بدأت تتصاعد مخاوف الشارع اليمني من إيقاف عمليات الحسم العسكري التي تشنها الدولة ضد جماعات التمرد الحوثي في مدينة صعدة بعد أن أعلن مصدر يمني مسئول في اللجنة الأمنية العليا تعليق العمليات العسكرية للقوات الحكومية في صعدة ابتداء من الساعة التاسعة من مساء أمس الجمعة لدواع إنسانية، على الرغم من أن المصدر برر تعليق العمليات بدواعي الاستجابة لنداءات منظمات الإغاثة الدولية من اجل إيصال المواد التموينية للمواطنين في المحافظة ومواد الإغاثة الإنسانية للنازحين في المخيمات . إلا ان تلك المخاوف تتزايد خشية أن يفتح المجال للتدخلات الداخلية والخارجية لإطالة أمد الحرب .وسط شكوك من جدية الحكومة في اجتثاث ذلك التمرد وبالتالي تمييع التضحيات الجسيمة التي حدثت بعد أن كبدت الحروب الخمسة السابقة والحالية خسائر بشرية ومادية هائلة دفع ثمنها الشعب اليمني وراح ضحيتها الالاف من افراد القوات المسلحة ، وانعكست على حاضر الوطن ومستقبله. يذكر أن مواجهات القوات اليمنية والحوثيين في عدد من مديريات محافظة صعدة كانت قد أسفرت أول أمس الخميس بحسب المصادر المحلية عن مصرع وإصابة العشرات بينهم 11 قتيلا من عناصر الحوثي ، إضافة إلى اعتقال القوات اليمنية أحد قيادات جماعة الحوثي في مديرية دماج بالمحافظة . وكأن قد أكد محللون عسكريون ان ساعة الصفر للحرب البرية والهجوم الكاسح لأبطال القوات المسلحة والأمن على معاقل المتمردين أصبح قاب قوسين او أدنى وخلال ساعات وفقا للمؤشرات العسكرية والميدانية لإدارة المعركة التي بدأت في ال من الشهر الماضي من خلال قصف جوي ومدفعي مكثف لمواقع وتحصينات المتمردين الحوثيين ومخابى أسلحتهم وتجمعاتهم وإمداداتهم ومراكز قيادة وإدارة المتمردين في بعض مناطق صعده حيث تحاشت قوات الجيش الدخول بمواجهات مباشره إلا في حالات الضرورة بل وتم في مناسبات سحب بعض الوحدات العسكرية من اماكن تمترسها لاتاحة الوضع الميداني للطيران الحربي والقصف المدفعي ليقوم بمهامه القتالية على أكمل وجه في توجيه الضربات لأوكار والهداف المتمردين وتجمعاتهم بعيدا عن ألمخاطره بافراد القوات المسلحه والامن في المواقع المستهدفه وهو التكتيك العسكري الذي حقق نجاح كبير على مدى الايام الماضية ووجهت الضربات الموجعة للمتمردين مما دفعهم الى اعلان مبادرة لوقف إطلاق النار على امل التقاط الأنفاس وإعادة تريب وضعهم خاصة وان الضربات كانت موجعه افقدتهم الكثير من القيادات الميدانيه للمتمردين وانقطاع اتصالاتهم ببعضهم البعض وما لحق بمراكز ومخابئ أسلحتهم وتموينهم من اضرار بالغه وجسيمه بل وحتى الحديث عن مصرع قيادات كبيره للمتمردين خلال القصف الجوي الذي اعتمد هذه المره على العامل الاستخباراتي الدقيق الذي يبدوا انه كان ناجحا جدا وقال متابعون ومحللون عسكريون ان إعلان فتح ممرات آمنه لاستسلام المتمردين هي اولى بشائر بدء المعركه البريه وفقا لمنهجيات واسس الحروب ألحديثه حيث ان ذلك هو اول المؤشرات في كل الحروب لمنح الراغبين بالاستسلام الفرصه لذلك قبل الحسم البري إضافة الى التعزيزات العسكرية الكبيرة جدا التي مازالت تتقاطر باتجاه حرف سفيان وصعده ومن وحدات عسكريه متمرسة وفائقة التدريب على القتال بمثل هذه الظروف القتاليه من مختلف جوانبها وقد فسر أولئك المحللين الهدؤ النسبي الحالي في وتيرة القصف أنه الهدؤ الذي يسبق العاصفة وإعلان ساعة الصفر لانطلاق الهجوم البري الكاسح من جبهات عديده قد تكون على محورين على الأقل وهما محور سفيان بقيادة الحرس الجمهوري ووحدات من لواء العمالقة ومحور اخر من اتجاه الملاحيظ بقيادة لوا المجد ووحدات من لواء العمالقة بعد ان تم احكام الحصار على المتمردين الحوثيين من جميع الجهات عسكريا وقبليا وشعبيا وكان قد رجح متابعون ان يعقد اجتماع لقيادة القوات ألمسلحه والأمن من اجل اقرار البدء بالمرحلة الحاسمة من الحرب وهي المواجهة البرية وتطهير مناطق صعده من المتمردين الحوثيين الذين تفاجئوا هذه المره بجديه وقرار حاسم من قبل الدولة باستئصالهم نهائيا وانها التمرد الذي مضى عليه سنوات تكللت بخمس حروب بين المؤسسة العسكرية وأولئك المتمردين