مما لاشك فيه ان ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م جاءت رد فعل طبيعي للاستعباد والذل والهوان الذي تعرض له هذا الشعب الذي يعتبر المخزن الاستراتيجي لارتال الكرامة العربية والهجرات العربية التي استقرت على ارض الوطن العربي الكبير كما ان الموقع الاستراتيجي لليمن بإشرافها على مضيق باب المندب البوابة الجنوبية للبحر الأحمر وامتلاكها لمياه إقليمية في البحرين العربي والأحمر وعدد من الجزر الإستراتجية وأهميتها للملاحة الدولية باعتبار ان التجارة الدولية تمر عبرها لذلك ظلت اليمن محل اهتمام وأطماع القوى الاستعمارية الدولية حيث كان الصراع الروماني الفارسي والصراع البرتغالي المملوكي والبريطاني التركي على أشده وذلك لما لليمن من أهمية استراتيجية من خلال امتلاكها للمسطحات البحرية الكبيرة وباتت الأطماع الاستعمارية محل خطر على امن واستقرار وتقدم الشعب اليمني الذي خضع لتجزئة استعمارية تركية بريطانية حيث ظل الاستعمار البريطاني 129سنة للجنوب ومع خروج الأتراك بعد صلح دعان من الشمال لم يحض بأي تقدم وازدهار حيث مارست أسرة حميدالدين ابشع انواع القمع والتجهيل والبطش. الحمير والجمال لا تقل بشاعة من الاحتلال التركي حيث عزلت اليمن عن العالم والتي ظلت تحفة حية للعصور الوسطى المتخلفة حيث ظل الشعب غارقا في الجهل والتخلف والمرض والفقر والحرمان والعزلة وغياب كلي للمدارس والمعاهد والجامعات ولا تتوفر سوى الكتاتيب او المعلامة لتعليم القران عند الفقيه والكتابة على الألواح الخشبية ويكتب عليها بالسابلة ولا تتوفر المشافي والمراكز الصحية وكان المتوفر للعلاج هم السادة والمشعوذين وكتاب الذرع والحجاب ولا تتوفر شبكة الطرقات والمطارات والمواني وغيرها وكانت وسيلة المواصلات هي الحمير والجمال ولا تتوفر مباني سكنية حديثة سوى الزرايب والنوم مع المواشي في العشش..
عملية صلاح الدين كانت اليمن تعيش تخلفا وعزلة في مختلف مناحي الحياة وفقرا وبوسا واضطهادا وظلما وجورا حتى أشرقت شمس ثورة الثالث والعشرين من يوليو العربية عام 1952م الثورة التي زلزلت عرش الطغاة والبغاة ونكست رأس القوى الاستعمارية الدولية وطردت جيوش بريطانيا وفرنسا وكل اعونهما من القوى الاستعمارية الدولية والقوى الملكية الرجعية وكانت ثورة سبتمبر احد الزلازل العاصفة بواحد من اعتى الأنظمة الرجعية الكهنوتية التي استبدت بالشعب وانطلقت الثورة التي استجارت بالزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر الذي انطلق ملبيا نداء الثورة العربية في اليمن.. انطلق جيش الكنانة يدك معاقل الحصون الرجعية حيث قدمت مصر كل انواع الدعم العسكري والمادي والبشري وسقط آلاف الشهداء من الجيش العربي المصري الذي روت دمائه كل أشجار الحرية والكرامة العربية حيث هبت القوى الاستعمارية والرجعية لمساندة الملكين وبهدف استنزاف مصر ومع ذلك انطلقت الشرارة الأولى لثورة الرابع عشر من اكتوبر عام 1963م وكانت تتلقي الدعم من مصر "عبد الناصر" عن طريق عملية صلاح الدين وتلقي الثوار التدريب في مدينة تعز وكانت زيارة جمال عبد الناصر إلى اليمن وإلقائه الخطاب التاريخي في ميدان الشهداء واهتزت فرائص الجيش البريطاني حقيقة ان الثورة اليمنية تعتبر مكسب للأمن القومي العربي وتحرير الموقع الحساس من التخلف والجهل والمرض وتحرير المياه الاقليمية اليمنية قوات الاحتلال البريطاني وأصبح البحر الاحمر ومضيق باب المندب من عبره يتم التحكم بالتجارة الدولية لذلك عملت كل القوى الاستعمارية على اجهاورة اليمني لثورة وإضعاف للثورة العربية. ان وجود دولة قوية جنوب الجزيرة العربية ومشرفه على طرق التجارة السهلة يعد مكسبا قوميا وانسانيا لذلك نجد ان الثورة حققت المكاسب العملاقة وتحققت مشاريع البنية التحتية والوحدة اليمنية اننا اليوم بحاجة إلى الخروج بمشروع وطني يلبي طموحات الشعب اليمني الذي يتوق للمزيد من النهوض والتنمية والعدالة الاجتماعية والوحدة العربية الشاملة
