بعد مرور اقّل من 24 ساعة على قيام قائد المنطقة الجنوبية باطلاق التهديدات بسحق حركة حماس في قطاع غزة، وبعد ان شددت وسائل الاعلام الاسرائيلية على ان الجنرال يواف غالانط، الذي سيصبح في شهر كانون الاول (يناير) القادم، قائد هيئة الاركان العامة في الجيش الاسرائيلي، كشف الجنرال يوسي باخار عقيدة القتال الحالية للجيش الاسرائيلي، التي تعبّر عن انقلاب هادئ خضعت له كتائب سلاح المشاة، التي اصبحت كتائب اكثر فتكا، كما قال المراسل العسكري لموقع صحيفة 'يديعوت احرونوت' على الانترنت امس. وفي لقاء معه تطرق باخار الذي شغل منصب الضابط الرئيس لسلاح المشاة والمظليين قبل تسلّمه قيادة فرقة غزة، الى المواجهة المستقبلية مع حزب الله، فاشار الى انه ليس سرا حقيقة ان الجيش الاسرائيلي يستعد للمواجهة المستقبلية مع حزب الله، مؤكدا انه ليس هناك دوما اتفاق في الاراء ازاء الاسلوب الذي ينبغي استخدامه في مواجهة الحزب. وبرأيه فانّ هناك نهجين لعلاج مشكلة حزب الله، الاول مبني على مبدأ المناورة السريعة نحو عمق الاراضي بواسطة الدبابات، بينما يقوم الثاني على مبدأ الدخول البطيء لسلاح المشاة. وفي معرض ردّه على سؤال، لم يتردد الجنرال الاسرائيلي في اعلان اعتقاده بانه على الرغم من ان الامر يتعلق بموضوع معقد، الا انه يفضل النهج الثاني، مضيفا انّ السؤال هوهل نحن قادرون على القيام بمناورة سريعة في العمق تكون فعالة ايضا؟، وبحسب اعتقاده يتعيّن السير ببطء بدل الجري بسرعة والقول ها نحن في العمق. علاوة على ذلك، يتعقد الجنرال باخار ان السؤال المركزي في وضع كهذا هو كم من الوقت ستسمح الجبهة الداخلية للجيش الاسرائيلي بالعمل في الوقت الذي تتعرض فيه لسقوط الصواريخ. اما عن الطريقة التي تتيح هزيمة حزب الله، فقال الجنرال ان عدوا على شاكلة حزب الله اللبناني يمكن اخضاعه فقط بواسطة طريقة واحدة: يتعين قتله، على حد تعبيره. وساق قائلا انّ حزب الله ليس فرقا عسكرية، الوية وكتائب، بحيث يمكن خلق واقع يقررون فيه انهم خاسرون، فيصعدون على الياتهم ويهربون. ووصف الجنرال الاسرائيلي منظمة حزب الله بانّها عدو مختلف، على حد وصفه، لافتا الى انّه من اجل ان يخسر هذا العدو يجب ان يموت. جدير بالذكر انّ اللقاء الصحافي مع باخار جرى، بحسب الموقع الاسرائيلي، في ذروة مناورة واسعة، والى انّه انطلاقا من كونه تولى سابقا قيادة لواء المظليين وقيادة فرقة الجليل، يعرف جيدا ما ينتظر الجيش الاسرائيلي وراء الحدود الشمالية. اما في ما يتعلق بمنصبه الجديد في قيادة فرقة غزة، فقد اقّر باخار بان في انتظاره واقعا معقدا في التصدي لحماس، وقال للموقع انّ حركة المقاومة الاسلامية (حماس) تتعزز، تتعاظم، ولا تتحول الى محبّ لاسرائيل. ومن جهة ثانية، ثمة لدى حماس عناصر كابحة. فالحركة تتولى الحكم، وتتحمل مسؤولية السكان، ولديها مؤسسات. سنكون مستعدين لكل مواجهة، ولست واثقا بانهم يريدون المواجهة بهذه السرعة، على حد تعبيره. يشار الى انّ التصعيد الاسرائيلي ضدّ حركة حماس في قطاع غزة بدأ مؤخرا عندما توقع قائد لواء غزة في جيش الاحتلال الاسرائيلي، الجنرال ايال ايزنبرغ ان تكون المواجهة القادمة مع حركة حماس في القطاع اكثر دموية من المواجهة التي سبقت، واكثر عنفا من الطرفين، لافتا الى انّ الجيش الاسرائيلي يتمتع بالقدرات الكافية لتوجيه ضربة ساحقة لحماس، وزاد قائلا انّ الضربة القادمة ستشمل في ما تشمل المس بقيادات من الصف الاول في حماس، ومشددا على انّ الجيش ينبغي الا يخشى من قتل قادة حماس، وبالنسبة للمستقبل القريب، قال انّ جيش الاحتلال يجب ان يواصل المحافظة على الحيطة والحذر، وان يكون على اهبة الاستعداد تحسبا لاندلاع المواجهة القادمة، التي من الصعب، التنبؤ متى وكيف ستندلع، ولكن في نهاية المطاف، فانّ المواجهة بين اسرائيل وحركة حماس قادمة لا محال، على حد وصفه. ووجه تهديدا مباشرا لحركة حماس قائلا: انصحهم بعدم تجربة قدراتنا العسكرية، لاننّا لن نتورع عن استعمال كافة الاسلحة الموجودة بحوزتنا، وعلى الجبهة الجنوبية، بحسبه، لا توجد ضرورات تحد من نشاط اسرائيل العسكري، كما هو الوضع على جبهات اخرى. وبحسبه فانّ سيناريو المواجهة القادمة مع حماس هو سيناريو اكثر تعقيدا واكثر دموية، وسيتم خلال المواجهة استعمال اسلحة لم تستعمل من ذي قبل، لافتا الى ان حركة حماس ستزيد من قوة توجيه الضربات عن طريق القذائف والصواريخ للمس بالعمق الاسرائيلي، مشيرا الى انّ التقديرات الاستخباراتية في تل ابيب تؤكد على انّ صواريخ حماس ستُوقع العديد من الاصابات، ولكنّه استدرك قائلا انّ الجيش على استعداد لذلك. واشار الى انّ الهدوء هو نسبي للغاية، ومن شأنه ان يتحول وبسرعة الى مواجهة عنيفة. وفي معرض رده على سؤال حول قوة حركة حماس العسكرية قال انّه مما لا شك فيه انّه منذ ان انتهت عملية الرصاص المسبوك في اوائل العام 2009 تمكنت حركة حماس من استعادة قوتها، لا بل اكثر من ذلك فانها قوت ترسانتها العسكرية، كما ان عناصرها يتلقون التدريب في ايران وفي معسكرات حزب الله، وعليه في حال اندلاع المواجهة القادمة مع الحركة، اضاف الجنرال، فانّه من غير المستبعد بتاتا ان تتعرض منطقة مركز الدولة العبرية لصواريخ حماس، ولكن بالمقابل شدد على انّ جهود حماس للوصول الى مركز الدولة العبرية، الى غوش دان، لا تنفك، ولكن اسرائيل لن تستطيع العيش مع تهديد من هذا القبيل. وذهب الجنرال ايزنبرغ الى القول ان اسرائيل ما زالت تخوض حربا في الجبهة الجنوبية ضد حماس، مشيرا الى انه من ناحيته يمكن تسمية هذه الحرب بحرب استقلال اسرائيل للعام 2010. زهير اندوراس - القدس العربي: