في ذكرى استشهاد الامام الحسين بن علي بن ابي طالب سلام الله عليهما , وجب علينا استلهام الدروس العظيمة من ثورته التي لا تزال حاضرة في واقعنا المعاصر كيمنيون نواجه قوى الغزو والاحتلال والظلم والاستكبار العالمي المستمر علينا منذ ستة سنوات. فالامام الحسين قاد ثورته الرائدة لتغيير الواقع المرير والمأساوي الذي نشأ في عصره نتيجة الانحراف الكبير عن القيم والمبادئ الاسلامية و تفاقم الظلم والفساد , وانطلق الحسين من وحي ايمانه العميق بالدين الاسلامي وتعاليمه الواضحة بمحاربة الظلم والانتصار للعدالة , ومن كتاب الله استلهم الطريق رغم حجم الجور و مرارة الخذلان. وبعيدا عن النتائج المرحلية لهذه الثورة , الا انها خلدت كملحمة من ملاحم التاريخ البشري ,بل ومن أهمّ ما حققته البشرية من إنجازات رائعة في ميادين الكفاح المسلّح ضدّ الظلم و الطغيان، ومثلت هاجسا مقلقا لكل جبابرة الظلم على مر العصور بعد ان فتحت للامم والشعوب آفاقاً مشرقة للتمرّد على الظلم والطغيان. ومن يتابع اصداء هذه الثورة في التاريخ العالمي سيجد انها حفرت اسمها في مدونات المفكرين والباحثين , والهبت عواطف الاحرار من كل الاجناس والالوان , بشواهدها ومعطياتها التي تتجاوز المنطقة العربية وظروفها في ذلك العصر. كانت ثورة مكتملة الاركان بقيادتها و برؤيتها وغاياتها واهدافها , ووعيها , حملت شعار الاصلاح لكل ما كان معوجا عن قيم الدين والفضيلة. لقد مثل الحسين بنهجه الثوري مدرسة شامخة عملاقة، و جب من الباحثون والمفكرون ان يستخلصوا بانصاف مدى وعظمة قيم الحرية والإصلاح التي حملتها ودعت اليها في مواجهة الاستبداد والفساد، بمختلف ابعادهما الدينية والفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، والقيام بدور المصلح، وإصلاح ما فسد من أمور الامة . لقد كانت شعارات الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء مدوية وقوية ومعبره عن معاني الحرية والكرامة والعزة والشرف، ورفض الاستعباد والاستبداد والذل والخنوع , و هي ذاتها التي نرفعها اليوم كشعب يمني عربي مسلم في وجه قوى الظلم والاستكبار العالمي لا لشي الا لاننا اردنا المضي بنهج الحسين سعيا لاستعادة سيادتنا واستقلالنا و عزتنا وكرامتنا . و لاننا رفضنا الذل والخنوع و الاستسلام اقتداء بالحسين , و قناعة منا بأن كل الخيارات تهون دون العودة الى جلباب الاذلال والوصاية , فاننا نجدد الولاء للحسين بالانتصار لثورته المباركة مهما كلفنا من تضحيات. * امين عام تنظيم التصحيح الشعبي الناصري – عضو مجلس الشورى.