عبارة ترددت على مسامعنا هذه الايام في بعض الاقطار العربية تعكس حقيقة ما اقصده من وراء اختياري لعنوان مقالتي هذه وهو العنوان الحقيقي الذي يجسد واقع ما تعيشه الشعوب العربية من مآسٍ وآلام، كما انه العنوان الحقيقي لمخطط تدميري صهيوني يستهدف الوطن العربي وشعوبه وينفذ بعقول وخبرات عربية عميلة ومأجورة ولكن هذه المرة بطرق جديدة استخدم فيها المخرجون براءة شباب العربية الخالية عقولهم الناشفة من جرائم وخبث السياسة التي لا ترحم احداً. ومن خلال افواه الشباب البريئة استطاعت هذه القوى الحاقدة والعميلة النفوذ بهدوء الى مصالحها واهدافها الطامعة، وتمرير مخططات اسيادها الرامية لتمزيق اوصال الوطن العربي بعد ان فشلت مخططاتها التي استهدفتها تلك المخططات الحقيرة.
ولذلك فقد جاز القول ان شعار "الشعب يريد اسقاط النظام" والذي تم تعميمه على الشارع العربي خالي المضمون لكونه لا يحمل المبررات المقنعة لأعمال العنف والتخريب التي ادت الى الآن بإحداث فجوات الفراغ المؤسسي لادارة شئون حياة شعوب بعض الدول العربية التي تلقى جسدها الشعبي والرسمي الضربات الموجعة الأولى لذلك المخطط التخريبي الفتاك..
وان الشعار الذي اخترته لموضوعي هذا كعنوان رئيسي هو المعنى الحقيقي لخفايا واسرار ما يحدث على الساحتين المحلية والعربية.
ومن واقع ما آلت إليه احداث ذلك المخطط الدراماتيكي الممنهج في تونس ومصر وليبيا من اوضاع مأساوية على كافة الأصعدة ولذلك فاني ادعو واتمنى ان يبلغ صوتي كافة القوى السياسية واطراف العمل السياسي في بلادنا الى تحكيم العقل والعودة الى طاولة الحوار السياسي كمنطلق ديمقراطي تتولد من خلاله الحلول والمعالجات لكافة القضايا الوطنية العالقة وتغليب مصلحة الوطن على كل المصالح الشخصية.
كما ادعو أيضا منظمات المجتمع المدني الى تحمل مسئوليتها التاريخية إزاء ما يحدث واناشد باسم الوطن القيادة السياسية والعلماء والمشائخ والمثقفين والشخصيات الاجتماعية والسياسية ورجال المال والأعمال والنخبة في بلادنا ان يعملوا على تجنيب اليمن ويلات ومصائب المخططات التآمرية وان يغلقوا امامها ابواب الفتنة والشر التي تحاول عناصر العمالة الفاقدة لمصالحها فتح ابواب الشر للقضاء على المنجزات التنموية الوحدوية.
فاليمنيون على مر العصور متميزون عن غيرهم من الشعوب العربية والإسلامية بالحكمة والايمان التي من خلالها يتم القضاء على كل المؤامرات والدسائس الهادفة الى تمزيق نسيج سلامته وامنه الاجتماعيين وصمد ابناء اليمن بعزيمة وثبات عالي امام كل المخططات التآمرية التي رافقت كل مراحل الثورة والوحدة ومسيرتها التنموية.
كل ذلك لأن اليمنيين تمسكوا وبقوة بالحديث الشريف الذي وصفهم فيه المصطفى عليه السلام بقوله "اتاكم اهل اليمن أرق قلوبا والين افئدة.. الإيمان يمان والحكمة يمانية" صدق رسول الله...
وانا على ثقة بان اليمنيين سيصدقوا هذا الوصف بالإضافة الى ان المجتمع اليمني من شرقه الى غربه مجتمع محافظ ينبذ العنف والتطرف والطائفية.. تطغى على تكوينه الاجتماعي نزعة القبيلة الحاضرة دائما في كافة قضاياه ومشاكله الداخلية والتي من خلالها لم يسبق للمرأة اليمنية ان مارست حقها الديمقراطي في التعبير عن رأيها بهذه الطريقة التخريبية التي تبيح احتكاكها اللا اخلاقي بالرجال وتهين عزة وإباء المرأة اليمنية بالرغم من ان الديمقراطية التي نعيشها في اليمن منحت المرأة حقها في المشاركة العملية وكفلت لها الحرية في التعبير عن رأيها في شتى جوانب الحياة بعزة وكرامة.
ولعل الديمقراطية التي نعيشها في اليمن منذ عقدين من الزمن بحرية تامة هي الوحيدة على ما اعتقد في المنطقة التي تحمل طابع الشفافية ، إلا ان ما يجري اليوم من ممارسات خاطئة يؤكد استغلال بعض القوى لأجواء الحرية لتحقيق مصالح آنية..
فهل تعني الديمقراطية ايقاف عجلة التنمية؟ وهل تعني الحرية تعطيل المصالح العامة والخاصة؟ وهل تعني التعددية انتهاك الحرمات وترويع الآمنين وزرع الرعب والخوف في قلوب النساء والأطفال؟ وهل تعني الديمقراطية نشر اعمال الفوضى والعنف وقتل الأبرياء وتخريب المنشآت الخدمية والاعتداء على المنجزات الوطنية و...الخ؟
اسئلة كثيرة اتمنى ان نجيب عليها بعقلانية وصدق كل من تربطه علاقة بما يجري على الساحة الوطنية وكل من يدعي حب الوطن وهو يقف وراء كواليس الأحداث الجارية، وكل من يخشى كلمة الفصل الحقيقية التي سيقولها الشعب في صندوق الديمقراطية.
واخيرا اليمن امانة في اعناق الجميع وعلى كافة ابناء اليمن تحمل المسئولية كل من موقعه.. ليحفظ الله اليمن السعيد من كل سوء.