تعهد العراق وايران الاربعاء "نسيان آلام الماضي" واعادة العلاقات بينهما الى مستواها الطبيعي خلال زيارة وفد ترأسه محمد رضا رحيمي النائب الاول للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد. وقال رحيمي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي "اعلن صراحة اننا قد نسينا كل آلام الماضي التي سادت في سماء البلدين وقلوب الايرانيين كلها مع العراق و كل ما يحب الايرانيون موجود على ارض العراق". وقال المالكي من جانبه ان "العلاقات تعود الى طبيعتها بعد عقود من الماساة والعلاقات المتشنجة بسبب ما خاضه النظام البائد من حرب بين شعبين جارين". واضاف المالكي خلال المؤتمر الصحافي ان "الزيارة تدل على رغبة اكيدة من ايران والعراق في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين لما به اهمية ونفع على مصالح الدولتين و شعبيهما". واضاف رحيمي "جئنا للعراق بكامل استعدادتنا ودخلنا في مفاوضات اخوية ونحن مستعدون للوقوف بجانب العراق على ان نبني هذا البلد". كما اكد استعداد ايران ل"توفير الامن في العراق"، مؤكدا "دعمنا الكامل ووقوفنا بجانب حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي". وشدد على ان العلاقات بين البلدين "وصلت الى مستويات عالية ورفيعة، وجئنا اليوم للوصول بها الى الذروة والقمة". وخاض البلدان حربا شعواء قتل خلالها نحو مليون شخص من كلا الجانبين، وامتدت لثماني سنوات (1980-1988) ابان حكم صدام حسين. ووصف المالكي زيارة الوفد بانه "يدل على الرغبة الحقيقة على حل جميع الاشكالات التي واجهناها على مجال العلاقات الاقليمية". واستقبل المالكي رحيمي الذي وصل على رأس وفد رفيع المستوى استقبالا رسميا عزف خلاله السلام الجمهوري لكلا البلادين، في القصر الجمهوري داخل المنطقة الخضراء. ووقع البلدان خلال الزيارة ست مذكرات تفاهم في مجال الصحة والمال والثقافة والبريد والعلوم والتكنولوجيا. ووقع مذكرات التفاهم وزراء المالية والعلوم والتكنولوجيا ومسؤولون اخرون من كلا البلدين. ووصف رحيمي زيارته لبغداد بانها "يوم الاخوة والتعاون من اجل البناء و الاعمار وتوفير الرفاهية ...لمزيد من التنمية ومد الجسور". وشدد المالكي على ضرورة تحسين علاقات بلاده في مختلف المجالات مع ايران. كما ناشد رئيس الوزراء العراقي الشركات الايرانية ورجال الاعمال في القطاع الخاص من البلدين، للمشاركة في اعمار العراق. واعلن المالكي خلال المؤتمر عن "تشكيل مجلس رجال اعمال مشترك بين البلدين". وفي وقت لاحق، التقى رحيمي رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي الذي اكد "ضرورة استقرار علاقات حسن الجوار بين البلدين على اساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكلا البلدين"، حسبما نقل بيان رسمي. كما طالب النجيفي رحيمي بان "يتوقف الجانب الايراني عن قصف القرى والاراضي العراقية في اقليم كردستان الشمالي، كونه امرا يثير نوعا من الضبابية والشك في العلاقات بين البلدين". ويعود اخر قصف تعرضت له المناطق الحدودية لاقليم كردستان الى 30 حزيران/يونيو الماضي واستهدف المناطق الحدودية في منطقة حاج عمران بشمال مدينة اربيل (320 كلم شمال بغداد). واكد النجيفي على "ضرورة التعاون المشترك والتنسيق بين الطرفين لضبط الحدود ومنع التسلل والاعتداء للحيلولة دون تصعيد التوترات في المواقف". وتهاجم القوات الايرانية بالمدفعية من حين لاخر عناصر "حزب الحياة الحرة" (بيجاك) المنضوي تحت لواء حزب العمال الكردستاني التركي ويمثله اكراد ايرانيون يتخذون من المناطق الجبلية الوعرة في اقليم كردستان معقلا لهم.