نفى مسؤول رفيع في حكومة الرئيس هوجو تشافيز الأنباء بأن الزعيم الليبي معمر القذافي في طريقه إلى فنزويلا. وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيج قد قال ان لديه معلومات تشير الى أن القذافي فر من البلاد وسط احتجاجات عنيفة في عدة مدن هزت استقرار حكومته وأنه في طريقه الى فنزويلا. في غضون ذلك ذكرت تقارير أن الاحتجاجات المناوئة للحكومة والقذافي تتواصل في العاصمة طرابلس وأنباء عن تعرض المتظاهرين إلى إطلاق نار حي. من جانبه أعلن التلفزيون الرسمي الليبي ان قوات الأمن تشن حملة على ما وصفه ب"اوكار التخريب والرعب" ودعت الليبيين الى التعاون معها "لبسط الامن" في البلاد التي تشهد تظاهرات عارمة للاطاحة بنظام معمر القذافي. كما ذكر التلفزيون من قليل أن سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي شكل لجنة تحقيق تضم جمعيات حقوقية اجنبية لتحديد اسباب "سقوط العديد من الضحايا" خلال التظاهرات التي تشهدها البلاد. وقد تزايد عدد المتظاهرين في شوارع العاصمة طرابلس، منذ ليل الأحد، الذين يهتفون لإسقاط نظام الحكم واستمر اطلاق النار، والغاز المسيل للدموع من قبل السلطات الليبية لتفريق المتظاهرين. كما أشارت أنباء عن اقتحام المتظاهرين مبنى التلفزيون الرسمي، وإحراقهم عددا آخر من المباني الحكومية. يأتي هذا في الوقت الذي قال متحدث باسم الاممالمتحدة ان الامين العام بان كي مون أدان استخدام العنف ضد المتظاهرين في ليبيا خلال اتصال هاتفي مع القذافي وطالبه بضرورة "وقف العنف فورا". من جانبه أدان الاتحاد الاوروبي قمع الحكومة الليبية للمتظاهرين داعيا جميع الاطراف الى ممارسة ضبط النفس. وأصدر وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي بيانا قالوا فيه ان الاتحاد "يدين القمع المتواصل ضد المتظاهرين في ليبيا ويستنكر العنف ومقتل مدنيين". وكان وزير الخارجية البريطاني قد صرح أن الحكومة البريطانية استدعت السفير الليبي الى لندن للتعبير عن احتجاجها على القمع الدموي للمحتجين، وسقوط المئات من القتلى والجرحى. وقد أعلنت عدة دول اوروبية عن خطط طوارئ لاجلاء رعاياها من ليبيا، وارسل بعضها طائرات نقل حربية لتنفيذ عملية الاجلاء. وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية أن السلطات الايطالية أعلنت حالة التأهب القصوى في جميع قواعدها الجوية اثر هبوط طائرتين عسكريتين ومروحيتين مدنيتين قادمة من ليبيا في مالطا في وقت سابق. وفي واشنطن ذكر مسؤول في الادارة الامريكية الاثنين ان الرئيس باراك اوباما يدرس "جميع كل الخطوات المناسبة" للرد على الاحداث التي تجري في ليبيا داعيا نظام القذافي إلى عدم استخدام القوة ضد المتظاهرين. ودعت وزارة الخارجية الروسية كافة الأطراف في ليبيا إلى ايجاد حل سلمي عبر الحوار الوطني لوضع حد لاعمال العنف التي تجتاح وكان سيف الاسلام القذافي نجل الرئيس الليبي قد أشار في خطاب على التلفزيون الرسمي الليبي الى اجراء عدد من الاصلاحات لتهدئة الاحتجاجات المتصاعدة في ليبيا محذرا من تحول الاحتجاجات الى حرب اهلية ومن خطر تقسيم البلاد الى عدة ولايات. واضاف ان ليبيا ليست مثل مصر وتونس فهي مجتمع قبلي مسلح مما سيؤدي الى سقوط مئات القتلى و"ستسيل أنهار من الدماء". وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قدرت عدد القتلى الذين سقطوا في ليبيا منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية في 15 فبراير/شباط ب 233 قتيلا على الاقل. وقالت المنظمة أن 60 سقطوا في مدينة بنغازي وحدها.