ينفي عباس علمه بالمسؤول عن الموافقة على التاجيل تواصل القوى الفلسطينية المختلفة انتقاداتها للسلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس بسبب تاجيل بحث تقرير جولدستون بشان الحرب على غزة في الاممالمتحدة. وفي احدث الهجمات، انتقد نبيل عمرو عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطيينة الرئيس محمود عباس لما قال انها مسؤوليته عن ارجاء مناقشة تقرير جولسدتون الى مارس/اذار المقبل. كما اعلن عمرو، في مقابلة مع بي بي سي، انه قدم منذ نحو شهرين استقالته من جميع مناصبه في السلطة الفلسطينية ولم يعد سفير فلسطين لدى مصر او في الجامعة العربية. وحمّل القيادي الفلسطيني عباس المسؤولية عن التاجيل مطالبا اياه بالعودة الى الوطن المشتعل بسبب هذه الخطوة وايجاد حل للامر. وقال نبيل عمرو: "اما التاجيل، ثم انكار المعرفة بالتاجيل، فهذه مسالة اعتقد انها تحدث لاول مرة في تاريخ العمل السياسي". واكد على مسؤولية الرئيس باعتبار ان الحكومة وكل المؤسسات تتلقى اوامرها منه. ضغوط اسرائيلية على صعيد اخر، ذكر مسؤول في وزارة الخارجية الاسرائيلية لمراسل بي بي سي في القدس ان اسرائيل منعت اي تصريحات بخصوص تاجيل تقرير جولدستون لتخفيف الضغوط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ونشرت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية في عدد امس الاثنين ان اسرائيل هددت الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالكشف عن شريط يظهر فيه عباس وهو يحاول اقناع وزير الدفاع الاسرائيلي، ايهود باراك، بمواصلة الحرب على قطاع غزة، وذلك في حال رفض عباس تأجيل البحث في تقرير جولدستون. واضافت الصحيفة ان السلطة الفلسطينية رفضت بداية الاستجابة لمطلب إسرائيل بسحب دعمها للتقرير، وعندها عرض الاسرائيليون عدة اشرطة يظهر فيها كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية يشجعون اسرائيل على مواصلة الحرب على قطاع غزة. وتابعت الصحيفة ان اسرائيل هددت بالكشف عن محتويات هذه الاشرطة لوسائل الاعلام، الامر الذي ادى إلى التراجع الفلسطيني المفاجئ. انتقادات مختلفة اتهم تقرير جولدستون كلا من إسرائيل وحماس بارتكاب جرائم حرب خلال حرب غزة وكان رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة، اسماعيل هنية، انتقد قرار سحب تقرير جولدستون وقال ان تاجيل التصويت عليه "تفريط غير مسبوق". كما اتهمت حركات سياسية فلسطينية السلطة الفلسطينية بالمسؤولية عن سحب التقرير من التداول. يذكر ان الرئيس عباس امر في وقت سابق بتشكيل لجنة للتحقيق بملابسات قرار الموافقة على تاجيل التصويت على احالة تقرير جولدستون الى الجمعية العامة للامم المتحدة، وذلك في اعقاب الانتقادات التي وجهت للسلطة الفلسطينية لعدم معارضتها تاجيل مناقشة التقرير. ونفى عباس ان يكون هو وراء قرار تاجيل عملية التصويت على القرار الاسبوع الماضي. وكانت اربع منظمات فلسطينية لحقوق الانسان ادانت عدم معارضة السلطة الفلسطينية تاجيل مناقشة تقرير جولدستون في الجمعية العامة. وجاء في بيان مشترك اصدرته المنظمات الاربع: "ان موافقة القيادة الفلسطينية على التاجيل، بفعل الضغط الامريكي، هو تقديم للسياسة على حقوق الانسان واهانة لضحايا الهجمات الاسرائيلية في غزة". وقالت مصادر دبلوماسية ان التاجيل جاء نتيجة ضغوط من الولاياتالمتحدة التي انضمت حديثا إلى المجلس. يذكر ان تقرير جولدستون اتهم كلا من اسرائيل وحماس بارتكاب جرائم حرب خلال حرب غزة، وقد يرقى بعضها الى درجة جرائم ضد الإنسانية. واوصى التقرير بتقديم مرتكبي جرائم الحرب من الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني الى المحكمة الجنائية الدولية.