مثلما يتأهب شيكابالا وزملاؤه لهز شباك الأهلي، ويستعد عاشور ورفاقه للسيطرة على حصان الزمالك الجامح، فإن جماهير الفريقين تستعد كذلك لمعركة حربية في شوارع القاهرة.. ربما أكون مبالغا بعض الشيء، لكن هذه هي الصورة التي وصلتني من قلب الحدث في القاهرة بناء على ما يكتب ويذاع في الصحف ووسائل الإعلام، ومن المؤكد أنها لم تصلني وحدي. فالعديد من المواقع والصحف أفردت مساحات لتصريحات من مسؤولين وصحفيين مقربين من الأندية تحذر من تدهور الأوضاع بين جماهير الفريقين، بل ووصل الأمر إلى مطالبة الفتيات بعدم الذهاب إلى المباراة خوفا من حالات اختطاف وتنكيل وكأنها حرب أهلية اندلعت فجأة وربما تكون الصورة التي وصلتني مخطئة أو أن أصحاب تلك التقارير يزيدون من التهويل بحثا عن مزيد من الإثارة في برامجهم، لكن الكارثة الحقيقية والتي لا أتمناها أبدا أن يصل تفكير بعض المتعصبين لهذا النادي أم ذاك إلى هذا الحد من الإجرام. ولكن للأسف فبعض الأحداث التي وقعت مؤخرا تشير إلى أن حدوث ذلك ممكن جدا، فمن كان يتخيل أن تحطم جماهير الزمالك مقر الأهلي بسبب مباراة كرة يد، أو أن يقوم جمهور الأهلي نفسه بتحطيم صالة ناديه في مباراة لكرة السلة؟ فما بالك بكرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في مصر؟! وللأسف أيضا فإن أصابع الاتهام دائما ما تتجه نحو مجموعات الألتراس، ولما لا وهم السبب الرئيسي في ارتفاع نبرة التوتر بين الجماهير، فألتراس أهلاوي ارتكبوا خطأ ينم عن جهل شديد عندما رفعوا لوحة "الزمالك نادي المختلط والإنجليز"، ورد عليه ألتراس زمالكاوي بحملة "الأهلي نادي الماسونية"، رغم أنني أجزم وأقسم أن 90% منهم لا يعرف ما هي الماسونية من الأصل. وللأسف انجرف مجموعة من أصحاب التأثير مثل إبراهيم عيسى الذي انبرى يفتش في ملفات التاريخ لإثبات أن الأهلي نادي ماسوني، وشيكابالا الذي شارك في سباب جماعي مع جماهير الزمالك، من المؤكد أنه سيكون الفتيل المشتعل لأي أحداث شغب بين الجمهورين في المباراة. في جميع أنحاء العالم يفخر الناس بتاريخهم وماضيهم، لا يشوهونه لحساب آخرين، وجدوا أن كرة القدم هي ما تجمع المصريين فوجدوا الحل في تفريقهم من خلالها بالتفرقة بين جماهير قطبيها. فالأهلي والزمالك ناديان وطنيان وكل من يشكك في وطنيتهما مغرض، وإذا كان الناديان في وقت من الأوقات يرضخان تحت سيطرة محتل، فمصر كلها كانت تحت الاحتلال، فهل هي ماسونية أو صهيونة؟ إنني أعلم أن معظم جماهير الألتراس من رواد الإنترنت إن لم يكن جميعهم، ولذلك أريد أن أوجه إليهم رسالة، أنتم من أشعلتم شرارة الفتنة فعليكم أن تطفئوها بأنفسكم، وإهانة النادي المنافس لا ترفع من شأن ناديك، بل على العكس تجلب الوبال عليه. إن تركيز جهودكم على تشجيع فريقكم يضع جهودكم في مكانها الصحيح، ويجعلكم لاعبه رقم 1، بدلا من لعب دور "الشرير". عن المباراة: * نظريا ومنطقيا وبعيدا عن أي عواطف، فإن الزمالك يملك كل مقومات الفوز بالمباراة، فلديه الفورمة الفنية، والرغبة القوية في الفوز والاستقرار الفني، بالإضافة إلى تألق شيكابالا الذي لن يفوت فرصة من أجل التسجيل. * أعتقد أن حسام حسن من الدهاء الذي يجعل شيكابالا طعم لجذب انتباه أنظار زيزو ولاعبي الأهلي، لكن "الشغل" كله سيكون على الجهة المقابلة له. * النقطة الوحيدة التي أراها قد تقلب المباراة في صالح الأهلي هي حسام حسن نفسه، فالمثل يقول "غلطة الشاطر بألف"، والدليل على ذلك مباراة الكأس الموسم الماضي عندما أجرى تغييرا اضطراريا في بداية المباراة فأهداها لمنافسه. * إحصائية مخيفة أن محمود أبو السعود خاض 6 مباريات مع الأهلي، اهتزت شباكه خلالها 9 مرات، منهم 6 مسؤوليته.. أعتقد أنه يحتاج إلى معجزة للحفاظ على نظافة شباكه. * أبو تريكة ووائل جمعة وجدو وسيد معوض يقدمون سلسلة من العروض المتواضعة في الآونة الأخيرة، فهل يستطيعون القيام بثورة على مستواهم تقلب موازين القمة؟ صراحة أشك، فقد انتهى عهد الثورات في الكرة المصرية! محمد سيف