انقسم الشارع اليمني تجاه الأحداث الجارية في مصر, بين مؤيد ومرحب بإسقاط نظام الرئيس محمد مرسي وحكم "الإخوان المسلمين", باعتبار أن ذلك سيؤثر سلبا على حزب "الإصلاح" ممثل الجماعة في اليمن, وبين من يرى أن تأثير ذلك لن يكون على المدى المنظور بل على المدى البعيد, في مقابل من يراهن على بقاء نظام مرسي وعدم قياس ما سيؤول إليه حال "الإصلاح" بحال "الإخوان" في مصر. وتشير جميع الدلائل بحسب "المؤتمر نت" إلى أن قيادات وأعضاء "الإصلاح" يضعون أيديهم على رؤوسهم خوفا من سقوط نظام مرسي وانعكاس ذلك قريبا أو بعيدا على مستقبلهم السياسي خلال الفترة المقبلة, غير أن اليمنيين بمختلف شرائحهم يؤكدون أنهم مع خروج مصر من هذه الأزمة بأمان وسلام, وعدم تكرار الأحداث الدموية التي صاحبت ثورة 25 يناير العام 2011. من جانبها, اعتبرت عضو مؤتمر الحوار الوطني عن حزب "المؤتمر الشعبي العام" وفاء الدعيس, أن ما يحدث في مصر سينعكس سلبا أو إيجابا على "الإخوان المسلمين" في اليمن. ونقلت صحيفة (السياسية الكويتية )عن الدعيس قولها: إن "الإخوان ليس لديهم خبرة في الحكم ولا تجربة ولا عندهم وطنية, بل تربوا على قاعدة نفسي نفسي يارب, ولا يؤمنون بالآخر ولا بحرية الرأي ولا يفكرون إلا بأنفسهم وقد تربوا على العقد والتطرف الشديد ويتسترون بالدين". وأضافت "بالأمس لاحظنا أن من حضروا من حزب الإصلاح في مؤتمر الحوار الوطني كانوا مرتبكين وفي حالة ذهول تام وعدم انتباه وشرود وعدم تركيز, ومنهم من غاب عن حضور الجلسات, وغابت عنهم تلك القوة والعنجهية التي كانوا عليها قبل التظاهرات ضد مرسي, وما يحدث في مصر سينعكس على اليمن لأن إخوان اليمن يستقون كل مخططاتهم وخبراتهم من مصر, وبالنسبة لنا في حزب "المؤتمر الشعبي" بالطبع لن نكون راضين إذا حدثت فتنة في مصر, أما لو سقط حكم "الإخوان" فالعالم كله وليس نحن فقط سيكون مرتاحا لذلك, ف"الإخوان" ليس لديهم مشروع حضاري ولا تنموي أو سياسي وما لديهم هو مشروع واحد هو الوصول إلى الكرسي".
وفي سياق تطورات المشهد المصري واصلت الاستقالات التي يتقدم بها كبار المسؤولين في الرئاسة والحكومة المصرية على خلفية ثورة 30 يونيو التي تقودها حركة "تمرد" لاسقاط الرئيس محمد مرسي وحكومة الاخوان المسلمين التي يصفونها بالديكتاتورية، حيث قال تقدم باسم رئاسة الجمهورية والمتحدث باسم مجلس الوزراء بطلب اعفائهما من منصبيهما في اخر حلقات سلسلة الاستقالات من حكومة الرئيس الاسلامي محمد مرسي، الذي يواجه ضغوطاً شعبية كبيرة للتنحي عن منصبه حسب مصادر رسمية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في وزارة الخارجية المصرية ان "المتحدث باسم الرئاسة ايهاب فهمي، الذي جرى انتدابه من وزارة الخارجية للعمل بالرئاسة، طلب اعفاءه من هذه المهمة".كما اكد المتحدث باسم مجلس الوزراء علاء الحديدي لوكالة انباء الشرق الاوسط انه ابلغ رئيس الوزراء هشام قنديل باستقالته. وقدَّمت الهيئة البرلمانية لحزب "الوفد" المصري المعارض، استقالة نوابها في مجلس الشورى رسمياً، تضامناً مع مطالب الشعب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وقال عضو حزب الوفد والنائب المستقيل صلاح الصايغ، لمندوبي الصحافة ووسائل الإعلام اليوم، إن الحزب "أوفد مندوباً إلى رئيس مجلس الشورى (الغرفة الثانية من البرلمان المصري) الدكتور أحمد فهمي لتقديم استقالات أعضاء الهيئة البرلمانية لحزب الوفد المُعارض البالغ عددهم 13 عضواً"، موضحاً أن الاستقالات تأتي تأييداً لمطالب الجماهير المصرية بضروره إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وقدَّر الصايغ بيان القيادة العامة للقوات المسلّحة المصرية حول الأحداث الجارية في البلاد، مؤكداً أن القوات المسلحة بدورها التاريخي كمؤسسه وطنية أعلنت تأييدها لمطالب الشعب المصري. وكان 10 من النواب المنتمين للتيار المدني وأحزاب معارضة بمجلس الشورى، قدّموا أمس الاثنين، استقالاتهم رسمياً من المجلس في ضوء الأحداث التي تشهدها البلاد حالياً، فيما يصل عدد المستقيلين من المجلس إلى 23 نائباً من إجمالي عدد أعضاء المجلس البالغ 180 عضواً.