(واقعنا اليوم أشبه بطفل مشرد في احياء شعبية وقع بين مجموعة من الشواذ..! ) عرف أفلاطون الثورة بأنها تحول شبه طبيعي في شكل من أشكال الحكومة إلى شكل آخر، وما يحدث في اليمن يجعلنا نثير العديد من الاسئلة أولها هل من المعقول ان يثور صاحب القرار الاول في البلد على نفسه؟ علي محسن الاحمر هو الجنرل المسئول في حرب صيف 94 والشريك الرئيسي مع عبدالمجيد الزنداني في إنشاء تنظيم القاعدة الجهادي في اليمن والمحترف في كل الحروب في محافظة صعدة، ومن يمتلك القرارات في تعيين السفراء والوزراء والوكلاء والمدراء، ومن يصرف الرُتب والأوسمة العسكرية والإمداد الشهري المالي والغذائي لزعماء القبائل، ومن يدخل القصر الجمهوري بدون أي مراسيم دخول. فهل أستطاعت كرامة محمد البوعزيزي ان تؤثر فيه فجأةً وتمنحه الاحساس ان هناك سلوك قبيح وإستبدادي قهري خلال 32 عام فترة تولي أخيه صالح للرئاسة؟ هل روح البوعزيزي دفنت فكر الجنرال علي محسن الاحمر حتى اصبح يطالب بالثورة السلمية بالاسم ويلتحق بها بالدبابة؟! يجب على كل المطالبين بالثورة السلمية ان يرموا كل صلاحيتهم العسكرية والادارية والقبيلة خارج ساحة الثورة ( مجازاً )، اما من يستعرض بما نهبه من خيرات الوطن في شراء الدبابات على حساب المدارس والجامعات كي ياتي في لحظة ليستعرض قوته ويخطف ثورة الشباب بقوة الدبابة فهذا هو ما اخرج المدنيين العزل الى الساحة مطالبين برحيل الوجه الاخر من المستبد وهو الرئيس صالح. إننا اليوم جميعنا اليميين والمهتمين في الشأن اليمني أمام مسرحية هزيلة وهي مسرحة الثورة السلمية وكلمة (أرحل ) المخطوفة من قبل من نطالبهم بالرحيل لكن بصورة منمقة ومحسنة كونهم يمتلكون المال والقنوات الاعلامية ودبابات ومراكز اجتماعية ودينية ويسوقون هذه الثورة للمجتمع لدرجة بشعة في الاستخفاف بالعقول وكاننا جميعنا منحطين في الغباء! واجزم القول ان الرئيس صالح نجح في تشوية صورة الثورة السلمية ونجح في أبرز النافذين والفاسدين والملوثين بالدم أمثال الشيخ عبدالمجيد الزنداني وعلي محسن الاحمر وحميد الاحمر كي يقول للعالم هذه هي ثورة اليمن من يقفون ضد المدنية وضد الفيدرالية والحكم المحلي واسع الصلاحيات اليوم يتغنوا بها! ويضع أمامنا سؤال إستفزازي هل من المعقول أن يطالب هولاء الثلاثة بالمساواة بيننا وبينهم نحن معشر الكتاب والصحفين والاعلاميين والبسطاء من هذا المجتمع البرئي حد السذاجة. يجب ان لا ننجر وراء ما يقوم به هولاء جميعهم من حركات سياسية بهلوانية ابتداء من الرئيس علي صالح الاحمر وخصومه الزنداني وعلي محسن الاحمر وحميد الاحمر كي لا تتشت جهودنا وتفسد ثورتنا السلمية التى مهما حاولوا تشويهها فما زلنا على أمل الخروج بها اليوم أو غداً ما دامنا نتنفس ونحلم بنسمة الديقمراطية. [email protected]