وصف محللون خطاب القاه الليلة عبد الملك الحوثي زعيم انصار الله و طالب فيه انصاره بتصعيد الاعتصامات لرفض الاصلاحات السعرية التي تضمنت رفع الدعم عن المشتقات النفطية .. بان الخطاب استثمر الى حد كبير اوجاع الناس لتحقيق مآرب واهداف قد تعيد اليمن الى مربع الازمة وتنسف جهود القيادة السياسية نحو تنفيذ مخرجات الحوار الوطني بتظافر جهود كل القوى اليمنية. وتسائلوا عن البدائل التي يملكها الحوثي ، مؤكدين ان خبراءه و منظريه يعرفون تماما ان لا بدائل متاحة في الوقت الحالي لانقاذ الاقتصاد الوطني من الانهيار وان الخطوات التي اتخذت كرها كانت لانقاذ الدولة ، ويقابلها اصلاحات اقتصادية شاملة قد تأخذ زمنا .. لا تخلو من معالجات لاجتثاث الفساد المالي والاداري. مؤكدين ان دعواته بالاحتشاد نحو صنعاء التي ما فتأت تلملم جروح زمن الازمة ، ناهيك عن بدء تجمع انصاره حولها من اللحظة تأتي في اطار هذا المخطط ، وان على الدول الراعية للتسوية ومجلس الامن الدولي ان يضطلع بمسئوليته تجاه اي ممارسات تخرج عن اتفاق التسوية وتجهضها .. ولقي خطاب الحوثي ترويجا اعلاميا من قبل بعض القنوات الفضائية التي نقلت الخطاب على الهواء واتاحت مساحة للحديث عن اسمته "ثورة جديدة في اليمن". وسخر محللون من اللهجة الجماعية التي تظهر الحوثي كمتحدثا وناطقا باسم الشعب ، معتبرين ذلك قفزا على الشعب وقواه ، مطالبينه بالعمل بمسئولية وطنية بعيدا عن التحشيد والتهييج الذي لا ينتج الا المزيد من الفوضى والاحتقانات.
وكتب احد الناشطين " يختلط العزف على جروح الشعب .. بمطامع المصالح واهداف الجماعات ..ما الذي يريد تصديره "انصار الله" للشارع .. وللساسة برفضهم الشديد للجرعة وتلويحهم بخيارات أخرى غير التظاهر والاحتجاج ؟! لا اعتقد ان هاجس المعاناة الشعبية هو كل ما يشغل الحوثيين او ما بات يدفعهم الآن ، فثمة اوراق اخرى يريد ان ينثرها امام الجميع ليقرأوها .. محتواها "انا هاهنا اليوم طرفا سياسيا قويا قادر على قلب الطاولات التي لا اكون طرفاً فيها" ..
هذه الحركة لديها خبراء اقتصاديون ..ولذلك فهم يعرفون تماما ان لا خيارات متاحة على الطاولة لايجاد بدائل طارئة تبقي الاقتصاد الوطني حياً - دعك من الاستراتيجيات طويلة الأمد ، لذلك فهم لا يتوقعون استجابة رسمية ، وليس لديهم مسودة لحلول.
هي رسالة يقدمها للمستقبل .. لا تذهب بعيدا عن سلوك الابتزاز السياسي الذي يعرفه اليمنيون جميعاً ..!