تسببت مناقشة الاعتداءات المتكررة على الكهرباء داخل مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة أمس الثلاثاء بمشادات كلامية بين رئيس المالية صخر الوجيه ورئيس الحكومة باسندوة وقالت مصادر خاصة بحسب صحيفة "الوسط": إن صخر الوجيه حمّل الحكومة أسباب ما يحدث من اعتداءات للكهرباء في مأرب، وأن رئيس الحكومة رد عليه بأنه لا علاقة له بمثل هذا الأمر، مما دعا الوجيه إلى القول: إننا نصرف المليارات على الجيش والأمن، إذن في هذه الحالة نحن مسئولون. فيما يعد مؤشراً على خروج الأوضاع على سيطرة حكومة الوفاق الوطني تجددت الاعتداءات على أبراج وكهرباء محطة مأرب الغازية بضراوة خلال ال48 ساعة الماضية في منطقة الدماشقة محافظة مأرب، وبلغت (5) اعتداءات، كان آخرها مساء أمس الثلاثاء. الاعتداءات على الكهرباء تزامنت مع اعتداء آخر تعرض له أنبوب النفط الرئيسي صباح الاثنين في منطقة صافر، وجاءت بعد أسبوعين من تكثيف وزارتي الداخلية والدفاع الحمايات الأمنية وتدشين خطة أمنية لحماية الكهرباء، والنفط في المحافظة لستة أشهر حتى انتهاء مؤتمر الحوار الوطني. وفيما اتهمت السلطات الأمنية في محافظة مأرب المدعو حسن مبخوت الحويك بالاعتداء على البرجين 465-466 بمنطقة الدماشقة لابتزاز الحكومة للفوز ببعض المناقصات الحكومية وجهت حكومة باسندوة في اجتماعها الدوري يوم أمس وزارتي الدفاع والداخلية بسرعة ضبط المعتدين في غضون أسبوع وإحالتهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع. توجيه الحكومة بضبط المعتدين على أبراج الكهرباء وأنابيب النفط هو الثالث في أقل من شهرين، ولم تفض الإجراءات السابقة التي اتخذها النائب العام بإحالة أسماء المخربين إلى وزارة الداخلية، الأسبوع قبل الماضي، للقيام بدورها في إلقاء القبض عليهم، إلى أية نتائج، وعلى الرغم من خروج حملات عسكرية إلا أنها فشلت في القبض على المطلوبين أمنياً في المحافظة. وهدد حسن مبخوت الحويك يوم أمس بضرب البرج الرئيسي للكهرباء إذا لم يتم تنفيذ مطالبه التي يقول إنها مطالب حقوقية بحتة وناتجة عن تعرضه لظلم وإجحاف من قبل قوى نافذة تتحكم بمسار المقاولات في صنعاء بعيدا عن النظام والقانون، وقال الحويك، في مقابلة صحفية نشرت بعد تنفيذه أول اعتداء قبل أشهر: إنه مقاول من قبيلة عبيدة وقدم طلباً للشركة الهندية وشركة أوبك للمقاولات، لمقاولة المرحلة الثانية من مشروع محطة مأرب، ولكن تم تسليم العمل لشخص آخر دون مناقصة بتوجيه من نافذين في صنعاء، واعتبر تسليم مقاول آخر لم يتقدم للمناقصة عملاً مخالفاً للقانون. المؤسسة العامة للكهرباء حذرت من أن استمرار الاعتداءات ينذر بنتائج وخيمة على وحدات ومحطات التوليد وعلى المنظومة الكهربائية، ونوهت إلى أن الاعتداءات الأخيرة تسببت في خروج المنظومة الكهربائية المرتبطة بالشبكة بشكل كامل وتم إعادة محطة المخا البخارية ورأس الكثيب ومحطات التوليد الأخرى بصعوبة. وفي الوقت الذي خاضت قوات اللواء 312 المرابط في صرواح مواجهات عسكرية مع رجال قبائل يطالبون بمديرية صرواح يطالبون بتسليم من أسموهم بالقتلة الذين تسببوا في مقتل أربعة من رجال قبيلتي "جهم وبني ضبيان" بالقرب من إحدى النقاط العسكرية قبل عدة أيام , وجائت المواجهات عقب قيام مجموعة من رجال القبائل باستهداف أطقم عسكرية بالأسلحة النارية مما تسبب في سقوط خمسة قتلى وأربعة من الجرحى ممن كانوا على متنه، مما دفع باللواء 312 مدرع بالرد بضرب عشوائي على منطقتي صرواح والزور بالأسلحة الثقيلة بينها الدبابات. وتوقفت المواجهات جراء وساطة تجري حاليا يقودها الشيخ الغادر لوقف المواجهات بين الطرفين . من جانب متصل اتهم عضو مؤتمر الحوار الوطني وأحد مشائخ مأرب عبدالله بن هذال، من أسماهم بجنرالات النظام السابق ونافذين قبليين يتبعونهم بالوقوف وراء أعمال العنف الأخيرة التي تشهدها مأرب. وكشف بن هذال - في مؤتمر صحفي عقده صباح الاثنين بصنعاء - عن استلام لجنة خاصة ما يقارب مليار ريال، مقابل الصلح مع المخربين، مشيراً إلى الأسماء التي نشرتها وزارة الداخلية انها من تقف وراء عمليات التخريب في مأرب. وحذّر الدولة من دفع مبالغ مالية تتجاوز عشرات الملايين للمتنفذين تحت مسمى حقوق ومطالب، مستشهداً بعبارة "فجّر أنبوب واركب جيب"، التي صارت منتشرة لدى القبائل. كما كشف عن استعداد قبائل مأرب الدخول في حرب مع الجيش إذا انتهت المهلة ولم يتم تقديم قتلة أبنائها للعدالة، مطالباً وزارتي الداخلية والدفاع بضبط الجنود المخالفين وليس الاكتفاء بوصفهم متمردين . واقترح تجنيد أبناء القبائل وتكليفهم بحماية المنشآت في المنطقة للحد من التفجيرات التي يقوم بها مخربون والتخفيف من حدة الصراع بين الجيش والقبائل .