الأستبداد الديني كالأستبداد السياسي وجهان لعملة واحدة ..ولا أبشع من أسلحة الدمار الشامل الا الحرب بسلاح الدين . عندما خاض اللواء علي محس الأحمر ستة حروب مذهبية عبثية ضد جماعة الحوثي(غالبية ابناء م صعدة ) ؛إنما كان يقوم بعمليات ( سلمية سلمية ). عام 2004 م صرخ الحوثيون عقب صلاة الجمعة داخل المسجد الكبير ((الموت لأمريكا , الموت لأسرائيل ,النصرللأسلام ,العزة للمسلمين )). الصرخة كانت كفيلة أن تقضَ مضاجع الجنرال علي محسن وجماعته السلفية بمثل ما ازعجت فقهاء حزب الأخوان (الأصلاح) الذين يرون الحق كل الحق مع أهل السنة والجماعة , وأن ما سواهم فرق شاذة ومن شذ شذ في النار. لقد أدرك الجنرال وبحدس الأخوان أن أصداء صرخة المكبرين لن تقتصر على عودة ((حيَّ على خير العمل))الى بضعة مآذن تقليدية ؛ بل من شأنها نشر اسلاك شائكة ,ليس في صعدة وحسب بل وفي عمران والجوف ومديريات عدة من محافظات مختلفة ؛ لتضع حداً للدودة الخضراء (الوهابية) ..وهذه الأخيرة القادمة من الركن اليماني هي جماعة تؤمن أو تعتقد أن فهمها الأيديولوجي للدين هو الفكرة المطلقة لفهم الدين , ويرون أنفسهم الأساس الوحيد الصالح لنقل الفكرة الدينية الى الواقع , وأنهم الوحيدون في المجتمع يحق لهم التكلم بأسم الدين ,وهم لاسواهم المخولون بأنكار المنكر والامر بالمعروف ..ويرون كل من يخالفهم أنما يتحركون خارج النص الديني..انهم الفرقة الناجية..أنهم الفرقة الأولى مدرع. في البداية قالت الفرقة: ترديد الشعار بدعة تفسد الصلاة .وقال الناطق :الحوثيون هم الجناح العسكري للمذهب الزيدي. وردد الاخوان من وراء حجاب ماقاله الجنرال في بيان الحرب "إن وراء الاكمة ماورائها ,وأن الصرخة ليست الا شعاراً لمشروع امامي شيعي أثنى عشري مدعوم أيرانياً ؛ هدفه الأستراتيجي أقامة دويلة شيعية جنوب المملكة العربية السعودية يحكمها أبناء(( البطنين)). ونحن أيضاً لم نسكت :الحوثة ينطلقون من قاعدة في مذهبهم تجيز الخروج على الحاكم الظالم ,وقاعدة أكثر أهمية "تحصر الولاية في البطنين .. لقد نسينا في سفرنا هذا أن امامنا (معاوية) هو من سلب السلطة من سلالة الحسن والحسين ,عندما تشبث بها حتى آخر قطرة دم ,ليؤسس على أشلاء الصحابة "مبدأ التوريث" ويسبق القذافي في حروب "الزنقة زنقة" ونسينا ايضاً وما أنسانا ألا الشيطان أن الجنرال هوالآخر يؤسس ل"قاعدة الظهرين"فهو أن سقط حكم صالح بطريقة أو بأخرى لن يسقط معه ,بل هو حامي حمى الثوار ,وأن استمر حكم صالح لسبب أو لآخر سيستمر معه ,وهو الرجل الثاني كما عهدناه ...وربما هذا هو مفهومه للفرقة الناجية ..الفرقة الأولى مدرع . *** ستة حروب دموية مذهبية خاضتها فرقة الجنرال يساندها بشمركة الشيخ حسين الأحمر .. وفي السادسة دخل الطيران السعودي (الملكي)على الخط ليهلك الحرث والنسل في طول صعدة وعرضها ,والقصف موصول للأشقاء في حرف سفيان م عمران. حينها كان الضابط عسكر زعيل الناطق الرسمي بأسم مليشيات الجنرال ضيفاً يومياً على فضائية "العربية" تارة ليبشر بحجم الخسائر وأعداد القتلى في صفوف الحوثة وكيف ان الجثث تأكلها الكلاب (سلمية سلمية) وتارة يحذر "إن بطش الفرقة لشديد" *** الآن ..وفي غمار الصراع على دار"النهدين"الرئاسي , الجنرال يسلم ماتبقى له من معسكرات في محيط صعدة لأنصار الله "الحوثيون ",واضحت فرقته تحرس حسينياتهم في ساحة التغيير ,وفقهاء الأخوان (الأصلاح )يصرخون عقب كل صلاة وعلى الهواء مباشرة ذات الصرخة ,مع فارق أن صرخة الحوثيون تدعوا بالهلاك لأمريكا واسرائيل في حين صرخة الاخوان تقتصر بالهلاك ل (علي عبد الله صالح وابنائه) [email protected]