في بداية الأزمة اليمنية كان المجتمع اليمني ينظر إلى الشباب الذين خرجوا إلى الشوارع للمطالبة بوضع اقتصادي وسياسي وأمني أفضل بأنهم نخبة المجتمع اليمني ونموذج للشباب الحامل لمبادئ الدولة الفاضلة .. تلك التي ينعدم فيها الزيف والخداع والمراوغات والاحتيالات .. ورغم ان حالتنا اليمنية لا تحتاج إلى ثورة .. غير ثورة التغيير في النفوس اولا .. الا أنهم اطلقوا عليهم صفة الثائرين ، ضنا منهم بأنهم صفوة المجتمع وخلاصته النظيفة الخالية من شوائب الصراع . لكن بعد ان اتضحت الصورة اكثر وعرف المواطن اليمني ان الشباب النظيف أضحوا رقم هامشي في تيار اللقاء المشترك الذي جرفهم .. واضحى اليمن رهينة لشباب متحزب يحاول ان يلبس عباءة النظافة من درن الحزبية بينما هو غارق في مستنقعها .. ابتدأت الأقاويل والاتهامات توجه إلى تلك الأحزاب والى شبابها الموجهون بالريموت .. واصبحت بيانات وخطابات وتصريحات من يحسبون أنفسهم شباب الثورة المستقلون لا تقل لهجة ولا لكنة ولا زيف عن خطابات وتصريحات وبيانات اللقاء المشترك .. بل قل وكأنها طبخت في فرن واحد. مفارقة لا تجتمع الثورة والكذب .. الثورة والخداع .. الثورة والاحتيال السياسي .. الثورة و التلذذ بمعاناة الوطن والمواطن .. وما بني على باطل لا ينتهى على حق. ليس هذا وحسب .. بل ان معاناة الوطن والمواطن الخانقة .. والوضع الذي وصل إليه الوطن الذي لا يسر عدو ولا صديق .. اضحى مرتهن لانفعالات و شطحات و بيانات تلك القوى .. واضحت كرها هي من تقوده وتوجهه وكأنه ملك لها .. وبقية الشعب عبيد .