اندلعت أمس الاثنين، مواجهات مسلحة عنيفة بين قوات الجيش وأتباع حركة الحوثي، التي تقود تمرداً ضد الدولة في مناطق شمال البلاد، فيما قمعت السلطات المحلية بمحافظة أبين (جنوب اليمن) مسيرة سلمية احتجاجية على تردي الأوضاع في مديرية مودية، بينما نفى الحوثيون أنباء تناقلتها وكالات الأنباء عن تسلم حركتهم 6 أجانب اختطفوا في صعدة مؤخرا. وكانت الاشتباكات بين الجيش اليمني وأتباع الحوثي اشتدت بعد يوم على اندلاعها، في مناطق من مديرية شدا بمحافظة صعدة، استخدمت فيها أسلحة مختلفة بما فيها الأسلحة الثقيلة. وذكرت مصادر محلية أن المواجهات بين الجانبين خلفت عددا من القتلى والجرحى منذ احتدامها ليل الأحد/الاثنين في منطقة الضيعة ومثلث شدا الذي يتجمع فيه الحوثيون على جبل ثاهر القريب من مجمع المديرية، مشيرة إلى أن أتباع الحوثي تمكنوا من الاستيلاء على عدد من المواقع، واحتجاز احد عشر من أفراد الجيش. وذكرت مصادر قبلية أن عددا من أنصار الحوثي لقوا حتفهم في المواجهات، غير أنها لم تذكر عدد القتلى الذين قالت إن الحوثيين شوهدوا حال نقلهم من ساحة المواجهات، مؤكدة أن ما لا يقل عن اثني عشر جنديا لقوا حتفهم، وان زملاءهم من لم يتمكنوا من الوصول إليهم. وأعادت مصادر مطلعة أسباب تجدد الاشتباكات إلى وصول أعداد من المجندين من مناطق صعدة خلال الأيام القليلة الماضية، قالت إنهم يفوقون مائتي شخص وزعوا على مناطق في مديرية غمر ورازح والملاحيظ وشدا، مشيرة إلى توزيع جماعة الحوثي لمنشور تطرق لاحتمال تجدد الاشتباكات. وتواجه لجان الوساطة إعاقات لمساعيها الرامية إلى احتواء الموقف في المنطقة منذ أيام، خاصة بعد أن أعلن محافظ صعدة حسن مناع ورئيس اللجنة الرئاسية المشرفة على تنفيذ اتفاق السلام الشيخ فارس مناع أن الحوثيين ارتكبوا خروقات كبيرة خلال الأيام الماضية. وحمل المحافظ جماعة الحوثي مسؤولية إعاقة مساعي السلام ومنع لجنة الوساطة من إكمال مهامها. على صعيد آخر، نفى الحوثيون الأنباء التي تحدثت عن تسلم أنصار الحركة ستة من الأجانب من أصل تسعة تم خطفهم في صعدة قبل نهاية الأسبوع الماضي، قتل ثلاثة منهم، وقال مصدر مقرب من زعيم الحركة عبد الملك الحوثي إنه لا صحة لهذه المعلومات التي تناقلها عدد من وسائل الإعلام المحلية والأجنبية أمس. وكانت وكالة الأنباء الفرنسية (أ.ف.ب) نقلت عن مصدر قبلي قوله إن الرهائن الأجانب الستة المختطفين أحياء وسلموا إلى احد قادة التمرد الحوثي، وأضاف أن الرهائن "تم العثور عليهم وسلموا إلى عبد الله الريزاني القائد الميداني للمتمردين، وهم متواجدون في منطقة الرزمات" التي تعد احد معاقل الحوثيين في صعدة. وحسب المصدر "حددت جماعة الحوثي هوية اثنين من الخاطفين هما محسن التام وفواز مرقي، ويعتقد أنهما من الحوثيين". وأكد مصدر امني رفيع أن "هذه المعلومات دقيقة". وقال إن "الحوثيين يرفضون تسليم الرهائن وتقديم الخاطفين إلى العدالة". إلى ذلك، فرقت قوات الأمن بمديرية لودر بمحافظة أبين (شرق عدن)، مسيرة احتجاجاً على الأوضاع التي تعيشها المديرية، وقالت مصادر محلية إن جنوداً قاموا بإطلاق النار فوق رؤوس المتظاهرين، ما قاد إلى مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن أسفرت عن سقوط 3 جرحى أحدهم مدني واثنان من العسكريين واعتقال 3 بحجة أنهم مطلوبون للأجهزة الأمنية.