اندلعت اشتباكات بعد ظهر أمس بين جنود اللواء 312 مدرع، المرابط في مديرية صرواح بمحافظة مأرب، وعناصر من قبيلة جهم، وأسفرت الاشتباكات التي وصفت بالعنيفة عن مقتل 4 جنود وإصابة 9 من أفراد المعسكر، وجرح واحد من العناصر القبلية، وجاءت اشتباكات أمس رداً من أبناء قبيلة جهم على مقتل 2 من أبناء القبيلة و2 آخرين من بني ضبيان قبل ثلاثة أيام بجوار المعسكر. وقد وصف صعيد هزال، شقيق أحد القتلى في اتصال هاتفي ل"اليمن اليوم" الاشتباكات بالعنيفة، وقال إنها استمرت نحو أربع ساعات، استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة، بما فيها الدبابات التي استخدمت من قبل جنود اللواء 312 مدرع، وأن الاشتباكات توقفت بعد تدخل الشيخ محمد الغادر وعدد من الشخصيات، حيث تم بعدها السماح للجنود بإسعاف المصابين وانتشال جثث القتلى ونقلهم إلى المستشفى العسكري بمأرب على متن طقم عسكري ومدرعة. وأشار إلى أنه تم استهداف الطقم والمدرعة من جانب العناصر القبلية. وكان عضو مؤتمر الحوار الوطني عن محافظة مأرب عبدالله بن هذال قال في تصريحات صحفية أمس الأول إن وفداً قبلياً من جهم وبني ضبيان التقى باللواء علي محسن الأحمر بشأن قضية مقتل الأربعة الأشخاص من أبناء القبائل على يد جنود اللواء 312 مدرع، رافضاً طلب اللواء محسن الذي يريد تحكيم وساطات قبلية في القضية، و"نحن نريد تطبيق القانون وإرسال القتلة إلى النيابة"، على حد تعبيره. إلى ذلك تعرضت خطوط نقل الطاقة الكهربائية (صنعاء-مأرب) ظهر أمس لاعتداء تخريبي جديد في منطقة الدماشقة بمحافظة مأرب، ما أدى إلى خروج محطة مأرب الغازية عن الخدمة، ليعم الظلام العاصمة صنعاء وعدداً من محافظات الجمهورية. كما تعرضت أنابيب النفط الرئيسية بمنطقة عبيده الممتدة من محطة صافر بمأرب إلى مدينة رأس عيسى الحديدة، لاعتداء أدى إلى توقف ضخ النفط. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" عن مصدر مسئول في غرفة العمليات المشتركة أن المدعو حسن مبخوت الحويك، هو من قام بعملية الاعتداء، وهو المتهم أيضاً باختطاف نائب مدير محطة مأرب الغازية مؤخراً، وسبق أن هدد بضرب خطوط نقل الطاقة. يذكر أن المقاول حسن مبخوت الحويك – المتهم بالتورط في ضرب أبراج الكهرباء – كشف في تصريح سابق ل"اليمن اليوم" الدوافع التي جعلته يقدم على مثل هذا العمل التخريبي، وقال إنها تعود لمطالب حقوقية بحتة، وما اعتبره (نتاج ظلم وإجحاف من قبل قوى نافذة تتحكم بمسار المقاولات بعيداً عن النظام والقانون )_ حسب تعبيره. وأقر الحويك في ذات التصريح بتورطه في تنفيذ عمل تخريبي، قائلا:( أنا أطلقت النار على برج الكهرباء رقم (465) بمنطقتنا "الدماشقة" بوادي عبيدة، ما أدى إلى خروج الدائرة الأولى للمحطة الغازية عن الخدمة)، وتابع مهدداً: "وإذا لم تتجاوب وزارة الكهرباء ومحافظ محافظة مأرب والشركة الهندية، ويتم النظر في قضيتنا، فسوف أطلق النار على الدائرة الثانية لتخرج المحطة بكامل قوتها عن الخدمة". وشرح الحويك قضيته قائلاً: "أنا من قبيلة عبيدة ومقاول معروف في المنطقة، قدمت طلباً للشركة الهندية وشركة أوبك للمقاولة في المرحلة الثانية من مشروع محطة مأرب، وهي أربعة تربينات، وفوجئت كغيري من المتقدمين بذهاب المشروع لشخص من قبيلة حاشد نزل إلى مأرب، وأخذ المقاولة"واتهم الشركة بمنح المقاول معصار الحاشدي 40 مليون دولار بدون مناقصة وبدون أية مراعاة للقوانين. وتساءل الحويك:" هل يحق للوزارة أو الشركة إرساء المشروع على مقاول بتوجيه من حميد الأحمر أو علي محسن الأحمر، دون الاحتكام لقانون المناقصات ؟ ". وأضاف: "إذا كان يجوز اختيار المقاول بدون مناقصات فأبناء المنطقة لهم الأولوية". وتحدث عن وجود محضر (وثيقة) موقع من محافظ مأرب ومدير مكتب العمل بالمحافظة، ومدير المؤسسة العامة للكهرباء عبدالرحمن شيخ، ينص على عدم اختيار أي مقاول إلا بنزول المناقصة، وإطلاع المتقدمين جميعهم على المحضر، وذلك لمعرفة كم عدد المتقدمين وعلى أي أساس تم اختيار هذا المقاول أو ذاك. وطالب الحويك في ختام تصريحه الشركة بإطلاع المتقدمين على الوثائق التي تم بموجبها اختيار معصار سلاب الحاشدي، الذي قال الحويك إنه لم يكن من بين المتقدمين للمناقصة، على حد تعبيره.