أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية قبولها استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل, حيث سيجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأول من سبتمبر/ أيلول مع الرئيس الأميركي باراك أوباما لإطلاق المفاوضات. كما قبل الرئيس المصري حسني مبارك والملك الأردني عبد الله الثاني دعوة وجهتها لهما وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لحضور مراسم إطلاق المفاوضات المباشرة، كما سيحضر اللقاء ممثل اللجنة الدولية الرباعية توني بلير. وقد أعلنت منظمة التحرير الجمعة قبولها دعوة أميركية لإجراء محادثات مباشرة مع إسرائيل، ولكن مسؤول ملف المفاوضات بالمنظمة صائب عريقات قال إن الجانب الفلسطيني سينسحب من المفاوضات إذا أعلنت إسرائيل عن أعمال استيطانية جديدة. كما وافقت إسرائيل على الدعوة، غير أن بيانا صادرا عن مكتب نتنياهو أكد رفض ما سماه "شروطا مسبقة" وضعها الفلسطينيون للعودة للمفاوضات، وعبر عن سعادته "بالتوضيح الأميركي بأن المفاوضات ستكون بدون شروط مسبقة". بيان الرباعية وقد دعت الرباعية الدولية لسلام الشرق الأوسط الجمعة كلا من السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل إلى استئناف المفاوضات المباشرة التي توقفت بينهما منذ نهاية 2008 بعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت.
وحددت اللجنة –التي تضم كلا من الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة والولايات المتحدة- يوم الثاني من سبتمبر/ أيلول المقبل موعدا لاستئناف المفاوضات، ودعت إلى التوصل لاتفاق بغضون سنة واحدة.
بيد أن بيان الرباعية خلا من الإشارة إلى حدود 1967، ودعا إلى عدم القيام بأعمال استفزازية عوضا عن المطالبة صراحة بوقف الاستيطان، بينما عد نجاحا سياسيا لنتنياهو حسب مراقبين.
وكان عباس قد قال بداية الشهر الجاري إنه مستعد لمفاوضات مباشرة إذا أصدرت الرباعية بيانا مثل الذي أصدرته في مارس/ آذار الماضي، وطلبت فيه وقف الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة، وتحقيق اتفاق سلام شامل في غضون عامين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل 4 يونيو/ حزيران 1967 باعتبار ذلك أساسا للمفاوضات.
تهديد ووعيد وقد اتخذت منظمة التحرير، باجتماع طارئ في رام الله الجمعة، قرارها بقبول الدعوة الأميركية إلى استئناف المفاوضات على أساس بيان اللجنة الرباعية وحل كافة قضايا الحل النهائي.
ونقلت مراسلة الجزيرة في رام الله عن مصادر مطلعة أن ضغوطا هائلة مورست على القيادة الفلسطينية للعودة للمحادثات المباشرة، وصلت حد "التهديد والوعيد".
وفي حين بدا أنه موازنة بين الضغط الخارجي الدافع للمفاوضات المباشرة وبين موقف منظمة التحرير السابق، قال عريقات "إذا ما قررت الحكومة الإسرائيلية في 26 سبتمبر/ أيلول مواصلة الاستيطان وطرح العطاءات الاستيطانية فلن تكون هناك مفاوضات بالنسبة لنا".
وكانت إسرائيل قد أقرت وقفا مؤقتا للنشاط الاستيطاني بالضفة لمدة عشرة أشهر تنتهي في سبتمبر/ أيلول المقبل, وسط مخاوف من عودة الاستيطان في ظل حكومة نتنياهو التي يعارض أغلب أعضائها تعليقه. رفض فصائلي وقد لقي قرار منظمة التحرير -القبول باستئناف المفاوضات المباشرة- ردودا رافضة من فصائل وشخصيات فلسطينية، فقد أعلنت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين اليوم معارضتها لذهاب السلطة الفلسطينية إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، معتبرة ذلك مسا خطيرا بموقف الإجماع الوطني.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عضو المكتب السياسي للجبهة تيسير خالد إن الجبهة تعارض بقوه الذهاب إلى المفاوضات المباشرة و"أكدنا معارضتنا الاستجابة لدعوة هيلاري كلينتون، الدعوة كانت استفزازية ورضوخا للشروط الإسرائيلية".
كما عارضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استئناف المفاوضات، وقال المتحدث باسمها فوزي برهوم إن "اتكاء" فريق التفاوض الفلسطيني على بيان الرباعية مجرد "خداع وتضليل" للرأي العام الفلسطيني، مؤكدا أن حركته والشعب الفلسطيني غير ملزمين بنتائج هذه المفاوضات "العبثية".
من جانبها، اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بأنه "شكلي، وما تمخض عنه لا يمثل الإجماع الوطني والشعبي".
بدورها، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "بيان اللجنة الرباعية الدولية ينطوي عليه قبول ضمني وتشريع للاستيطان والحصار ومشروع الدولة المؤقتة، ويمثل تنازلا عن بيانها في آذار/ مارس الماضي".