الذين كانوا يستخدمون متعاطفين معهم لإطلاق مبادرات وقف لإطلاق النار متى ما وجدوا ان الضعف والإنهاك يسيطر على المتمردين وانهم قاب قوسين من السقوط والهزيمة العسكرية كما رجحت المصادر ان تكون مأدبة الإفطار التي أقامها فخامة الاخ رئيس الجمهورية للعلماء (الخميس) هي إحدى الخطوات الهامه دينيا للولوج بالمرحلة الجديدة من الحرب وبدء الهجوم البري الذي سيسبقه اعنف هجوم جوي على ماتبقى من (بنك الأهداف) لمواقع وتحصينات المتمردين الحوثيين الذين يعلنون بين الفينة والأخرى سيلا من التهديدات باعلان الجهاد كما يزعمون وتوسيع الحرب في اشاره واضحة للحالة الصعبة التي وصلوا اليها خاصة ونحن نتذكر قبل ايام ان المكتب الإعلامي الحوثي كان يطلق تهديده ووعيده باعلان الحرب التي لم يعلنها بعد الا ان المتحدث باسم الحوثي فاجى الجميع باعلانه مبادرة وقف اطلاق النار من طرف واحد بغض النظر عن اهداف ومغازي وتوقيت تلك المبادرة ولكنها كشفت زيف وكذب تهديدهم ووعيدهم بل وفشلت خلاياهم النائمه من القيام بما كان يؤمل منها لإحداث إرباك على سير المعركة التي فعلا تسير بتكتيك جديد يتناسب وحرب العصابات وقد وقعت العديد من تلك الخلايا في قبضة المؤسسة الامنيه بما في ذلك بامانة العاصمة وماتزال أجهزة الأمن تؤدي مهامها لمواجهة اي نوع من المفاجئات التي قد تحاول التشويش الإعلامي والضغط بهدف وقف إطلاق النار وأعطى الموضوع أبعاد أخرى مثلما يحاولون الدخول الى مدينة صعده والمواجهة مع القوات المسلحه والامن في المدن لتأخذ الحرب بعد أنساني للخارج ومعنوي للمتمردين وارباك للقيادات السياسية والعسكرية خلال ساعات ستبدأ الحرب البرية وسيبدأ الحسم النهائي للتمرد الحوثي يصعده خاصة وان الغالبية العظمى من الوحدات لم تدخل الحرب بعد حتى الان نعم يبدا الحسم العسكري مالم تحذث مفاجئات كأن يقبل المتمردين بالشروط الستة التي أعلنتها اللجنة الامنيه العلياء لوقف اطلاق النار على المتمردين وخلال الساعات التي لن تطول سيتضح المشهد. وتفيد الأخبار الواردة من محور حرف سفيان ان لواء العمالقة يحقق بطولات وملاحم واستطاع ان يلحق بالمتمردين هزائم قاسيه وقتل العشرات منهم واسر الكثير منهم وملاحقة فلولهم في الجزء الغربي من حرف سفيان الذي كانوا يستخدمونه مركزا لانطلاق هجومات على افراد الجيش هناك للتشويش على سير المعركة وتشير الأنباء الى تمكن لواء العمالقة من تأمين الطريق باتجاه صعده وهو ما اكده المكتب الإعلامي للمتمردين لاحقا انهم انسحبوا من حرف سفيان لضمان وصول الإمدادات الإنسانية للنازحين وهذا هو مبرر هزيمتهم القاسية في حرف سفيان مثلما برروا دعوتهم إلى وقف إطلاق النار بأسباب ومبررات مشابهه بينما ارض المعركة تفيد بغير ذلك خاصة من ناحية استماتة المتمردين في الاستيلاء على بعض المواقع المهمة حول مدينة صعده كنوع من الهجومات الانتحارية البائسة المهزومة الامر الذي كلفهم عشرات القتلى والجرحى والأسرى بعد تقهقرهم في كل المواقع المتواجدين بها قبل بدء الهجوم البري الكاسح وفي السياق ذاته أعلن مصدر عسكري أن وحدات قوات الجيش حققت تقدما في حربها ضد الحوثيين وأنها تمكنت من تدمير عدد من المواقع التي يتمركز فيها الحوثيين. وقال المصدر لوكالة الأنباء اليمنية " سبأ " انه تم تدمير سيارة للحوثيين كانت تحمل أسلحة لعناصر من الجماعة في منطقة المنزلة، بالإضافة إلى سيطرة الجيش على خمسة أوكار للحوثيين في قرية ذو سليمان التي يتواجد فيها القائد الحوثي صالح سويدان. وأكد المصدر مقتل 11 من عناصر الحوثيين في منطقة دماج، و قصف مواقعهم في المشتل والعند وسنبل وألحقت في صفوفها خسائر كبيرة. وذكر المصدر استمرار الاشتباكات مع خلية حوثية في منطقة صعده القديمة وانه جرى تطويق الخلية التي حاولت الاعتداء على أفراد الأمن والمواطنين ويجري التعامل معها لإجبارها على الاستسلام. أشار المصدر إلى أن الحوثيين قتلوا مواطنين أعزلين من السلاح وإصابة أثنين آخرين في بني معاذ، مضيفاً " بأن تلك العناصر تواصل زرع الألغام الأرضية والعبوات الناسفة في الطرقات لغرض إعاقة حركة السير ووصول الإمدادات للنازحين ".