تسود حالة من التفاؤل أوساط القطريين بأن رهانهم على الفوز بتنظيم كأس العالم لكرة القدم لن يخيب، وذلك وفق ما رصدته وكالة الأنباء الألمانية التي تقول إن قطر تطمح لإضافة تنظيم المونديال إلى أحداث كبرى سياسية واقتصادية ورياضية راهنت عليها ونجحت فيها. وتقول الوكالة إنه "لا شيء يعلو هذه الأيام في كل أنحاء دولة قطر -الإمارة الخليجية الصغيرة- على صوت كأس العالم 2022، فالناس مشغولون في العاصمة الدوحة بحدث واحد هو الملف القطري لاستضافة النهائيات العالمية". وأشارت الوكالة إلى توجه وفد قطري كبير وحضور غير مسبوق إلى مدينة زيورخ السويسرية لمتابعة العرض التفصيلي والنهائي لملف قطر 2022 في مقر الفيفا، حيث حضر أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني العرض الذي شاركت فيه حرمه الشيخة موزة بنت ناصر المسند، وكذلك نجله الشيخ محمد بن حمد الذي يرأس الملف القطري. وتلفت وكالة الأنباء الألمانية إلى أن قطر رغم صغرها حققت حضورا غير مسبوق في مثل هذه الفعاليات، مما يدعم طموحها الكبير في الرهان على كسب هذا السباق المحموم. طموح كبير وتطمح القيادة القطرية لإضافة تنظيم نهائيات كأس العالم إلى أحداث كبرى راهنت قطر عليها ونجحت فيها، وأهمها تنظيم مؤتمر منظمة التجارة العالمية في نوفمبر/تشرين الثاني 2001، أي بعد أقل من شهرين فقط على وقوع هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001. كما أن قطر نجحت اقتصاديا خلال فترة لا تتجاوز العقد في أن تصبح أكبر منتج ومصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم بطاقة قدرها 77 مليون طن سنويا، وهو ما أحدث ثورة قلبت الموازين على صعيد قطر الداخلي وعلى الصعيد العالمي. وعلى الصعيد الرياضي تمتلك قطر خبرة مهمة في تنظيم الأحداث الكبرى، حيث استضافت كأس العالم لكرة القدم للشباب عام 1995 ودورة الألعاب الآسيوية عام 2006. ولم تترك القيادة القطرية ممثلة في أمير البلاد ومنذ اللحظة الأولى لفكرة تنظيم المونديال شيئا للصدفة، وبعيدا عن أنظار ومراقبة الآخرين قاد التخطيط الطموح لتحقيق هدف استضافة هذا الحدث العالمي الكبير لأول مرة في الشرق الأوسط مستعينا بخبرة الأصدقاء، حيث تم الإعلان عن استثمارات طموحة لإقامة شبكة عصرية للمواصلات ستكون الأكبر والأحدث في الشرق الأوسط، تربط جميع أنحاء الدولة بشبكة قطارات سريعة إضافة إلى ربطها بدول الجوار الخليجي. كما ستفرغ قطر العام المقبل من بناء المرحلة الأهم للمطار الدولي الجديد الذي سيستقبل 50 مليون راكب سنويا، مما سيضعه في مقدمة المطارات بالمنطقة. تقنيات حديثة ثم كشفت قطر ضمن ملفها عن تقنيات حديثة ستحدث ثورة في بناء ملاعب الكرة في مناخات حارة شأن المناخ في قطر حيث تصل درجة الحرارة في الصيف إلى 50 درجة تحت الظل، في حين ستلعب النهائيات في هذه الملاعب تحت درجة حرارة تتراوح بين 20 و27 درجة مئوية. ويؤكد رئيس الملف القطري الشيخ محمد بن حمد آل ثاني أن بلاده استوفت المتطلبات التنظيمية للبطولة، "وسيقوم نظام المترو الجديد بربط جميع الملاعب ال12". من جانبه، يقول الرئيس التنفيذي للجنة الملف حسن الذوادي إنه "حان دور الشرق الأوسط لاستضافة كأس العالم، وأمام الفيفا ومجتمع كرة القدم في العالم فرصة العمر لتغيير مشاعر وأفكار الناس عن الشرق الأوسط، وتغيير الاقتصادات في العالم وتغيير كرة القدم نفسها". وتختم وكالة الأنباء الألمانية بالإشارة إلى حرص أمير دولة قطر على متابعة ملف تنظيم كأس العالم بنفسه، مؤكدة أنه قدم دعما كبيرا له حين قام بزيارات دولية شملت كل دول أميركا اللاتينية المؤثرة مثل البرازيل والأرجنتين وأورغواي وتشيلي وغيرها. كما كان الملف حاضرا دائما في ملف العلاقات القطرية المميزة مع كل من ألمانيا وفرنسا. المصدر: الألمانية