتحالفون بأن يعيدوا حساباتهم فهنا اليمن ؛ فمطاراتهم تقصف بالمسير ، وصوارٌيخنا تدك معسكراتهم وشركات نفطهم ومفاعلاتهم ، وآلياتهم ودباباتهم الحديثة تحرق بولاعة وبقايا (كراتين) متناثرة ، فهل من مدكر؟ بالأمس أفتتح معرض الشهيد الصماد الذي كان كفيلا بإيصال عدة رسائل مفادها أن تعودوا أدراجكم وتكفوا عن حماقتكم التي ارتكبتموها ، وإلا فصواريخنا وطائراتنا لكم بالمرصاد ، لكنهم لم يفهموا الرسالة جيداً ! فقاموا عابثين بجمع ألويتهم لعلهم يحققوا انتصارات وهمية تلهي الناس عن ماشاهدوه من تطورات التصنيع العسكري والذي قلب معادلة العدوان رأساً على عقب ، وقلب الطاولة على رؤوس مدبري العدوان ومخططيه وهكذا كان. طار البدر F محلقاً يبتغي قطف ثمار تجمع ل5 ألوية وحاملاً رسالة مكررة ، بأن كفاكم تحالفاً وكيداً وراجعوا حساباتكم ، فنزل عليهم مناثراً لشظاياه المختزلة بداخلة والتي هبطت حيث قدر لها لتقتطف أرواح 45 من المعاندين والمعتدين فأصبحوا كهشيم المحتضر ، وترسل من تبقى إلى المشافي لعلهم يدكرون ، ويدركوا بأن دماء شهدائنا وجروح جرحانا وأنين أسرانا لن تذهب هدرا، وبأن استهداف المدن واستباحة دماء الأطفال في بيوتهم ومدارسهم لن تمر مرور الكرام ، وبأن الأعراض خطاً أحمر يمنع منع باتا اجتيازه وتعديه . فسلام على البدر الإنسان الذي أنار الظلمة بعلمه النافع وكان من نسله بدورا مضيئة ترشد الأمة من ظلالها وتقودها إلى بر الأمان ، وسلام على البدر البالستي الذي أصبح قوة ضاربة ورادعة لأولئك الذين تسول لهم نفسهم بأن إذلال الناس وتركيعهم أمر متاح وسهل المنال ، فكما جهلوا رسالة البدر الإنسان والعالم الرباني ، فنرجوا إلا يتجاهلوا رسالة البدر البالستي ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والعاقبة للمتقين اتحاد كاتبات اليمن