لكل منا تاريخ مهما كان حجمه ووزنه الاجتماعي ومهما كانت أفكاره ومبادئه فمنا من هو قائم على مبدأ ثابت لا يتزعزع أركانه ولاينثني عوده أمام عواصف الإغراءات الدنيوية والأنانية الضيقة واستغلال الفرص للمصالح الذاتية ... ومنا من هو قائم على مبدأ التذبذب والنفاق واللوم وعدم احترام آراء الآخرين ولاهم له إلا مايمليه عليه ضميره المشين غير آبه بأخلاق وأدبيات مجتمعة وهذا الصنف من الناس رأيناه في ذلك الرجل إذ هو واحد منهم فهل للصم من الناس ان يسمع الدعاء وينصاع للنصيحة أم ان الاصنج مازال اصنج ... لا علاج له مهما اجتهدنا في تطبيبه ... لقد كان ذلك الرجل في بداية حياته السياسية ركيزة من ركائز الاستعمار وأعداء عدن حتى يومنا هذا وهذا هو التاريخ يرصد لنا تاريخه دون مغالطة أو مواراة . كان في يوم من الأيام عبدالله الاصنج زعيما لحزب الشعب الاشتراكي سابقا ورئيس المكتب السياسي لجبهة التحرير والتي لعبت موقفا انتهازيا تآمريا مكشوفا من خلال تواجد عناصرها في أجهزة الدولة القديمة كما أنها لعبت دورا خطيرا في تخريب البلد في الوقوف معارضا ضد كل قرار إصلاحي , والتاريخ يسرد لنا انه عندما شكل حزب الرابطة لأبناء الجنوب العربي عام 1951م والذي كان يحمل مشروع إقامة دوله في الجنوب العربي لا علاقة لها باليمن عندها انفصل عنها مجموعه من الشباب ومن بينهم عبدالله الاصنج وكان ذلك عام 1954م وفي عام 1956م تم تأسيس الجبهة الوطنية وكانت قياداتها من (عبدالله باذيب , محمد عبده , نعمان الحكيمي عبدالله الاصنج ) الذين انفصلوا عن حزب الرابطة المتحدة وفي عام 1956م قامت عناصر الجبهة الوطنية بالتوجه في تأسيس أول تنظيم نقابي في عدن إلا ان الاصنج لعب دورا انتهازيا تآمريا في الحد من دور الاشتراكيين في هذه المؤسسة فعمل على الحد من نشاطهم بالتنسيق مع السلطات الاستعمارية ليفسح له المجال في كبت الحركة العمالية في نضالها ضد الاستعمار البريطاني ومواصله نهجه الانتهازي التآمري الهادف إلى خدمه القوى الاستعمارية .
ولكننا كثيرا مانجد ان الاتجاه الذي يتزعمه الاصنج يصطدم مع تحركات الجماهير العفوية ضد المخططات الاستعمارية فعمل على التصفية المستمرة للعناصر التقدمية في الحركة العمالية وكبت الحريات وزج الوطنيين في المعتقلات
وبتلك التصرفات نجده يمارس الدور الاستخباراتي لصالح حكومة الاتحاد ولصالح أعداء الوطن مستغلا تواجده في الساحة ومتسترا بحزبه الذي أسسه بهدف النيل من النضالات الوطنية المناهضة للاستعمار واستمر ذلك الرجل في ممارسه نهجه ألاستخباراتي ولكنه عندما شعر باهتزاز وضعه انتهز فرصته ودخل مع من ينتهج نهجه الانتهازي ميدان العمل السياسي معلنا في بياناته ضد الوجود الاستعماري .