طوائف ومذاهب مما لاشك فيه ان القوى الاستعمارية الدولية بقيادة الولاياتالمتحدةالامريكية والعدو الصهيوني هي المستفيدة من احداث العنف الطائفي وتأجيج نار الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة وبين الأقليات العرقية والدينية. ان تلك الحرب دمرت وحدة النسيج القطري للشعب العراقي الذي عاش في حب واخاء وتسامح وتعاون وتكامل خلال آلاف السنين حيث عاش المسلمون والمسيحيون واليهود واليزيديون والصابئة وغيرهم بمختلف طوائفهم ومذاهبهم ومعتقداتهم وهوياتهم العرقية.. عاشوا كالجسد الواحد والقلب الواحد واليد الواحدة لا يفرقهم احد.. تعاونوا عبر التاريخ ومختلف الأزمنة والعصور بنو العراق وتشاركوا في صناعة أمجاده وانتصاراته حتى نجح الاستعمار الثقافي الطائفي الاستعماري في تمزيقه وتدميره ودفعت به الى الهاوية وتقسيمه ان سقوط مئات الآلاف من ابناء العراق في اقتتال داخلي ليبعث عوامل الفناء لهذه الأمة لا تقل خطورة عن التدمير الامريكى البريطاني الاستعماري للعراق حيث تم تدمير جيشه وكل أسلحته وعتاده وبنيته التحتية وضربه بكل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا وإبادة وتصفية العلماء وتشريدهم وتدمير الجامعات والمؤسسات التعليمية والصحية والزراعية واستخدام الأسلحة الكيماوية واليورانيوم مما تسبب في إبادة الملايين وإصابتهم بالأمراض السرطانية وغيرها من الأمراض الفتاكة.
شركات احتكارية ان تنظيم القاعدة والمليشيات المسلحة القادمة من ايران وغيرها تعمل جميعا على تدمير العراق وإخراجه من معادلة الصراع الإقليمي بعد تدمير جيشه الذي يعد من اقوى جيوش العالم الثالث وعامل توازن مع العدو الصهيوني المحتل لفلسطين العربية من البحر المتوسط غربا والى نهر الأردن شرقا كما أصبحت ثرواته لقمة سائغة للقوى الاستعمارية وشركاته الاحتكارية. ان شعبنا العربي في العراق بكل أقلياته الكردية والاشورية والكلدانية والبابلية والتركمانية يمتلك حضارة عمرها خمسة آلاف سنة وانصهرت هذه الاقليات مع الأمة العربية خلال آلاف السنين واصبحت جزء لا يتجزأ من الأمة العربية لها ما للأمة وعليها ما عليها..
تكاليف الاستخراج حقيقة ان شعبا يمتلك هذا التنوع الحضاري والموروث الثقافي والثروات النفطية بمشتقاتها والأرض الخصبة والمياه العذبة. ان تلك المقومات جعلت من العراق مركزا حضاريا وعلميا ومركزا للمناذرة ومحط اطماع الدولة الفارسية وعاصمة للخلافة الإسلامية بقيادة الدولة العباسية التي اهتمت بالعلم والعلماء حيث رصدت للعالم الذي يؤلف كتابا ان يمنح وزنه ذهبا ان المؤهلات والمقومات الحضارية للعراق جعلته محط اطماع الغزاة والطامعين عبر التاريخ ابتداء من الفرس واليونان والمغول والتتار والأتراك والقوى الاستعمارية في العصر الحديث حيث عملت بريطانيا على السيطرة على العراق لنهب الثروات النفطية باعتبار العراق تمتلك مركزا متقدما في الاحتياطي العالمي وقربه من سطح الأرض وقلة تكاليف الاستخراج والكثير من مساحته ماتزال بكرا لم يتم التنقيب فيها فدولة تجتمع فيها كل المقومات تدفع بالقوى الاستعمارية لاستشعار الخطر كما ان العراق البوابة الشرقية للوطن العربي الكبير وتمتلك واحدا من اقوى جيوش العالم الثالث.
تدمير العراق ان المبرر الاستعماري باجتياح العراق للكويت فقد شرعيته حيث اتخذت منه تلك القوى مبررا لعودة القوى الاستعمارية إلى المنطقة وعودة الهيمنة من جديد وإتاحة الفرصة للعدو الصهيوني حتى يصبح القوة الوحيدة في الوطن العربي الكبير والشرق الأوسط بعد تدمير العراق والزج به في حرب طائفية ونقل اسلحته إلى اماكن مجهولة وبيع الكثير منها إلى قوى معادية للامه العربية ان المجازر اليومية والمقابر الجماعية التي خلفتها قوات الاحتلال الامريكى البريطاني ومن تحالف معها لتستدعي فتح تحقيق دولي في تلك الجرائم كما إصدار قانون اجتثاث البعث وكل من عمل في نظام الرئيس صدام حسين كان الهدف منه استمرار العنف وزعزعة الأمن والاستقرار.. ان على اخواننا في العراق استشعار حجم المؤامرة والعمل على حشد الطاقات وعدم الإقصاء لأحد باعتبار العراق ملكا لكل العراقيين وجزء لا تتجزأ من الأمة العربية لها ما للأمة وعليها ما على الأمة.