وسط الحديث عن رغبة رئيس انتر ميلان الإيطالي ماسيمو موراتي الجدية في التعاقد مع مهاجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي، وإحجام النادي الإسباني عن التعليق على الصفقة المتوقعة، بات على المشجع الكتالوني أن يتأمل طويلاً قبل الاعتراض على رحيل نجمه المفضل. فرغم مساهمة اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في إحراز برشلونة لسبعة ألقاب في الموسمين الأخيرين، وصغر سنه الذي يعني قدرته على الاستمرار لأعوامٍ عديدة وأزمنة مديدة، فإن من الحكمة أن يفكر رئيس النادي ساندرو روسيل في بيع لاعبه الآن لأسباب عدة منها:
1- اعتماد برشلونة عليه بشكل مبالغٍ فيه: بدا واضحاً للجميع اعتماد المدير الفني بيب غوارديولا على ميسي بصورة غير عادية، إذ بات من الصعب على المدرب الشاب أن يضع خطة ناجحة تخلو من اسم مهاجمه الأرجنتيني. ولمن لا يصدق، عودوا إلى مباريات الموسم الماضي التي غاب عنها "راقص التانغو" وتمعنوا في أداء الفريق. لا تذهبوا بعيداً، تذكروا جيداً كيف اضطر غوارديولا لإقحام نجمه الأوحد في الشوط الثاني لمباراة روبن كازان الروسي بعدما كادت سفينة كتالونيا تغرق لولا دخوله مصاباً، ومساهمته إلى حدٍ كبير في هدف التعادل الذي عجز رفاقه عن تسجيله في غيابه. قد يتمثل حل هذه الأزمة في إجبار غوارديولا على العمل دون ميسي، أو ربما استبدال المدرب الشاب بآخر لا يعتمد على النجم الأوحد.
2- أصبح كتاباً مفتوحاً لدفاعات المنافسين: رغم القدرات الرائعة والمهارات الفردية غير العادية للمهاجم الفذّ، فإن مهمة محاصرته والحد من خطورته لم تعد مستحيلة على المدافعين، واسألوا مدافعي ألمانيا في كأس العالم 2010 ومدافعي انتر ميلان الإيطالي في لقائي ذهاب وإياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي. مهما كان ميسي رائعاً، فإن زمن النجم الأوحد والمهاجم الذي يخترق أعتى خطوط الدفاع ولّى إلى غير رجعة بعد "العهد المارادوني"، وإلا لما اكتفى ميسي بتسجيل هدفه الخرافي في مرمى فريقٍ متواضع مثل خيتافي.
3- ارتفاع سعره وقدرته على إنعاش خزائن النادي: يرتبط المهاجم الأرجنتيني بعقدٍ طويل الأمد مع النادي الكتالوني الذي يشترط مبلغ 250 مليون يورو مقابل الاستغناء عن خدماته، لكن برشلونة سيكون مضطراً للتخلي عنه مقابل 80 - 100 مليون يورو إذا ما أراد التخلص من ديونه التي تقارب ال 400 مليون. وإلى جانب الديون، يمني النادي الإسباني النفس ب تعويض الخسارة المادية الفادحة التي تعرض لها في صفقة التعاقد مع السويدي زلاتان ابراهيموفيتش مقابل 80 مليون يورو، سيما أن الأخير لم يكن على مستوى التوقعات وعجز عن الارتقاء إلى طموحات غوارديولا.
4- تشبّع ميسي بالألقاب والإنجازات: من الضروري دائماً على إدارة كل نادٍ ناجح ألا تُبقي على الكثير من العناصر التي فازت بالكثير من الألقاب، لأن من الطبيعي أن يشعر اللاعب بالملل من الإنجازات وتجاوز التحديات التي وضعها لنفسه في بداية مسيرته. وباعتبار أن ميسي حقق كل الألقاب الممكنة مع برشلونة، فمن المنطقي جداً أن يشعر الآن "بالتخمة" من المجد في كتالونيا، وأن يبحث عن تحدٍ جديد في إيطاليا أو ربما إنكلترا التي لن تتردد أنديتها في مدّ خزائنها بالسجاد الأحمر إيذاناً بقدم الأمير الأرجنتيني.
5- احتمالية تعرضه للإصابات: يعرف الكثيرون أن النجم الأرجنتيني عانى طويلاً من إصابات خطرة في بداية مشواره الرياضي، لكن برشلونة صبر عليه طويلاً وساعده في رحلته العلاجية حتى كبر وصار نجماً فاز بلقب الكرة الذهبية. قد يكون ميسي تعالج من العيب الخلقي الذي عانى منه في بداية مشواره، لكنه يبقى عرضة للإصابات أكثر من غيره - حسب الأطباء -. وبالنظر إلى هذا الجانب السلبي وغيره من الجوانب التي سبق ذكرها، قد يكون من الحكمة أن يبيع النادي الكتالوني نجمه في أحد أنجح الصفقات من الناحية الاستثمارية.
6- فتح المجال أمام المواهب الجديدة: وأخيراً، قد يكون من المناسب أن تفسح إدارة برشلونة المجال للاعبٍ مواطنٍ شابٍ يأخذ مكان النجم الأرجنتيني في إطار سعيها لزيادة عدد اللاعبين الكتالونيين في صفوف برشلونة. لم لا يتيح روسيل الفرصة لنجمٍ كتالوني بأن يجعل من نفسه رمزاً لا ينسى من رموز الفريق الذي اشتهر بأجانبه أكثر من محلييه؟