وجعل من المؤتمر العمالي آنذاك واجهه سياسيه له وفي عام 1959م برزت أحزاب أخرى من أبرزها حزب البعث الذي ربط نظامه السياسي بقياده المؤتمر العمالي والذي تأسس باسم حزب الشعبي الاشتراكي عام 1961م والذي حاول به عبدالله الاصنج ان يرمم وضعه الذي اخذ يتهاوى
وعندما قامت ثوره 14 أكتوبر شجبت قياده حزب الشعب الاشتراكي بزعامة عبدالله الاصنج هذه الثورة وعمل الاصنج محاولا إقناع الجماهير بفوضويه هذه الثورة إلا انه فشل بالرغم من مراهناته لفشل ثوره 14 أكتوبر بحكم صلاته بحزب العمال البريطاني الذي يقدم له كافه إمكانيات الدعم المادي والمعنوي سرا
وهنا نجد ان عبدالله الاصنج وحزبه ليس إلا عبارة عن أداء قمعية لكل نضالات الشعب ضد الوجود الاستعماري في الجنوب العربي وكم أوهمته شطحاته السياسية الانتهازية بان حزب الشعب الاشتراكي هو المهيأ لاستلام السلطة عندما اشتد نضال الجماهير الشعبية ضد الوجود الاستعماري بقياده التنظيم السياسي للجبهة القومية
فعمل على إصدار المنشورات والبيانات واعتلى منابر الخطابة ليقلل من قيمه الكفاح العسكري الذي تمارسه الجبهة القومية واعتبره فوضى وإرهابا الهدف منه خراب البلاد والعباد ولكن الجماهير التواقة للحرية لم تصغي لخطب الاصنج ولاتعتبر لبياناته أي اعتبار فواصلت تأييدها لكفاح الجبهة القومية غير انهه بخطب ومنشورات ومحاضرات الاصنج وحزبه كما عمل بكل الوسائل إلى تقويض الجبهة القومية من خلال استقطاب بعض عناصرها الانتهازية القيادية (( المجلس التنفيذي للجبهة القومية ))
وحين تخوفت الأجهزة العربية من وجود حركه تناقض مع أيدلوجيتها لجأت إلى ((المكاوي و الاصنج )) الذي كان حزبه على وشك الانهيار وكذلك مجموعه السلاطين وغيرهم من الانتهازيين و في 13يناير 1966م أعلنوا من القاهرة الدمج القسري بين الجبهة القومية وجبهة التحرير وأعلنوا ان الجبهة القومية هي تنظيما سياسيا في إطار جبهة التحرير في حين ان جبهة التحرير كانت تضم في إطارها كلا من حزب الشعب الاشتراكي و السلاطين وبعض مشائخ القبائل إلا ان الجبهة القومية رفضت ذلك الدمج القسري وأعلنت انفصالها عن جبهة التحرير ....
وهنا نجد ان جبهة التحرير استغلت حاله البؤس المادي التي تعيشها فئة الاخدام وكذلك استغلت أبناء القبائل الفلاحية الفقيرة وأخذت تجندهم نظير رواتب شهريه ثابتة لتحقيق أهدافه التآمرية لكن ذلك الأسلوب أدى إلى انهيار القيادة الإقطاعية البرجوازية لجبهة التحرير وانهيار الجناح العسكري في الجيش الاتحادي
وهكذا لجأت عناصر تابعه لعبدالله الاصنج إلى أحداث سلسله من التفجيرات والاغتيالات وإرهاب امن المواطنين بقصد اتهام تنظيم الجبهة القومية بتلك العمليات الإرهابية وكان من أبرزها أحداث تفجيرات المنصورة بتاريخ 7ديسمبر والتي هي لامبرر لاحداثها ولكن لحاجه في نفس الاصنج وأعوانه والذي يهدف إلى إبعاد الجماهير عن مسانده ومساعده الجبهة القومية في نضالها التحرري ضد الاستعمار البريطاني
فتاريخ الرجل لم يكن سوى تاريخ حافل بالمؤامرات والدسائس وإشعال نار الفتنه بين القيادات في الشمال والجنوب
الكل منا يعلم من هو الاصنج ومن منا لا يعرف شئيا عن تاريخه السيئ وارتمائه في أحضان الاستعمار لقد احترف السياسة كمهنه وليس كمبدأ وكان يستخدم كل المنابر ليتحدث مخادعا الجماهير ضنا منه انه قادر على جر الجماهير إلى صفه الانتهازي ولكن الجماهير رفضته ورفضت كل سياساته وقاومت الاستعمار الذي يرضع الاصنج من ثديه حتى تم دحر الاستعمار ونيل الجنوب استقلاله وتولي الجبهة القومية السلطة هرب إلى صنعاء وعاش هناك حياه التخبط والمؤامرات حتى تمكن من الاندساس وبواسطة سماسرة السياسة الاستعمارية وتمكينه فرصه المساهمة في مزاوله مؤامرته ضد الجنوب العربي وتدرج حينها في العديد من المناصب وعندها استغل اكبر مناصبه لأجل مصالحه الشخصية وارتبط حينها بالأجهزة الأجنبية المناهضة للثورة في الجنوب العربي ...
