لم يكن متوقعاً أن تنتهي حفلة الفنان محمد عبده في جدة أول أمس الأحد بشكاوى ومحاضر شرطة بين متعهد الحفل وقائد الفرقة الموسيقية والجمهور، ففي ليلة حافلة بالشد والجذب والتأخير، أنهى المايسترو عماد عاشور الحفل بشكل دراماتيكي حين اعتلا منصة المسرح ليعلن للجمهور اعتذار الفرقة الموسيقية عن إكمال أمسية فنان العرب بسبب عدم استلامهم لحقوقهم المالية من متعهد الحفل سعود سالم مؤكداً أنه سيسجل محضر شكوى ضده لدى الشرطة. فقام بتسجيل المحضر مع الجمهور الغاضب الذي طالب باسترداد قيمة التذاكر التي دفعها لحفلةٍ لم تكتمل. وكانت الفرقة الموسيقية قد تأخرت عن الحضور من القاهرة بسبب سوء الإدارة ولم يأتِ أعضاؤها إلا بطائرة خاصة وفرتها شخصية كبيرة ودخلوا مقر الحفل قبيل صلاة المغرب قادمين من المطار مباشرة. وبعد تأخير دام ساعتين بسبب إجراء البروفات النهائية، بدئ الحفل في تمام الثانية عشرة ليلاً عندما اعتلا فنان العرب محمد عبده منصة الصالة المغلقة بأستاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة أمام أكثر من 2500 متفرج ليتغنى بروائعه ومنها "الهوى الغايب"، "بحر العيون" و"الله عليها" ثم اعتذر للجمهور عن رداءة الصوت وطالب بإصلاحه قبل أن يختتم وصلته الأولى والتي استمرت ساعتين بأغنية "على البال". ليدخل بعدها فنان العرب والفرقة الموسيقية في فترة استراحة. ورغم أن صوت محمد عبده وجمال أدائه قد أنسى الجمهور عذاب التأخير والانتظار، إلا أن فترة الاستراحة التي دامت طويلاً هي الأخرى ووصلت إلى أكثر من ساعة قد أثمرت عن نهاية مؤسفة، وذلك حين عاد قائد الفرقة الموسيقية عماد عاشور للمسرح من جديد وأمسك بالمايكروفون ليعلن إنهاء الحفل واعتذار فرقته عن الاستمرار بسبب خلافهم مع المتعهد سعود سالم متهماً إياه بعدم تقدير الفرقة وتسليمها المبلغ المتفق عليه. وتقديراً لمشاعر الجمهور الغاضب رفض الفنان محمد عبده الخروج من موقع الحفل إلا بعد مغادرة الفرقة الموسيقية وجميع من في الصالة، مؤكداً أنه سيعوض الجمهور بحفل كبير في احتفالات عيد الفطر المبارك. وعبر محمد عبده عن أسفه لما حصل وقال بأنه لم يكن يتمنى أن ينتهي الحفل بهذا الشكل، ومُحملاً المتعهد سعود سالم كامل المسؤولية وقال: "للأسف الشديد إن لجنة المهرجان لم تختر المتعهد المناسب لإدارة الحفل، فقد جاملناه منذ البداية وأحضرنا الفرقة بطائرة خاصة وبلا سكن، ومع ذلك فلم يسلم الفرقة الموسيقية حقوقها البالغة 130 ألف ريال رغم أنه استلم فعلاً مبلغ 800 ألف من شركة آرا". ويضيف محمد عبده "كان الاتفاق أن يسلم سعود سالم الفرقة كامل حقوقها قبل الحفل بفترة ولم يلتزم بذلك وتعهد بأن يكون المبلغ موجوداً في فترة الاستراحة ليلة الحفل، لكنه لم يلتزم أيضاً بوعده الأمر الذي أجبر قائد الفرقة عماد عاشور على الانسحاب وإعلان اعتذاره للجمهور". وأعلن محمد عبده احتجاجه على التهيئة العامة للمسرح وقال بأنها لم تكن جيدة سواء على مستوى الصوت أو مستوى السلامة في المسرح والذي أخذ عدداً كبيراً من الجمهور وكان مهيئاً للسقوط لولا ستر الله. هذا بالإضافة إلى ضيق المنصة والتي أجبرت أعضاء الفرقة الموسيقية على التراصّ في مساحة ضيقة.
وأضاف فنان العرب "لقد خدعني سعود سالم وهذه ليست المرة الأولى التي يفعل معي ذلك ولازلت أذكر ما قام به في السنة الماضية عندما تسبب في إفشال الحفلات". وقال بأنه والجمهور مظلومون بسبب أخطاء المتعهد "وأتمنى أن لا توكل له مهمة إدارة أي حفل قادم بعد ما حصل منه هذه الليلة والسنة الماضية وسأبحث هذا الموضوع مع المسؤولين عن مهرجان جدة غير". هذا وقد تم تسجيل محضر لدى الشرطة من قبل قائد الفرقة عماد عاشور تجاه المتعهد مطالباً إياه بالالتزام المالي بالإضافة إلى محضر آخر سجله الجمهور ضد المتعهد يطالبون فيه بحقوقهم المالية خاصة أن بعضهم قد قام بدفع مبلغ 1300 ريال إلى 400 ريال. وقد تجمهر الحاضرين مطالبين بالحديث مع محمد عبده الذي استجاب لهم وأوضح لهم تفاصيل المشكلة مقدماً اعتذاره الشديد لعدم استكمال الحفل بسبب مماطلة المتعهد. بعد ذلك غادرت الفرقة مقر الحفل متوجهة إلى القاهرة ورافقها محمد عبده حتى صالة مطار جدة.
