وزراء الداخلية في دول الخليج هم من سيقرر مصير بطولة خليجي 20 المقرر أن تنطلق في 22 من الشهر الجاري وهي سابقة خطيرة ربما لأن البطولة مرت بمشاكل كثيرة منها الأمنية التي عكرت صفو حركة البناء والتعمير التي تشهدها شوارع مدينة عدن التي حرمت من خدمات كثيرة خلال السنوات الفائتة , وعانت كثيرا المدينة من انقطاعات التيار الكهربائي وانعدام الخدمات الأساسية . اليوم تدخل البطولة منعرجا آخر وكل المؤشرات تتجه نحو إقامة البطولة في اليمن رغم كل ما حدث وكل ما كتب وقيل عنها خاصة وان الفندق الرئيسي للبطولة قد تم افتتاحه من قبل نائب رئيس الجمهورية اليمنية وهذا يؤكد على أن كل الجهات ستعمل ليل نهار من أجل نجاح البطولة , خاصة وان ما سيحدث خلال الأيام المقبلة سيعتبر تحديا تشهد له الدول المشاركة وغيرها لأن السلطات اليمنية تعيش حالة خاصة منذ عقود مضت تتمثل بالصراع الداخلي مع القاعدة وهو صراع كلف الكثير من المال والرجال أيضا . الصورة بدأت تختلف وهي تقترب من الوصل إلى الإطار النهائي الذي سيرسم ملامح بطولة خليجية عاشت ولادة متعسرة وشهدت الكثير من الأحداث المؤسفة التي ارتبطت من قريب أو من بعيد بإقامة البطولة التي تضم الأشقاء . البطولة ال20 لكأس الخليج هي ليست مجرد بطولة كرة قدم ,بل هي إعادة صياغة لصور مختلفة عند الخليجيين , وهنا عندما اكتب عن اليمن فأنا لأ أقصد السلطات المتعاقبة وإنما أقصد اليمن بتاريخها وحضارتها بماضيها وحاضرها ومستقبلها ,وعليه لابد من النظر من الزاوية الصحيحة حتى نتمكن جميعا من توحيد الرؤية تجاه بلد يسعى بكل ما يمكن إلى تنظيم بطولات لائقة باسم جميع الرياضيين الخليجيين , ما حدث خلال الفترة الفائتة ربما كانت كوابيس شيطانية تحاول ان تعيد عجلة الزمن إلى الوراء وهي لم تكتف بالبيانات والشجب بل تطورت الأمور إلى الاعتداء على المنشآت الرياضية وأقصد تحديدا نادي وحدة عدن , وهذه التفجيرات هي التي جعلت ملف البطولة اليوم بيد وزراء الداخلية , رغم ان السلطات اليمنية تعهدت بنشر 30 ألف جندي وأكثر من أجل ضمان نجاح البطولة . وبينما مازال البعض مصرا على موقفه السابق الذي يرغب إما بتأجيل البطولة أو نقلها إلى دولة أخرى نجد أن الأحداث على أرض الواقع تسير في الاتجاه الصحيح نحو إقامة البطولة في اليمن وهو القرار السياسي الذي يحكم هذه البطولة منذ انطلاقتها التي مازالت تبحث عن الاعتراف الرسمي من الاتحاد القاري والدولي للعبة , وعليه لابد من العودة إلى القرارات والتوصيات وهي كثيرة جدا وجميعها يبارك إقامة البطولة في اليمن . ونتذكر جميعا أن الاتحاد الكويتي كان قد دعا إلى اجتماع لمناقشة الصورة النهائية والوضع اليمني إلا إن الأمور تغيرت خاصة بعد إعلان رئيس اللجنة المنظمة ومن الكويت عن تسمية البطولة باسم الشهيد فهد الأحمد رحمه الله , لأنه أول من نادى بضم اليمن إلى البطولة , معتبرا العمق اليمني جزءا مهما من جغرافية الخليج العربي , وبذلك تكون اليمن قد كسبت صوتا مهما , وهذا يعني انه لابد من تسمية كل فعاليات البطولة باسم شخصية خليجية حتى تهدأ النفوس وتطمئن ولو للحظات .