الخبرة أم الشباب؟ سؤال طالما لازم مباريات كرة القدم في كل زمان ومكان، وبات مرتبطاً بأسلوب وطرق لعب فرق ومديرين فنيين، يعتمد بعضهم على عنصر الخبرة واللاعبين كبار السن نسبياً، في حين يرى الآخر الأمل في الشباب. ومباراة الأربعاء في دوري أبطال أوروبا بين ميلان الإيطالي وأياكس أمستردام الهولندي مثال واضح لفريقين يعتمد أحدهما على خبرة لاعبيه والآخر على حيوية الشباب، وإن كانت المباراة تحصيلاً حاصلاً نظراً لأن الفريقين تحدد موقفهما من البطولة، إذ ضمن ميلان الصعود إلى دور ال 16 برفقة ريال مدريد الإسباني، وغادر الفريق الهولندي المنافسات ومعه أوكسير الفرنسي. ورغم غياب عنصر المنافسة بين طرفي اللقاء بعد أن حسما موقفيهما، فإنه يعد اختباراً حقيقياً لميلان، ليس على مستوى الإدارة الفنية أو اللاعبين، وإنما على قدرات "عواجيز" الفريق على مجاراة "خيول" أياكس، التي تبدو قادرة على إحراج حامل اللقب عام 2007 إذا ما تمكنت من استغلال فارق السن بين لاعبي الفريقين.
مقارنة ظالمة وبالنظر سريعاً إلى تشكيلة المباراة التي جمعت ميلان بأياكس في الجولة الثانية من دور المجموعات قبل شهر ونصف من الآن في العاصمة الهولندية وانتهت بالتعادل 1-1، نجد أن تشكيلة ال"روتزونيري" مكونة من: كرستيان أبياتي (33 عاماً)، أليساندرو نيستا (34 عاماً)، تياغو سيلفا (26 عاماً)، جيانلوكا زامبروتا (33 عاماً)، جينارو غاتوسو (32 عاماً)، كلارنس سيدورف (34 عاماً)، لوكا أنتونيني (28 عاماً)، أندريا بيرلو (31 عاماً)، ماتيو فلاميني (26 عاماً)، روبينيو (26 عاماً)، زلاتان إبراهيموفيتش (29 عاماً). أي أن أكثر من نصف لاعبي التشكيلة الأساسية تخطى حاجز الثلاثين عاماً، بينما يبلغ أقل اللاعبين سناً 26 عاماً. وعلى النقيض تماماً تجد أعمار لاعبي أياكس الذين بدؤوا المباراة ذاتها: مارتن ستكلنبرغ (28 عاماً)، غريغوري فان دير فيل (22 عاماً)، توبي ألديرفيريلد (21 عاماً)، إيربي إيمانويلسون (24 عاماً)، يان فيرتونغن (23 عاماً)، فورنون أنيتا (21 عاماً)، إيونغ إينوه (24 عاماً)، سيام دي يونغ (21 عاماً)، ديمي دي زيو (27 عاماً)، منير الحمداوي (26 عاماً)، لويس سواريز (23 عاماً). فهناك 3 لاعبين فقط في التشكيلة الأساسية ممن تزيد أعمارهم على 25 عاماً، من بينهم ستكلنبرغ حارس المرمى.
أسهم ميلان "في النازل" فالمقارنة بين حيوية ونشاط لاعبي الفريقين غير عادلة من الأساس، ولا يستثنى من ذلك اللاعبون الجالسون على مقاعد البدلاء في الطرفين، بل إن الاحتياطيين في ميلان ربما يتجاوز متوسط أعمارهم اللاعبين الأساسيين، والعكس صحيح في الفريق الهولندي. إن كان ميلان ضمن التأهل إلى الدور التالي من دوري أبطال أوروبا، فإنه لم يضمن بعد الوصول إلى الأدوار المتقدمة من المسابقة، وعلى المسؤولين عن التعاقدات في النادي وعلى رأسهم المدير الفني ماسيمليانو أليغري النظر بعين الاهتمام إلى هذا النقطة، التي ربما تطيح بالنادي خارج المسابقات الكبرى في المواسم المقبلة. من مهند الشناوي Eurosport