فارتكب حينها العديد من الجرائم التي تمس بكرامه الوطن فمارس العمالة والخيانة والارتزاق على حساب الوطن وسيادته وكرامته والتجسس لحساب المصلحة الخاصة كما مارس عمليه التأمر للإطاحة بالنظام في سلطه الجمهورية العربية اليمنية آنذاك كما عمل على إفشال تطوير علاقات الشطر الشمالي مع دول الجوار من خلال تقاريره السرية المضللة بل وسلوكه سلوكا مشينا رديئا معتقد انه سينال بأساليبه الماكرة في الخيانة من سيادة الوطن مستغلا مناصبه التي خان اليمين الدستورية التي اقسمها أضافه ماثبت ضده من تشريد وقتل وسجن العديد من الشرفاء هذا هو الاصنج الذي ليس باستطاعته رد الجميل للأرض التي احتضنته يوم ذاك وللجماهير العدنية التي منحته الجميل والإحسان .
1981م حكم عليه بالإعدام بتهمه الخيانة الوطنية ليهرب عندها ليعيش لاجئ في بلد أخر منذ لك اليوم وحتى يومنا هذا واليوم نراه لازال يتمرد على الجنوب وأهله ولازال يحمل سلوكياته القديمة على الجنوب وشعبه ليمارس اليوم طقوسه القديمة .
وماتلفظ به أخيرا يدل على معاناة الاصنج من الهوس السياسي والإفراط في مزاوله مهنه الرقيق السياسي مع العلم ان الاصنج لازال اصنج لم يتعظ ليمارس اليوم ماكان يمارسه بالأمس من أساليب المكر والخداع مره أخرى ومزاوله مهنه الدساسة في أسواق الحساسة لخلق الفتن والمؤامرات على شعب الجنوب الثائر وعلى قياداته التاريخية ليمارس أنشطته الخبيثة و الإعلامية بهدف خلق روح الفته وخلق روح العداء بين أبناء الجنوب المطالب بالحرية والاستقلال ضنا منه انه باستطاعته إقناع الشعب الجنوبي في التراجع عن تحقيق مطالبه بالحرية والاستقلال والعمل على أحداث شرخ العزلة بين شعب الجنوب و السيد الرئيس علي سالم البيض الذي فوضه شعب الجنوب رئيسا عليه
أساليب سخيفة ولكننا ماذا ننتظر من اصنج لا يسمع ولافرق بينه وبين من في القبور واليوم نرى وجوده في خارج الوطن بمثابة الخطر المهدد بإيقاع الشارع الجنوبي في أتون صراعات ومناكفات قد عافها الشعب في الجنوب وحتى يعلم انه قد سبق رفضه ذات يوم ليكون منبوذا اليوم ان شعب الجنوب يرفضه وسيرفضه بعد قيام ثوره الاستقلال الثانية والتي هي انطلقت يقودها رجال لن ينزاحوا عن مبادئ وقرارات الشعب في الجنوب وهو الأمر الذي كان لايحلم به ان يكون فهل للاصنج ان يأخذ عود ثقاب ليصفي إذنيه من الصمم أم ان الاصنج مازال اصنج منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا