هذا التساؤل يطرح نفسه كونه مهم ومهم جداً لدى الجميع انه كيف للذين تناحروا في كل مرحلة من مراحل سجل الجنوبيين السياسي الماضي وخاصة السياسيين الذين يحفل سجلهم الماضي الدموي بينهم وبين بعض من يوم رحل الأستعمار البريطاني عن ارض الجنوب اليمني ابتداءًاً بالجبهة القومية وجبهة التحرير مروراً بالمجرزة التي ادت الى مقتل الرئيس السابق سالم ربيع علي حتى ختموها بمجزرة 13 يناير الدامي والذي راح ضحيته الآلاف من الجنوبيين السياسيين والمدنيين ، رغم انهم كانوا بحذافيرهم سياسيين عندما كان الحزب الأشتراكي مجنِد الكبير والصغير حتى النساء في صفوفه وكانت تعرف بالقاعدة الشعبية للحزب الأوحد الذي كان شعاره لا صوت يعلى على صوت الحزب في وقته ، واقصد قبل الوحدة المباركة التي سامحت بين الجميع حتى وصلوا الى هذه المرحلة التي تكللت بالتسامح والتصالح بين الجنوبين كون الأرث كبير والمحاسبة سوف تطال الجميع من السياسيين وهذا سيفتح باب المشاكل التي سوف تعصى عن الحل ، الجميع يبارك هذا التصالح وندعو جميع الأحزاب الشمالية التي لازالت ناتفة وحاملة الحقد على بعضها البعض ان تحذو حذو الجنوبيين الذين كان بينهم مايفوق التصور من الفتنة والقتل وغير ذلك من الأخفاء القسري والتأميم وغيره من المنكرات ، الا انهم وصلوا الى قناعة بأن الفتنة لاتنفع وان السبيل الوحيد لبناء مجتمع متحضر وكيان سياسي قوي يحفظ للوطن والشعب كرامته هو التسامح والتصالح بين المجتمع الواحد الذي يجب ان ينعم بالأمن والأمان بعد مراحل مريرة على امتداد العقود الطويلة السابقة ، ولو نظرنا الى ماحصل بين الأحزاب السياسية الشمالية لن يُقارن بما حصل في الجنوب ومن هنا انا اعتقد ان اذا أهتدوا وصدقت النواياء لذلك بأن التسامح والتصالح بينهم سيكون اسهل واخف مما بين الجنوبين ، كما ادعو ان تكون المرحلة الثالثة بالدعوة الى مصالحة شمالية جنوبية واقصد هنا بين السياسيين الشماليين والجنوبيين تحت ظلال الوحدة المباركة كون الشعب الواحد في الشمال والجنوب ليس لديه اي مشكلة مع اي احد وكلما يحصل انما بلاوينا جميعاً اتى من تحت رؤوس المسؤلين المتحزبين الله يهديهم بهدايته حتى يخرجونا مما وضعونا فيه ، كما اعتقد ان التسامح بينهم الذي ندعو اليه المفروض ان يكون قاعدة للحوار المزمع عقده في الأيام القليلة القادمة كون الحوار المذكور انما سوف يُعقد تحت تهديد الدول الراعية للمبادرة الدولية والكثير من السياسيين مرغمين على ذلك ، وبالتسامح والتصالح سوف يكون الجميع راغبين وصادقين فيه وسوف يخرج بصورة افضل مما سيكون عليه الآن ، في اعتقادي ان الكثيرين وخاصة المحبين والمخلصين لله وللوطن والشعب والوحدة بأنهم سوف يشاركوني هذه الدعوة والرؤية للتسامح والتصالح بين جميع شرائح الشعب حتى نصل الى مرحلة التأسيس لوحدة وطنية يمنية نتعايش تحت علم واحد يحتضن في كنفه قانون ينصف الجميع ، يعطي لجميع اليمنيين شمالهم والجنوب حقوقهم في الحرية والديمقراطية في المواطنة بالتساوي في ممارسة حقوقهم والتداول السلمي للسلطة ويكفل الحقوق والواجبات الذي تنص عليها الشرائع السماوية ويحفظها القانون الدولي في كل نصوصه ممثل بالأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية ، اتمنا من كل قلبي ان تنظر تلك الأحزاب السياسية الى ماهو اهم من المصالح الخاصة الضيقة التي تبنوها على مدى مشاركتهم وتكوينهم السياسي الحزبي الا وهو التسامح والتصالح اسوة باخوتنا في جنوب اليمن الموحد ، والله من وراء القصد . ( في الصميم )