تواصلت الاستقالات التي يتقدم بها كبار المسؤولين في الرئاسة والحكومة المصرية على خلفية ثورة 30 يونيو التي تقودها حركة "تمرد" لاسقاط الرئيس محمد مرسي وحكومة الاخوان المسلمين التي يصفونها بالديكتاتورية، حيث قال تقدم باسم رئاسة الجمهورية والمتحدث باسم مجلس الوزراء بطلب اعفائهما من منصبيهما في اخر حلقات سلسلة الاستقالات من حكومة الرئيس الاسلامي محمد مرسي، الذي يواجه ضغوطاً شعبية كبيرة للتنحي عن منصبه حسب مصادر رسمية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في وزارة الخارجية المصرية ان "المتحدث باسم الرئاسة ايهاب فهمي، الذي جرى انتدابه من وزارة الخارجية للعمل بالرئاسة، طلب اعفاءه من هذه المهمة".كما اكد المتحدث باسم مجلس الوزراء علاء الحديدي لوكالة انباء الشرق الاوسط انه ابلغ رئيس الوزراء هشام قنديل باستقالته. وقدَّمت الهيئة البرلمانية لحزب "الوفد" المصري المعارض، استقالة نوابها في مجلس الشورى رسمياً، تضامناً مع مطالب الشعب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وقال عضو حزب الوفد والنائب المستقيل صلاح الصايغ، لمندوبي الصحافة ووسائل الإعلام اليوم، إن الحزب "أوفد مندوباً إلى رئيس مجلس الشورى (الغرفة الثانية من البرلمان المصري) الدكتور أحمد فهمي لتقديم استقالات أعضاء الهيئة البرلمانية لحزب الوفد المُعارض البالغ عددهم 13 عضواً"، موضحاً أن الاستقالات تأتي تأييداً لمطالب الجماهير المصرية بضروره إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وقدَّر الصايغ بيان القيادة العامة للقوات المسلّحة المصرية حول الأحداث الجارية في البلاد، مؤكداً أن القوات المسلحة بدورها التاريخي كمؤسسه وطنية أعلنت تأييدها لمطالب الشعب المصري. وكان 10 من النواب المنتمين للتيار المدني وأحزاب معارضة بمجلس الشورى، قدّموا أمس الاثنين، استقالاتهم رسمياً من المجلس في ضوء الأحداث التي تشهدها البلاد حالياً، فيما يصل عدد المستقيلين من المجلس إلى 23 نائباً من إجمالي عدد أعضاء المجلس البالغ 180 عضواً. الى ذلك قال مراقبون إن الوضع المعقد الذي تعيشه مصر ناجم عن غرور الإخوان ورفضهم التعاطي مع تحذيرات المعارضة وتلويحها بالنزول إلى الشارع للدفاع عن مطالبها.
وأكد المراقبون أن القيادات الإخوانية كانت تهون من شعبية خصومها، لكنها تناست أن فترة حكم مرسي التي استمرت سنة كاملة أفقدته شعبيته خاصة في صفوف الفئات الشعبية الفقيرة التي لم تر من وعوده أي شيء يتحقق، وهو ما جعلها تكون العنصر الرئيسي في ميدان التحرير. وأضاف هؤلاء المراقبون أن الكتلة الصامتة التي عمل الإخوان على تحييدها في صراعهم مع المعارضة هي التي غيرت موازين القوى الحالية، ويكفي تحليل الشعارات المرفوعة في الميدان للتأكد من شعور كبير بالخيبة تجاه الرئيس مرسي الذي خدع الملايين بتدينه ووعوده بالوقوف مع الفقراء في المحافظات المختلفة. وهو ما ذهب إليه أحمد دراج، وكيل مؤسسي حزب الدستور، الذي يرأسه البرادعي، حين أكد أن المشهد العنيف الذي يسود مصر حاليا، هو نتيجة حتمية لإحساس مجموعة من مؤيدي مرسي وجماعته، بالتكبر والغرور. من جانبه، حمل مصطفى النجار، أحد قيادات حزب العدل، مسؤولية ما يجري في البلاد إلى تعنت الإخوان ورفضهم الاستماع إلى الرأي المخالف لهم. وقال “كانت هناك قرارات بسيطة لا تحتاج هذا التعنت لو قام بها الإخوان لرضي الناس وهدأ الغضب ولكن غرور القوة وفوبيا المؤامرة التي أصابتهم صمت آذانهم وأغشت عيونهم عن مصلحة الوطن”.