يبدو أننا أمام مشهد مضحك بشكل كبير جدا اسمه وثائق ويكيليكس فهذا الموقع الذي ظهر فجاءة وبدون مقدمات أصبح أشهر موقع في العالم بل أصبح صاحب الموقع معروف أكثر من نجوم السينما وكل ذلك بسبب نشره لوثائق سريه أمريكية، ولكن السؤال لمصلحة من يتم نشر هذه الوثائق؟ ومن هو المستفيد من نشر هذه الوثائق؟. هناك توقيت في نشر الوثائق مريب جدا وكذلك يوجد انتقاء في نشر الوثائق فليس كل الأزمات ينشر عنها، هنا يبدو أننا أمام مسرحية ويكيليكس التي تخدم أطرافا معينة بل أن نشر هذه الوثائق لم يضر السياسة الأمريكية وعلى العكس خدمها. في المرة السابقة وبعد اتفاق الكتل العراقية على تسمية نوري المالكي على رئاسة الوزراء سربت وثائق أن المالكي يقود التعذيب في العراق ويبدو أن النشر يتفق مع رفض الإدارة الأمريكية للمالكي وجاء هذا النشر مع التوافق الإقليمي وهنا الاتفاق السوري – التركي – الإيراني على نوري المالكي وبالتالي خضوع واشنطن لهذه الرغبة وعليه كان هذا النشر المحاولة قبل الأخيرة لضرب المالكي سياسياً و«فركشت» التوافق عليه لرئاسة الوزراء ولكن ذلك لم ينجح. وفي هذه المرة والولايات المتحدة تستعد لشن عدوان عسكري على إيران نشاهد أن وثائق تتعلق بعلاقة إيران بدول الخليج العربي يتم فبركتها لخلق فتنه بين إيران ودول الخليج ومن ثم تعميق الخلافات للهجوم على إيران بتحييد إقليمي ولكن هذا المسعى لن ينجح لان الرئيس الإيراني أكد على عمق العلاقة مع دول الخليج ورفضه لما جاء في هذه الوثائق. وجاء ضمن الوثائق ما يتعلق بالعلاقات الفلسطينية – الفلسطينية والادعاء بان مصر وحركة فتح وافقوا على الهجوم على غزه وتأتي هذه الفبركات في ظل محاولات للوصول للمصالحة الفلسطينية في اجتماعات دمشق ويبدو أن من فبرك هذه الوثائق يسعى لزيادة الشق والخلاف بين فتح وحماس وتعميق الانقسام الفلسطيني. لم تتسرب الوثائق التي تدين العدو الصهيوني في عدوانه على غزة والجرائم المرتكبة هناك، وعدوان الصهيانية على أسطول الحرية أين هي أسرار هذه العملية؟ وما حجم التدخل الأمريكي في لبنان ودورها في الفتنة الحالية هناك، وحقيقية تسييس المحكمة الدولية. لكن يبدو اننا لن نشاهد ذلك حاليا بل سوف نشاهد وثائق تظهر عندما يتفق اللبنانيون مع بعضهم ويتم اجهاظ الفتنة سوف نشاهد من يظهر وثائق لفك الوحدة الوطنية ونبش التاريخ، ادعاء خرق الحماية الأمريكية لوثائقها لأكثر من مرة ومن قبل شخص واحد هو كلام غير مقنع ولا يصدق فبالتأكيد صاحب موقع ويكيليكس لا يمتلك عصا سحرية فالتسريب أما أن يتم من الملفات أو التسريب الالكتروني وكل تلك الوسائل من السهل اكتشافها بل وضبط الموضوع فمؤسسات أو دول صغيره لا يستطيع احد كشف أسراها وليس البنتاجون أو وزارة الخارجية الأمريكية!!.