طرابلس وكالات اعلن مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو امس انه بدأ بإجراء تحقيق اولي في اعمال العنف في ليبيا، وهو المرحلة التي تسبق تحقيقا محتملا حول ارتكاب جرائم ضد الانسانية، وذلك بعد تلقي طلب من مجلس الامن الدولي. وقال مدعي المحكمة الجنائية الدولية ان «مكتب المدعي ينظر حاليا في معلومات عن حصول هجمات واسعة النطاق او منهجية بحق السكان المدنيين». في غضون ذلك، استمر الثوار في ليبيا بتحدي نظام القذافي ومرتزقته، وصد المحتجون المناهضون للزعيم الليبي هجوماً لقوات موالية له قرب مصراته امس وأسقطوا طائرة عسكرية. وقال شاهد عيان «أسقطت طائرة هذا الصباح أثناء إطلاقها النيران على محطة إذاعية محلية واحتجز المحتجون طاقمها», وأضاف «القتال للسيطرة على قاعدة عسكرية قرب مصراته بدأ الليلة الماضية ومازال مستمراً». من جانبه، قال ناطق باسم المعارضة «قامت المروحية باطلاق ثلاثة صواريخ على هوائي البث لاذاعة مصراته. تم الرد عليها برشاش مضاد للطائرات وتمت اصابتها». كما اكد الناطق ان قوات «كتيبة حمزة الامنية» التابعة للقذافي قامت «بخطف أكثر من 400 طالب من طلبة الكلية الجوية» الواقعة في ضواحي مصراته واقتادتهم الى مقرها المجاور للكلية. وانها ربما تعمد إلى استعمالهم كدروع بشرية لصد أي هجوم محتمل من الثوار لتطهير المكان وطردهم خارج المدينة أو تجنيدهم للقتال معهم». واكد وصول «دعم يتمثل في عتاد وجنود من المرتزقة إلى كتيبة حمزة الأمنية، الأمر الذي يعني انها تستعد لشن هجوم آخر على المدينة في محاولة للسيطرة عليها». خطف وتعذيب في سياق متصل، اختطفت قوات القذافي مجموعة من شباب الثورة في مصراته وقادتهم الى مقر عسكري بمنطقة ماجر جنوب زليتن. وهم يتعرضون الى أبشع انواع التعذيب والتنكيل والآهانة، وقد تم نزع أظافرهم. وعرضت قناة الليبية أحدهم وهو في حالة يرثى لها من أثر التعذيب. إلى ذلك، افادت معلومات صحفية ان مدينة صبراته لا تزال تحت سيطرة قوات القذافي، إضافة إلى مدينة طرابلس التي قام النظام فيها بشراء ذمم المواطنين بصرف 400 دولار لكل منهم، وشهدت البنوك ازدحاماً من المواطنين لصرف المنحة. غير ان بعض الاحياء مثل فشلوم وتاجوراء بقيت عصية على تغرير القذافي واعوانه. واستهدفت غارات جوية للقوات الموالية للقذافي مخازن ذخيرة في مناطق اجدابيا والرجمة (15 كلم جنوب بنغازي) التي تسيطر عليها المعارضة. وتعذر تحديد حجم الأضرار. وأشار جندي احتياط في بنغازي إلى أن الغارات تم صدها بالمدفعية المضادة. الزحف إلى العاصمة في غضون ذلك، أعلن رئيس المجلس الوطني المؤقت في مدينة بنغازي مصطفى عبد الجليل أن جيش الثورة سيسيطر على العاصمة طرابلس بالقوة ما لم تحرر نفسها. وأبلغ عبد الجليل شبكة «سكاي نيوز» امس (الاثنين) أن طرابلس «تقاتل ضد القمع الآن وحين تسقط سيتبعها النظام، بعد أن بدأ الدعم حول القذافي في الانهيار». رفض تدخل عسكري غربي وفيما ناشد المجتمع الدولي «المساعدة وفرض حظر جوي لمنع القذافي من جلب المرتزقة إلى ليبيا»، شدد الوزير الليبي السابق على رفض أي تدخل عسكري أجنبي في بلاده. وقال «إن أي تدخل سيواجه بقوة أكبر من القوة التي نستخدمها ضد القذافي». وأضاف «ما يريده الليبيون هو دولة حرة وديموقراطية دينها الإسلام وتحترم جميع الأديان الأخرى وتنبذ العنف، ونحن نريد إقامة دولة تفصل بين السلطة وتحترم القانون وسنجعل مسألة حقوق الإنسان جزءاً من الدستور الجديد للبلاد». بدائل المنشقين في غضون ذلك، عين امانة مجلس الشعب (البرلمان) وزيرين جديدين للامن العام والعدل خلفاً للوزيرين المنشقين مصطفى عبد الجليل واللواء عبد الفتاح يونس، اللذين انضما إلى المتظاهرين. المنفى «أحد خيارات» القذافي في غضون ذلك، قال البيت الأبيض إن المنفى هو «أحد الخيارات» التي ترضي مطالبته بتنحي الزعيم الليبي معمر القذافي الذي يواجه احتجاجات في بلاده. إلا أنه لم يكشف عما إذا كانت الولاياتالمتحدة مستعدة لتسهيل خروج القذافي من ليبيا.