في صباح ريفي بارد من صباحات الريف الطيب وأثناء إجازة العيد ارتسمت البسمة على وجه الكبير والصغير وعمت الفرحة الرجال والنساء لزيارة الأخ/ علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية اليمنية - المرتقبة لمديرتي دمت والنادرة أواسط اليمن ، حيث كانت حديث الناس في البيت والشارع والجميع ينتظر بلهفه وشغف وصوله... كيف لا، وحلم مقابلته قد طال لغرض اطلاعه على أحوالهم ...يا لها من فرحة لو انها تمت؟! سيدي الرئيس.. ثمة ملاحظات كان ينبغي عليكم فعلها أثناء الزيارة ،حتى لا تتلاشى فرحة ابناء هذه المنطقة ،وهو ما حدث.. ولنبدأ منذ وصولك مدينة النادرة فقد تم مرورك من الخط الدائري ولم يتم مرورك من أوساط المدينة لتلاحظ حال المدينة ومن خلالها ستعرف حال الريف التابع لهذه المدينة. وخروجاً من مديرية النادرة تم مرورك أيضاً عبر طريق العود وادي بنا دون لفت النظر الى شمال هذا الوادي والجبال المطلة عليه وما تحويه من أنفس وما تكنه من آهات ومشقات. فالطريق التي تم مرورك منها جاهزة ولكنها لا تفيد إلا الجزء البسيط من المديريتين فالأغلب هم في الجبال الواقعة شمال هذه الطريق. وطبعاً من حقك أن لا تمر من الطريق التي على هذه الجبال لأن السيارات ربما لا يستطعن المرور فيها فالطريق فيها عبارة عن (درج). اهدار مئات الملايين وهذه الطريق سيدي الرئيس( طريق النادرة دمت مروراً بحصن تاج الدين ) تم إنزال مناقصتها تقريبا قبل قرن من الزمن ،ولكن ولسوء حظ ابناء هذه المنطقة لم يتم شقها او تعبيدها حتى هذه اللحظة فالمقاول يأتي كل عامين لزيارتها وتفقدها لا أكثر، دون ان يحرك ساكناً. الأخطر والأدهى والأمر بأنه قد تم صرف مستخلصات لهذا المقاول تتجاوز مئات الملايين ،وهو ما يفرض التساؤل: مقابل ماذا يتم تسليمه مئات الملايين، وبموجب ماذا تم تسليمه؟.. هل مقابل الزيارة التي يقوم بها الى هذه الطريق أم أنها مقابل مخاطر لأبناء المنطقة يقوم باستلامها هذا الشخص؟! سيدي الرئيس إنني من خلال هذه السطور لا أريد سوى توضيح الحقيقة وكشف المستور الذي يتستر عليه المستفيدون،وهذه المناشدة والشكوى التي تكشف الحقائق التي يعيشها ابناء المنطقة لم تأت صدفة أو نتيجة "تخديرة قات" وإنما من الواقع الذي اصبح ينذر بخطر يهدد العيش في هذه المناطق فهناك الكثير ممن غادروها الى المدينة وآخرون في الطابور ينتظرون الفرصة للمغادرة – وذلك لمن استطاع الى الهجرة سبيلا - أما من لا يستطيع فلا يملك إلا الصبر على ما هو عليه. الزعتر والموما وبالإضافة الى ما يعانيه أبناء هذه المنطقة من مشقة الطريق وعناء السفر وما يعانوه من عنا التنقل على ظهور الحمير فإنهم يعانون أشياء أخرى كثيرة ،حيث والمنطقة محرومة من خدمات الكهرباء والماء والتليفون والوحدات الصحية. ان ما يطالب به ابناء المنطقة من الماء هو مشروع مياه شرب بدلاً من السفر من قرية الى اخرى للبحث عنه وجلبه، ومن الكهرباء ما يمكنهم من اشعال مصابيح غرف الأكل والشرب والنوم،وحفظ الاطعمة وغيرها في ثلاجات خاصة، وليس لاقامة المصانع والورش، وما يريدوه من الوحدات الصحية هو مركز طبي للإسعافات الأولية المعروفة وليس مراكز للقلب والكلى والاوعية الدموية.. فالمريض إن حالفه الحظ وأنقذه عزرائيل في قبض روحه لينتقل الى رحمة الله بسرعة خاطفة وإلا فإنه سيظل في عراك أمام مرأى ومسمع من الجميع دون أن يستطيع احد عمل شيء ولو فكّروا في إسعاف مريضهم فإنهم حتماً سيقضون عليه وبدون شك في هذه الطريق عند توجههم الى أقرب مركز صحي والذي يبعد عن المنطقة بحوالي 16 كيلو متر(درج)، ولا حل في مثل هذه الحالات للمريض إلا الدعاء وقهوة "الزعتر"و"الموما". مآسي المنطقة سيدي الرئيس عماذا أتكلم حول مآسي هذه المنطقة فسي هذه البقعة من اليمن كل ذلك كان سيتضح جلياً لو كانت الزيارة هي من الطريق الأخرى الموصلة بين النادرة دمت مروراً بقرى (الجبيب حبّان وزامح وبيت المضلع ظلم والجراف وبيت الوعيل والهجرة مروراً بجبل تاج الدين وعمقة العليا وعمقة السفلى والرباط وبيت الهمّزة وبيت الزبيدي وشريح وسحقان وذا الغرابين وقهلان وبيت طويل والحذذ والحصور) وصولاً إلى دمت، ولو كلف الأمر بأن تستخدم في مرورك من هذه المناطق طائرة بدلاً عن السيارة والنزول الى هذه القرى التي تقدر نسبة فائدتها من حكومتنا هي 0% ،والمعذرة إن قلتُ لك 0%. الأخطر في الأمر بأنه تم تقديم هذه الطريق إلى سيادتكم أثناء وصولكم مدينة دمت باعتبارها ضمن المشاريع المنجزة وهذا ما جعلنا نصاب باليأس والإحباط التام. ومن هنا فإني أبعث برسالة الى مرشحي دوائرنا الانتحابية لمديريتي "النادرة - دمت" مرشحي السلطة المحلية ومرشحي البرلمان (ممثلونا الأكارم)، الى أصحاب الكراسي الدوارة من أبناء المديرية بأن يتقوا الله في هذه المنطقة ,فالكراسي الدوارة حتماً ستقع بهم يوماً ما، وسيأتي يوم تصل القناعة لدى أبنا المديريتين بالمثل القائل (يستاهل البرد من ضيع دفاه)، القناعة بأن أعضاء البرلمان والمجالس المحلية لابد من النظر فيهم . فالبيئة الجاهلة التي كانت تعاني من تدني مستوى الوعي سيأتي يوم ينكشف عنهم الغباء ويدركون واقع مرشحيهم وحقيقة نواياهم وسيقومون برفض كيس البر الذي يمنح لهم موسم الانتخابات. فالمؤمل من مرشحينا للبرلمان والمجالس المحلية القيام بدورهم المنوط بهم على أكمل وجه ومحاولة القرب من أبناء منطقتهم ومعرفة حاجاتهم . وصدقوني أن العملية ليست عصيبة بقدر ما هي بحاجة الى تحرك مسؤول وجاد من مرشحينا وإحساس بحجم المسؤولية وبقدر آلام الناس وأوجاعهم. [email protected]