يعد جمال الغندور المحاضر الدولي ونائب رئيس لجنة الحكام بخليجي 21 ،نجماً من نجوم التحكيم العربي على مدار تاريخه الطويل بمسيرة ناصعة من خلال المشاركة في إدارة نهائيات كأس العالم 98 بفرنسا و2002 بكوريا واليابان،إضافة إلى مشاركته في إدارة نهائيات كأس الأمم الاوروبية 2000 بهولندا وبلجيكا،وغيرها من المحطات الناجحة. وتعد هذه هي المرة الثالثة التي يساهم فيها الحكم الدولي في إدارة شؤون التحكيم بالبطولة الخليجية بعد عامي 2007 و2010. لم يفوت فرصة تواجد الغندور بالعاصمة البحرينية التي تستضيف منافسات خليجي 21،وحرص على لقاءه للرد على كل ما يتعلق بأمور التحكيم بالبطولة والرد على كافة الملاحظات التي ترددت حول قرارات التحكيم وغيرها من الامور المهمة التي نرصدها من خلال الحوار التالي: بداية .. كيف تم إختيار الحكام المشاركين قبل البطولة؟ إخترنا أفضل الحكام في الخليج ،ففي البداية إخترنا الحكام الأربعة المؤهلين لقيادة كأس العالم 2014 وهم السعودي خليل جلال والبحريني نواف شكر الله والإماراتي علي حمد والقطري عبد الرحمن عبده ،وبعد ذلك إخترنا أفضل الحكام في الكويت والعراق واليمن وعمان وكلهم من حكام النخبة إضافة إلى أفضل حكم في أوروبا وأفضل حكم في آسيا. وماذا عن آلية تحديد الحكام قبل كل مباراة؟ نحن مقيدون بمجموعة الحكام الموجودة بالبطولة ومقيدون بضرورة منح كل حكم مباراة ،لكن الإختلاف هو أي حكم سيقود أي مباراة وفي أي مرحلة ،والفكرة هي أننا أعطينا مباريات البداية للحكام الكبار لأن البداية يجب ان تكون قوية ،وعندما جاءت الجولة الثانية كان يجب علينا أن نمنح الفرصة لباقي الحكام ،مع الوضع في الإعتبار أنه يتوجب علينا توفير حكام معينين لقيادة منافسات الجولة الثالثة لأنها ستكون الجولة الحاسمة والمؤهلة للمربع الذهبي . خرجت العديد من الإنتقادات على حكمي مباراتي قطر مع عمان والبحرين مع الإمارات .. فما تعليقك؟ خلال مباراتي قطر مع عمان والبحرين مع الإمارات جاء الدور على الحكمين اليمني مختار صالح والعراقي علي صباح ،ومن الممكن أن يكون المنتقدين لقرارات الحكمين محقين في بعض إنتقاداتهم ،لكن في النهاية لم تكن هناك أية قرارات مؤثرة على نتيجة المباراتين والتي جاءت طبيعية وهذا ما يهمنا ويهم كل المسؤولين. لكن هناك مباريات حساسة تحتاج لتحكيم خاص؟ قل لي ما هي المباريات غير الحساسة ،فمباريات المجموعة الأولى كلها حساسة ،ومباريات الثانية كلها أيضاً حساسة بإستثناء مواجهات اليمن ،لذا نحن نتحدث عن 9 مباريات حساسة فهل عندك 9 حكام للقيام بهذه المهمة. هل أنت راض عن التحكيم في خليجي 21؟ بالطبع ..حتى الآن لا يوجد قرار واحد أثر على نتيجة أية مباراة. مجموعة الحكام لا غبار عليها ،لكن ليس كافياً ان تختار أفضل الحكام ،لأنك من الممكن أن تختار الحكم الأفضل لكنه لا يوفق ..وحقيقة نحن نختار الحكام وندعو لهم بالتوفيق وأنا أقول هذه الكلمة دائماً في إجتماعاتنا ونسأل الله أن يوفقهم. تقول أن كل القرارات لم تؤثر على النتائج .. ماذا عن هدف الإمارات الثاني في البحرين؟ هدف صحيح تماماً لأن حارس المرمى وهو يسعى لإبعاد الكرة إصطدم باللاعب الإماراتي ،ومن وجهة نظري أن من تسبب في الإصطدام هو الحارس . وماذا عن ركلات الجزاء التي تم إحتسابها؟ هناك ركلة جزاء وحيدة غير صحيحة وهي التي تم إحتسابها للكويت أمام اليمن ولله الحمد ضاعت ولم تؤثر على نتيجة اللقاء ،وقد إكتشفنا خلال مراجعة شريط اللقاء إنها كانت من خارج المنطقة ،أما باقي الركلات فهي صحيحة . البعض طالب مراعاة الاختيارات لحساسية المباريات .. فما رأيك ؟ وضعنا في حساباتنا منذ البداية الجولة الاخيرة قبل الأولى دون أن يطالب أحد ،وننتظر إنتهاء منافسات الجولة الثانية كي نرى من هو الأنسب لكل مباراة . من سيدير النهائي ..عربي أم أجنبي ؟ نحن لا نفكر في النهائي في الوقت الحالي لأنه من الصعب ان نفكر فيمن يدير اللقاء دون أن نعرف هوية الفريقين ، لكن ما نفكر فيه هو أن يكون حكم النهائي خليجيا. من خلال مرافقتك للحكم المجري فيكتور كاساي ..ما هي إنطباعاته؟ كاساي متعود على الأجواء العربية من خلال قيادته للعديد من للمواجهات في قطر والسعودية ،كذلك سبق وأن قام بالتحكيم في خليجي 17 بالكويت. ولماذا إعتذر الحكم التركي جونيت شاكر؟ حقيقة أرسلنا ثلاثة خيارات للإتحاد الأوروبي بخصوص الحكام ،الأول كان التركي تشاكير والثاني الالماني شتارك والثالث هو المجري كاساي الذي نجحنا في إستقدامه بعد إعتذار الأول والثاني بسبب أعياد رأس السنة ،وفي رأيي فإن الحكمين شاكر وكاساي هما الأفضل في العالم الآن . لكن ألا ترى انه امر غريب أن يشارك أفضل حكم في العالم في البطولة وهي غير معترف بها؟ صراحة أنا لا أعرف لماذا الإصرار على إعتراف الفيفا بالبطولة،فالجميع يستمتع بها كما هي عليه الآن ومن الممكن أن يكون الإعتراف بها نقمة في ظل تدخل الفيفا في كل شؤونها .. أنا أرى أن السعي للإعتراف بكأس الخليج بالنسبة لي كمتابع عن بعد لن يكون له مردود إيجابي وقد تفقد البطولة طابعها الخليجي وهو اهم ما يميزها. لماذا لم يتم الإستعانة بحكام من مصر مثلما كان يحدث من قبل ؟ الأمر كان مختلف في بدايات البطولة، لأن التحكيم المصري كانت به أسماء كبيرة في ذلك الوقت، لكن اليوم دعنا نتحدث بصراحة، من يستطيع التواجد من الحكام المصريين في خليجي؟!،صحيح سبق وإخترت ياسر عبد الرؤوف وحمدي شعبان لإدارة مباريات البطولة من قبل عندما كنت رئيساً للجنة عام 2010 لكن ذلك كان بسبب أزمة عدم حضور الحكام الأوروبيين . من خلال مشاركتك في البطولة للمرة الثالثة ..ما هو الجديد الذي لاحظته في خليجي 21؟ الجديد هو أن البطولة أصبحت تنظم بشكل أفضل وتقام وسط إهتمام اكبر ،في البداية كانت المنافسة محصورة بين منتخبين فقط الآن يتنافس على لقبها 7 منتخبات ،حتى الآن لم يخرج أي منتخب من البطولة ،في وقت ضمن فيه العراق والإمارات فقط التأهل، كذلك هناك إهتمام إعلامي غير عادي وأنا أطلقت عليها أنها بطولة الإعلام أولاً ثم المنافسات ثانياً. ما رأيك في مستوى التحكيم العربي في الوقت الحالي ؟ مستوى التحكيم العربي بشكل عام لا يرضيني في هذه الفترة وبالتحديد من حيث الكم ..صحيح هناك مجموعة من الحكام المميزين لكنهم قلة المفروض يكون عندي 11 أو 12 حكم مميز لكننا الآن نتحدث عن حكمين أو ثلاثة فقط ،وللأسف طريقة إختيار الفيفا للحكام بإعتماد اللياقة البدينة كمعيار أساسي وإختصار الحكم في هذا العامل فقط ، تعد طريقة خاطئة ستؤدي في النهاية إلى خسارة مجموعة من الحكام المميزين. ولكن ما هو السبب وراء تراجع مستواه؟ عندما تجد أن بوجسيم ليس مسؤولاً عن التحكيم بالإمارات والغندور ليس مسؤولاً عن التحكيم بمصر ونفس الشئ بالنسبة لعبد الرحمن الزيد بالسعودية وسعد كميل بالكويت ،فسيكون من السهل معرفة الإجابة. ولكن كيف يتم الإرتقاء به ؟ عندما نطبق الفكر السليم ،فأفكار كل نجوم التحكيم القدامي محبوسة ولا تخرج للنور لانهم متعمدين يبعدوهم ولأن أفكار هؤلاء الناس ضد مصالح الإتحادات ..الإتحادات لا تسعى لتطوير التحكيم ولا تحاول الإرتقاء به وتغدق في الإنفاق على كل عناصر اللعبة إلا التحكيم ..هذه الإتحادات لا تريد أشخاص لهم تاريخ ورؤية يستطيعون ان يواجهونهم. ما رأيك في التجارب المستحدثة في التحكيم وأهمها الحكم الخامس ؟ حقيقة انا كان من السهل أن أستعمل الحكم الخامس في خليجي 21 ،لكني غير مقتنع بهذه التجرية ،فهذا الحكم كل المطلوب من هو تحديد ما إذا كانت الكرة تخطت خط المرمى أم لا ،وعندما جاءت كرة مشابهة في دوري أبطال أوروبا فإن الحكم لم يرها . وماذا عن إستخدام تقنية خط المرمى؟ هذه التجربة أنا أؤيدها ولو إستخدموها لن يكون هناك حاجة للحكم الخامس وستنهي هذه التجربة الكثير من الجدل.