في ظاهرة غريبة هي الأولى من نوعها والهدف الرئيسي منها جمع الأموال الطائلة تحت مسميات الأعمال الخيرية بطرق وأساليب ملتوية وصلت الى حد التحايل على فاعلي الخير وليس ممن هم داخل البلاد فحسب بل وخارج الجمهورية أيضاً وبالتحديد في المملكة العربية السعودية.. الأمر الذي كان سبباً رئيسياً في نزع الثقة وزعزعة سمعة المؤسسات والجمعيات الخيرية في الجمهورية اليمنية من قبل حكومة المملكة العربية السعودية وكذا لدى الداعمين لمجمل الأعمال الخيرية.. وأين تذهب تلك الأموال الباهظة التي تم جمعها للأعمال الخيرية.. ونتيجة لهذا الاستغلال السيئ لاسم الدين والأعمال الصالحة أصدرت الحكومة السعودية لائحة تنظم جمع التبرعات الخيرية التي جرمت عملية جمع الأموال دون الحصول على إذن مسبق.. وهو ما ينطبق على حالة جمع التبرعات لصالح مؤسسة خيرية تعمل خارج المملكة. وحقيقة هذا التحايل على فاعلي الخير ما يحتويه خطاب رسمي باسم مؤسسة الصديق الخيرية ومقرها الرئيسي صنعاء الذي يتضمن مناشدة لأهل الخير تطلب منهم المساهمة بإكمال بناء مسجد بمنطقة "مسور" بمحافظة عمران.. بموجبه تقوم مؤسسة الصديق وعن طريق أفراد من الجالية اليمنية في السعودية للترويج لهذا المشروع وجمع الأموال من المواطنين والمقيمين وتحويلها لصالح المؤسسة. واللافت في الأمر ان الخطاب الذي يروج له في المجتمع السعودي وفي هذه الأيام بالتحديد يعود تاريخه الى 11/5/2004م أنه منذ عامين أو ثلاثة أعوام ما تزال مؤسسة الصديق الخيرية تجمع التبرعات لإقامة هذا المشروع.. مما يثير التساؤلات ووضع عدة علامات استفهام حول مدى احتياج المسجد لما ينص عليه خطاب مناشدة مؤسسة الصديق. حيث أدعت المؤسسة الخيرية هذه في هذا الخطاب دعوة فاعلي الخير الى المساهمة والدعم لتوفير "فراش" وبعض المرفقات كخزان المياه والمنارة. وطيلة هذه الفترة ومؤسسة الصديق الخيرية مازالت تجمع وتجمع التبرعات لتوفير "خزان ماء" لمسجد مسور بمحافظة عمران.. ولولا اكتشاف السلطات السعودية لهذه المهزلة وابتزاز المسلمين بدغدغة عواطفهم وانتمائهم للإسلام لسلب ما في حوزتهم من أموال.. لاستمرت في الجمع الى ما لا نهاية. ونتيجة لهذا التلاعب باسم الدين وحرمة بيوت الله عزوجل جاءت الأوامر الصارمة والإجراءات الرادعة لمن يستغل العمل الخيري لأسباب شخصية وأطماع حب المال واللذة في الظهور حتى وان كانت تحت ستار الدين الحنيف و الإسلام براء من كل هذا العبث اللامسئول، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: أين دور وزارة الشئون الاجتماعية والعمل في بلادنا.. وما حقيقة العمل الذي تقوم به أصلاً؟!! وما هي الإجراءات الرادعة تجاه هذه المؤسسة الناهبة لأموال المسلمين ليس في داخل البلاد.. فحسب بل على المستوى الإقليمي والدولي؟!! أسئلة نترك الإجابات عليها لقيادة وزارة الشئون الاجتماعية والعمل راجين ان تكون الإجابة عليها بالفعل تجاه هذه المؤسسة لا بالقول فقط حفاظاً على سمعة المؤسسات الخيرية الأخرى واليمن واليمنيين داخل البلاد وخارجها.