اكتشف ادوين بيرولو أن في مقدور محرك بحث مايكروسوفت “بنج BING” العثور على بعض العناوين في بلدته الريفية انديانا بينما لم تتمكن جوجل من ذلك، ولورا مايكلسون التي تعمل مساعدة إدارية في سان فرانسيسكو انبهرت بأداة بنج التي ترصد أسعار تذاكر الرحلات الجوية، فيما أعجب بول كالان المصور الفوتوغرافي في شيكاغو بصور الخلفية الزاهية التي يقدمها بنج، وهم لا يزالون مثلهم مثل معظم الأميركيين يستخدمون جوجل كمحرك بحثهم الرئيسي، غير أنهم كثيراً ما يضطرون إلى الإبحار إلى بنج الذي أطلقته مايكروسوفت من سنة واحدة بحثاً عن مهام معينة وأحياناً يمكثون فيه لبعض الوقت. ويقول كالان: “اعتدت من قبل على استخدام جوجل ولكن كلما استخدمت بنج زاد اعجابي به. إن ما يشدني إليه أشبه ما يكون بعملية لا شعورية”. ولا يزال بنج يشكل نسبة صغيرة من بحوث شبكة الإنترنت بلغت 12.7 في المئة في شهر يونيو مقارنة بنسبة جوجل البالغة 62.6 في المئة حسب تقديرات كومسكور المؤسسة المتخصصة في تحليل الشبكة، غير أن حصة بنج تتزايد مثلها مثل حصة ياهو بينما تتراجع حصة جوجل. ورغم الإجماع على سيطرة جوجل في الوقت الراهن إلا أن جوجل ذاتها تراقب مايكروسوفت عن كثب وتقوم بتقليد بعض مبتكرات بنج - منها على سبيل المثال محرك بحثها للسفريات وربطها مزيداً من الأدوات بمواقع الشبكة الاجتماعية وإدارتها في البحث عن الصور - أو تقوم بشراء شركات بادئة لتعينها على بلوغ ذلك مستقبلاً. بل أن جوجل اقتبست بعضاً من واجهة بنج المتميزة مثل إتاحة المجال للناس أن يختاروا خلفية زاهية على غرار بنج ووضع أدوات إبحار على الجانب الأيسر من الصفحة، والحصيلة هي نهضة صناعة البحث ما أدى إلى مزيد من الأدوات المبتكرة للمستهلكين الذين يبحثون عن إجابات أكثر ثراءً على أسئلة معقدة على نحو يفوق الجملة العادية للروابط الزرقاء. ويعتبر هذا التنافس نقلة متميزة ومفاجئة تتمثل في أن مايكروسوفت التي مضى عليها فترة في حالة من التباطؤ المضطرب توجه ضربة لجوجل الجديدة نسبياً والمبتكرة. وبالنظر إلى أن محركات البحث أضحت تقدم العديد من الخصائص المتنافسة يقول محللون إن هناك سباقاً محموماً مع استعداد الشركات لبذل الغالي والنفيس لكسب المرحلة الثانية من بحث الشبكة. ويقول سنديب اجاروال محلل الانترنت والبرمجيات في كاريس اندكو الذي يراقب كلا الشركتين: “هناك حرب باردة محتدمة حالياً ومن الواضح أن منافسة بنج تجبر جوجل على التغيير”. ويقر مسؤولو جوجل بأن هناك مزيداً من المنافسة غير أنهم يقولون إنهم لا يكتفون بمجرد إبداء ردود أفعال على محرك البحث الآخر (بنج). وفي ذلك تقول ماريسا ماير نائبة رئيس الشركة لشؤون منتجات البحث وتجارب المستخدم في جوجل “خصائص جوجل الجديدة لم تكن ردود أفعال. فكثير من تلك الأشياء كانت قيد التجربة والإعداد لفترات زمنية طويلة. وقد اشتغلنا في عملية الإبحار الأيسر طوال عامين تقريباً. وأردنا أن نتأكد من إجرائه على النحو الصحيح تماماً”. يذكر أن نمو حصة مايكروسوفت في سوق البحث على الشبكة ليست بالهينة حيث زادت إلى 12.7 في المئة من 8 في المئة منذ بدأ بنج في شهر مايو 2009، كما أن حصة ياهو (التي عقدت اتفاقية بحث مع مايكروسوفت) أكبر من