قامت جماعة الحوثي بإرسال عشرات المعتقلين المفرج عنهم مؤخراً إلى مناطقهم في مختلف المحافظات والمناطق اليمنية لغرض أن يقيم كل فرد مع عائلته في جو جديد من الدفء والأمان ، خاصة بعد التجربة المريرة التي عانوها في المعتقلات تحت وطأة العذاب النفسي والجسدي والحرمان من كافةالحقوق أبسطها الفراش والماء والدواء.. وكانت منطقة " مران " بمديرية حيدان ، مسقط رأس العلامة حسين الحوثي ومركز الشرارة الأولى لدعوته الجهادية القرآنية ، كانت المنطقة قد شهدت يوم أمس الخميس استقبالاً جماهيرياً حاشداً للأسرى والمعتقلين المفرج عنهم والذين زاروا المنطقة عقب خروجهم من السجن ، بصفتها الرمز الاستراتيجي الجغرافي لمشروعهم الثقافي القرآني ، وعلى هامش الاستقبال قام المعتقلون بتنظيم مهرجاناً احتفالياً عصر أمس حضره مئات المواطنين من عدة محافظات ، حيث كان المعتقلون قد استغلوا فترة السجن لتنظيم أنفسهم وتطوير مواهبهم وإبداعاتهم ، فشكلوا في المعتقل فرقاً فنية وثقافية للإنشاد والمسرح والزوامل وتنظيم الاحتفالات والمهرجانات ، وفيهم الأدباء والخطباء ، حيث قام هؤلاء المبدعون وتلك الفرق خلال حفل الاستقبال بتقديم فقرات إنشادية وخطابية فنية وفقرات أخرى متنوعة من قصائد وزوامل وفقرات مسرحية أعدوها في السجون وعكست معاناتهم في المعتقلات والكيفيات والنفسيات التي تعاطوا بها وواجهوا بها كافة الاشكالات والمضايقات والأذى في السجون في مختلف المحافظات.. وأكدت مضامين فقراتهم الاحتفالية تجديد عهدهم وولائهم لله تعالى ولأهل البيت عليهم السلام وللسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي ، مؤكدين أن معاناتهم في المعتقلات لن تثنيهم عن الطريق بل زادتهم – حسب قولهم – ثباتاً وصموداً وإصراراً على مواجهة المؤامرات الأمريكية ضد الاسلام ، ووأدها برؤية ثقافية قرآنية ،.. وقال المعتقلون أن الله تعالى أعانهم على قضاء فترة السجن في حفظ القرآن الكريم وتوسيع وتنويع مطالعاتهم مما أسهم في تنمية مواهبهم المختلفة.. وأكدوا أن قيامهم برفع وترديد شعار " الله أكبر ، الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل ، اللعنة على اليهود ، النصر للإسلام " كان سبب قيام الأجهزة الأمنية للسلطة باعتقالهم دون مبررات واضحة ، وأن السلطة اعتبرت ترديد هذا الشعار جريمة تزعج أمريكا وتضايق مشاعر الأوروبيين اليهود ، مما جعل السلطة تحكم على مرددي الشعار بالسجن وبعضهم الإعدام ،.. وقال المعتقلون : " لأن شعارنا تحت مظلة الثقافة القرآنية ، حرصنا على عدم الاستجابة للضغوطات التي مارسها السجان في المعتقل لإثنائنا عن الشعار ، ولأنها ليست جريمة فقد خرجنا من المعتقل صارخين في وجه الغطرسة الإسرائيلية والاستكبار الأمريكي ونحن نردد الشعار الجهادي الذي بسببه اعتقلونا وسجوننا وحاربونا حتى يعلم العالم أن هذه الصرخة لن يتمكن أحد من إسكاتها أو تكميمها مهما فعل بل تزداد قوة وصلابة كلما تصدوا لها".. وكانت السلطة قد أفرجت عن قرابة 428 معتقلاً ولحق بهم أربعون معتقلاً ، يمثلون مختلف محافظات ومناطق اليمن وتم اعتقالهم على ذمة أحداث صعدة.. واحتفت محافظة صعدة بالمعتقلين المفرج عنهم طيلة عشرة أيام متتالية يقيمون المهرجانات الاحتفالية ويستمعون إلى قصص وروايات السجن ويؤلفون النوادر الساخرة من أمريكا وإسرائيل وعملائهما وأزلامهما .. وعبرت محافظة صعدة عن شعورها المبتهج وأحاسيسها بالفرحة بإقامة المهرجانات وولائم الطعام واستضافة المعتقلين في مختلف المناطق وتكريمهم واعتبروا يوم خروجهم من السجن يوم انتصار للحق وهزيمة كاسحة للباطل..
