يشهد ستاد القاهرة الدولي قمة عربية كروية تجمع الأهلي المصري والترجي التونسي في ذهاب نصف نهائي بطولة دوري أبطال أفريقيا وهي المباراة التي ينتظرها الملايين من عشاق الكرة العربية من المحيط للخليج نظرا للسمعة الطيبة التي يتمتع بها الفريقين. ويخوض الأهلي صاحب الأرض والجمهور المباراة باحثا عن الفوز قبل مباراة العودة التي تقام في العاصمة التونسية منتصف أكتوبر الجاري والتخلص من هاجس الأداء السيئ والفوز بشق الأنفس والذي أصبح السمة الأساسية للفريق تحت قيادة حسام البدري المدير الفني للفريق. ويعتمد الأهلي صاحب التاريخ القياسي في البطولة (6 مرات) على قدرات لاعبيه الكبار محمد ابوتريكة ومحمد بركات ووائل جمعة وأحمد فتحي ومحمد فضل، بيد أن الفريق يعاني من غيابات كثيرة أبرزها أحمد حسن وسيد معوض المصابان وقد ينضم إليهما محمد ناجي جدو (هداف أفريقيا 2010) وحسام غالي الموقف من قبل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم. الهدف تحقيق فوز مريح ويبقى الهدف الأكبر الذي يبحث عنه الأهلي في اللقاء هو تحقيق فوز مريح يعينه على تخطي هذا الدور والوصول للمباراة النهائية ومن ثم الفوز باللقب والعودة من جديد للمشاركة في بطولة أندية العالم والتي تقام في الإمارات نهاية العام الجاري.
حسام البدري المدير الفني للأهلي قرر الابتعاد بلاعبيه تماما عن الإعلام خلال الأيام التي سبقت اللقاء في إشارة واضحة لإخفاء معالم التشكيل والطريقة التي سيخوض بها اللقاء، لكن ذلك الأمر لا يسبب مخاوف كثيرة للتونسي فوزي البنزرتي المدير الفني للترجي والذي يعرف كل كبيرة وصغيرة عن بطل مصر. ويمر الأهلي بفترة اهتزاز في المستوى لم يسبق لها مثيل في تاريخ مشاركاته في بطولة دوري الأبطال الأمر الذي يجعل هناك أكبر من هدف يسعى الفريق لتحقيق في لقاء الترجي أبرزها الفوز واستعادة ثقة الجماهير والتخلص من الأداء غير المقنع الذي أصبح عليه الفريق سواء في مباريات الدوري أو في البطولة الإفريقية.
فوز معنوي على الانتاج وحقق الفريق المصري فوزا معنويا على الإنتاج الحربي الأسبوع الماضي أطمأن خلاله الجهاز الفني للفريق على "فورمة" نجومه الكبار والتي يأمل البدري أن تكون في توهجها خلال مواجهة بطل تونس. ويأمل الجهاز الفني للأهلي في أن يحالف التوفيق نجم فريقه محمد أبو تريكة والذي دائما ما يحمل ذكريات أليمة للجماهير التونسية أبرزها الهدف الذي سجله في شباك الصفاقسي التونسي في نهاية بطولة 2006 والذي منح الأهلي اللقب، وكان اللاعب نفسه صاحب هدف الافتتاح للثلاثية التي فاز فيها الفريق على النجم الساحلي في نهائي بطولة 2005 بالقاهرة.
الترجي يعتمد على التكتيك على الجانب الآخر يمتلك الترجي ميزة تحقيق كل الألقاب الإفريقية الأربعة وذلك خلال عقد التسعينات حيث بدأها بدوري الأبطال في 1994 ثم السوبر في 1995 وبطولة كأس الاتحاد في 1997 وكأس أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس في 1998. ويحاول فوزي البنزرتي أن يجعل الحسابات التكتيكية خطوة أولى أساسية من أجل تحقيق نتيجة ايجابية ولهذا من المؤكد أن يفرض رقابة لصيقة على محمد أبوتريكة ومحمد بركات أخطر لاعبي الهجوم الأهلاوي. وينتهج البنزرتي في مبارياته تكتيك واحد وهو الضغط على الخصم في كل جزء من الملعب من أجل خنق المنافس في مناطقه حتى لا يترك الفرصة الكافية للاعبي الأهلي لبناء محاولاتهم الهجومية مثلما يريدونها.
البنزرتي يطالب لاعبيه بالواقعية وطالب المدير الفني لاعبيه بضرورة التعامل مع المباراة بواقعية شديدة بعيدا عن الضغط النفسي المبالغ فيه، حتى لا تتكبل أرجل اللاعبين بفعل الحجم الإعلامي الذي سيطر على المباراة منذ وقوع الاثنين معا في طريق واحد. واعتبر البنزرتي أن لقاء إستاد القاهرة أهم من مباراة الإياب في ملعب رادس، وبالتالي فإن على اللاعبين نسيان الإياب ووضع جميع إمكانياتهم من أجل الخروج بنتيجة ايجابية تكون بوابة للعبور إلى النهائي.
أرقام من المواجهة لعب الأهلي والترجي ست مرات في 3 بطولات دوري الأبطال في 1990 في ثمن النهائي وفاز الترجي بركلات الترجيح بعد تعادلين بلا أهداف. في 2001 تعادل الفريقين في القاهرة بدون أهداف واستطاع الأهلي الخروج بنتيجة إيجابية في لقاء الإياب بتونس ليصعد بقاعدة احتساب الهدف خارج الأرض بهدفين. في 2007 خسر الترجي أمام الأهلي في الجولة الثالثة من دوري المجموعات "الثمانية" بنتيجة 3-صفر وحقق الفريق التونسي الفوز في الجولة الرابعة بهدف على الأهلي لكنه خرج من هذا الدور.