حصة بنج. وفي جبهة البحث الجديد المتمثلة في الهاتف المحمول فإن لجوجل حصة سوقية أكبر من حصتها على الشبكة، غير أن مكاسب بنج لا تزال تبهر المحللين الذين شهدوا جوجل وهي تواجه هجمات متكررة على أعمال بحثها وإعلاناتها المجزية التي تشكل نحو 95 في المئة من إيراداتها. وتعد عملية بناء محرك بحث أكثر شمولية ودقة من جوجل مسألة تنطوي على تحد شاق، وقد أخفقت العديد من كبرى الشركات في مساعيها لبلوغ ذلك، وقد تحملت مايكروسوفت الكثير من السخرية والانتقاد خلال مساعيها لسنين إلى بناء ثم هدم نظم بحث كان مقصوداً بها العمل على منافسة جوجل. غير أنها ظلت تحاول وتجرب إلى أن وجدت طريقة. وأنفقت مايكروسوفت مليارات الدولارات في بناء مراكز الكمبيوتر اللازمة لدعم نظم البحث والدعاية وفي الاستحواذ على شركات بادئة صغيرة ذات خبرات تخصصية معينة، فضلاً عن أنها جذبت المستهلكين من خلال برامج رد النقود على المشتروات وجذبت شركاء مستعدين لترويج بنج، وفي العام الماضي خسر قسم خدمات الإنترنت في مايكروسوفت 2.36 مليار دولار رغم تحقيقه عائدات بلغت 2.20 مليار دولار. (عن انترناشيونال هيرالد تريبيون) «ياهو» توقع اتفاقية مع «جوجل» في اليابان أبوظبي (الاتحاد) - اختارت شركة “ياهو يابان” التابعة لشركة ياهو الأميركية المتخصصة في خدمات الإنترنت شركة جوجل الأميركية لتعزيز أعمال البحث على الشبكة العنكبوتية من خلال مواقعها. وتؤكد هذه الصفقة سيطرة جوجل على سوق البحث العالمية وتقطع السبيل أمام محرك البحث بينج، التابع لمايكروسوفت، لزيادة مكاسبه فيما تسعى ياهو (التي تملك 35 في المئة من ياهو يابان) لزيادة إيراداتها. في الصيف الماضي وقعت ياهو اتفاقية مدتها عشر سنوات لتستخدم تكنولوجيا بينج في معظم أنحاء العالم، وينتظر أن تنفذ هذه الشراكة في هذا الخريف. يذكر أن مايكروسوفت منافس ضعيف في سوق البحث الياباني مقارنة مع ياهو يابان التي تزيد حصة بحثها على 50 في المئة، وجوجل التي تبلغ حصتها أكثر من 30 في المئة. غير أن ميكرسوفوت هددت مؤخراً برفع الموضوع إلى القضاء، وقالت الشركة “هذا يعني أنه لن يكون هناك تنافس في مجال بحث الإنترنت في اليابان”. وستقوم “ياهو يابان” ببناء خدماتها أعلى عمود جوجل الفقري الذي يشمل عناصر من نظمها وفهارس شبكتها ولذا فإن نتائج البحث من الموقعين ستتغير. وقال ماسا شيرو اينو رئيس ياهو يابان: “إن خدماتنا على شبكة الإنترنت تختلف تماماً عن خدمات جوجل”. وأضاف أنه يعزي اختيار جوجل إلى حد ما إلى أن محرك بحثها أفضل في تعامله مع اللغة اليابانية غير أن اتفاقية الترخيص تعني أن تكنولوجيا جوجل ستعزز الغالبية العظمى من استفسارات البحث باللغة اليابانية. وعلى الرغم من أن مشرعي المفوضية الأوروبية يحققون الآن في سيطرة جوجل على السوق في أوروبا إلا أن جوجل تقول إن مفوضية اليابان للتجارة العادلة لم يكن لديها أي اعتراض على صفقتها مع “ياهو” اليابانية. وكان دانيال اليجر نائب رئيس جوجل لشؤون آسيا واليابان قد كتب في إحدى المدونات أن الشركتين ستظلان محركي بحث مستقلتين وأن شركات الإعلانات لن يتيسر لها الحصول على أي معلومات عن العملاء أو الأسعار وستظلان تتنافسان بكل قوة ونشاط في اليابان.
