ما الذي ينوي الجيش المصري فعله إزاء تطورات الأحداث الجارية في مصر التي دخلت منعطفا خطيرا بعد الاشتباكات العنيفة بين المحتجين المناهضين لنظام الرئيس حسني مبارك والمؤيدين له؟ فمنذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية قبل أسبوع والمؤسسة العسكرية تحاول أن توازن الضغوط المتباينة التي تتعرض لها من الشارع من جهة ومن مبارك من جهة أخرى. وتقول رولا خلف -الصحفية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط- في مقال نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية اليوم إن الجيش بدا للوهلة الأولى كأنه عثر على منزلة وسطى بين الطرفين. فقد كسب العسكر ثقة المحتجين بالإعلان عن عدم نيتهم استخدام القوة ضدهم، ووصفوا مطالبهم بالمشروعة. كما أنهم أقنعوا الرئيس مبارك لكي يعلن أنه لن يترشح لإعادة انتخابه في سبتمبر/أيلول المقبل. وبدوا على استعداد لتنفيذ المخطط الأميركي فيما يتعلق بانتقال "منظَّم" للسلطة. وفي تعليقه على أداء الجيش المصري مؤخرا، قال الأدميرال مايك كولن –رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة- في وقت سابق هذا الأسبوع إن الجيش تعامل مع الوضع بشكل ممتاز. على أن كاتبة المقال ترى أن الجيش لم يتعرض لاختبار فعلي بعد في وقت تدخل فيه مصر فترة انتقالية "متقلبة الأطوار، وربما عنيفة". على أن ما يدعو للقلق الشديد -تقول رولا- هو أن الجنود سمحوا للمتظاهرين المؤيدين لمبارك بالدخول إلى ميدان التحرير حيث اصطدموا بآلاف المحتجين المطالبين برحيل الرئيس. واستشهدت الكاتبة في مقالها برأي أحد المحللين بالقاهرة حيث رأى أن الجيش المصري يحاول تطبيق طريقة فعالة ومتصلبة رغبة منه في وضع حد للاحتجاجات. فالجيش –وفقا للمحلل- يريد من المعارضة أن تعود إلى ميدان أكثر راحة وهو الدخول مع الحكومة في حوار يستغرق شهورا يكون النظام هو المتحكم في آلياته. وتختم الكاتبة مقالها بما قالته لوسي جونز -وهي محللة لشؤون الشرق الأوسط بإحدى المؤسسات الاستشارية- بأن الجيش المصري ظل يأمل في الخروج سالما من الأزمة بالبقاء خطوة بمنأى عنها ومن ثم حماية مواقفه القديمة. غير أن المحللة ترى أن العنف الذي شهده ميدان التحرير أمس الأربعاء قد عرَّض موقف الجيش ذاك إلى الخطر. المصدر: فايننشال تايمز