يوروسبورت : وسط المستوى الرائع لبرشلونة وسيطرته على الساحتين الإسبانية والأوروبية في الأعوام القليلة الماضية، كان من السهل أن ينسى كثيرون أن للأندية الإنكليزية والألمانية تاريخ حافل على ساحة كرة القدم الأوروبية يضاهي نظيره لدى الفرق الإسبانية. وعلى مدار 11 عاما متتالية، من 1973 إلى 1984، إحتكرت الفرق الإنكليزية والألمانية لقب دوري أبطال أوروبا بمسماه القديم (كأس الأندية الأوروبية البطلة) كما شهد العقد الماضي فوز الفرق الإنكليزية والألمانية بلقب البطولة أربع مرات. وفرضت الكرة الألمانية سطوتها على البطولة في الموسم الماضي الذي شهد أول نهائي ألماني خالص لدوري الأبطال قبل أن يحسم بايرن ميونيخ اللقب لصالحه بالتغلب على بوروسيا دورتموند. وأثار هذا النجاح روح المنافسة مجددا بين الفرق الإنكليزية ونظيرتها الألمانية ليشعل الصراع بينهما الثلاثاء من خلال مباراتين قويتين ومتكافئتين إلى حد كبير حيث يلتقي آرسنال الإنكليزي فريق بوروسيا دورتموند ويحل تشيلسي الإنكليزي ضيفا على شالكه الألماني في الجولة الثالثة من مباريات دور المجموعات بدوري الأبطال هذا الموسم. كما تشهد البطولة هذا الموسم مواجهات أنجلو-ألمانية أخرى حيث يتنافس مانشستر يونايتد الإنكليزي مع باير ليفركوزن الألماني في المجموعة الأولى وبايرن ميونيخ مع مانشستر سيتي في المجموعة الرابعة. وتغلب مانشستر يونايتد على ليفركوزن 4/2 ذهابا كما فاز بايرن على مانشستر سيتي 3/1 ذهابا. وكانت المواجهة الإنكليزية- ألمانية الأولى في دوري الأبطال عندما إلتقى مانشستر يونايتد مع دورتموند في دور الثمانية للبطولة. وفي كأس العالم 1966 بإنكلترا، إشتعلت المنافسة الإنكليزية- ألمانية بفوز المنتخب الإنكليزي على نظيره الألماني 4/2 باستاد "ويمبلي" الشهير وذلك بعد وقت إضافي. وكانت أول مواجهة إنكليزية- ألمانية في نهائي دوري الأبطال عندما فاز بايرن على ليدز يونايتد 2/صفر في نهائي البطولة عام 1975 بينما تغلب كل من ليفربول ونوتنغهام فوريست وأستون فيلا على منافسين ألمان في نهائي البطولة بعد هذا. وبعد الحظر الذي فرض على الأندية الإنكليزية لمدة خمس سنوات في أعقاب كارثة إستاد هيسل، لم تتكرر المواجهات الإنكليزية - ألمانية إلا في عام 1999 عندما تغلب مانشستر يونايتد على بايرن ميونيخ 2/1 في الوقت بدل الضائع من المباراة النهائية للبطولة. وبدأت المنافسة الإنكليزية - ألمانية بعداء شديد بعد ما حدث في الحرب العالمية الثانية ولكنها تطورت من خلال الدعابات التي ترددت عن مدى الكفاءة الألمانية حتى وصلت إلى مرحلة الإحترام المتبادل التي تسيطر على المواجهات بين فرق البلدين في الوقت الحالي وهو ما ساهم فيه بشكل كبير إحتراف عدد من لاعبي ألمانيا في الأندية الإنكليزية. وعندما التقى بايرن فريق دورتموند في إستاد "ويمبلي" خلال أيار/مايو الماضي في نهائي دوري الأبطال، ذكرت صحيفة "ذي صن" ذات النزعة الوطنية الهائلة أن الأمة الإنكليزية إستعدت "للغزو العظيم لأبناء العم". ويولي الفرنسي آرسين فينغر المدير الفني لآرسنال إحتراما وتقديرا هائلا لإمكانيات الفرق الألمانية خاصة بعد المستوى الذي ظهر عليه النجم الألماني مسعود أوزيل في صفوف الفريق منذ أن انتقل إلى آرسنال في صيف هذا العام قادما من ريال مدريد الإسباني ليكون اللاعب الخامس في صفوف آرسنال. وقال فينغر "ألمانيا تنتج حاليا لاعبين أصحاب إمكانيات هائلة، انظروا إلى منتخبهم الوطني، إنه يبدو مثل المنتخب الإسباني قبل عامين أو ثلاثة أعوام، المنتخب الألماني يمتلك لاعبين أو ثلاثة لاعبين في كل مركز، ولذلك، تتجه الفرق بشكل أكبر للإستعانة باللاعبين الألمان والإستفادة من إمكانياتهم". وكان الحرص على العمل الجاد والإجتهاد هو السمة المميزة للفرق الألمانية على مدار فترة طويلة ولكن البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لفريق تشيلسي الإنكليزي قال إن أهم ما يميز الفرق الألمانية الآن هو إمكانياتها. وقال "هناك جيل من اللاعبين في ألمانيا يمتلك إمكانيات عظيمة وسيكون هذا الفريق مرشحا للفوز بلقب كأس العالم 2014 ".